تساؤلات عن النبوة

في اعتقاد المسلمين النبوة اصطفاء من الله بحيث لا تنال بالجهد والسعي وهي تواصل مع الله بواسطة أو بدون واسطة يتسم بطابع عجائبي في الغالب كرؤية كائنات غيبية وسماع أصوات آتية من عالم الغيب..وتقترن النبوة بالمعجزات تأييدا للنبي في دعواه..ولكن لماذا النبوة؟؟؟
يقول المسلمون أن الله لم يتركنا هملا لذلك اصطفى منا أناسا جعلهم أنبياء وكلفهم بتعليمنا هداية السماء..ثمة سؤال لا بد من طرحه..من الملاحظ أن أنبياء القرآن هم في الغالب ذات الأنبياء الوارد ذكرهم في كتب اليهود والنصارى ..ومسرح نشاط هؤلاء الأنبياء الشرق الأوسط وهم في الغالب من الاسرائيليين...لقائل أن يقول ما هو حظ بقية شعوب ومناطق العالم من النبوة؟؟؟ لم يذكر القرآن نبيا صينيا أو هنديا أو رومانيا...هل أهمل الله هذه الأمم العظيمة؟؟؟ أم أن القرآن يجهل ثقافتها ولا يعرف الا الثقافات القريبة منه جغرافيا؟؟؟
ثم لماذا خص الله أقلية قليلة من الناس بامتياز النبوة وامتحن أكثرية الناس بتكليف تصديق دعاوى الأنبياء وبذل الجهد في تمييز الكاذب من الصادق والصحيح من المجنون؟؟؟
أما كان ممكنا تعميم النبوة على جميع الناس فتكون بذلك خبرة انسانية مشتركة فنعرف الله ونعبده موقنين؟؟؟

قد رد عليك القران العظيم

اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ

فليس كل انسان يصلح لمنصب النبوة فعدم وجود نبى فى مكان ما لعدم وجود من يصلح , مثلا لا بد ان يكون النبى طاهر النسب مبرا من الزنا و السفاح و نحوه من الامور فالمشكلة فى القابل

السلام عليكم ورحمة الله ...

تساؤلاتك مرت علي كثيرا أخي الفاضل سواءا من أشخاص بالواقع أو بالنت أو سمعتها بالتلفزيون ... وأبيت إلا أن أجد جوابا

أولا القرآن لم يذكر جميع من في الكتاب المقدس ، فأنبياء مثل أشعياء ودانيال وحزقيال لم يذكرهم ... وبالمقابل ذكر صالح وهود وهما ليسوا موجودين في الكتاب المقدس (المحرف)

وأعتقد أنه فقط قصة عاد وثمود كافية لتوضح لك الإشكالية ... فسألخص لك ما وصلت إليه ...

كان العصر الجليدي يعم الأرض وكان الشرق الأوسط والجزيرة العربية خصوصا مروجا وأنهارا ... ثم بعث الله نوح ونعرف تفاصيل القصة كاملة

وهناك العديد من العلماء يؤكدون أن طوفان نوح هو إنزياح العصر الجليدي الأخير ، وبعض الباحثين المسلمين فسروا (وفار التنور) أنها البراكين التي بدأت تفور وتذيب الثلوج من على قمم الجبال

بعد نجاة نوح ومن معه بالسفينة ... بدأت أول حضارة وأقوى حضارة بشرية في التاريخ وهي حضارة عاد في الربع الخالي الذي ما زال يحتفظ بطبيعته السابقة الخضراء (الصور التي بالنت والتي يقال عنها أنها لعاد هي صور مزورة وهي حقيقة لحضارة Ellora الهندية)

ثم بُعث إليهم هود وبعد تفاصيل قصته والريح العقيم التي حولت كل شيء للرميم (بدأ التصحر في جنوب شرق الجزيرة العربية وبدأ مناخ الأرض يتغير)

ثم هاجر هود ومن آمن معه إلى شمال غرب الجزيرة وبعد أجيال وقرون نُشئت حضارة ثمود التي صمدت بوجود القليل من الماء وبسبب امتداد التصحر إلى الشمال ، وكلمة ثمد يعني الماء القليل

ثم بُعث إليهم صالح وبعد طلبهم لمعجزة لتصديقه ، أتى بالناقة ونعرف أن الابتلاء كان بتخصيص يوم لها لتشرب (الفتنة والابتلاء كانت بالماء القليل لديهم)

ثم أتتهم الصيحة وتحول الجزيرة كاملا لصحراء ، ثم أنشئت حضارات أخرى مثل سومر ومصر ومدين ، وبدأت قصة إبراهيم ولوط وشعيب ... إلخ

نستنتج مما سبق أن أوائل البشر كانوا في الجزيرة العربية ، وأنا شبه متأكد أن جبل الجودي هو بالجزيرة العربية وليس بمكان آخر

ثم بعد تغير المناخ من المروج والأنهار إلى التصحر ... بدأت الهجرات لكل الجهات ..

ولهذا أكثر الأنبياء الذين ذُكروا في القرآن كانوا في الشرق الأوسط ، لأن قصصهم كانت في فترة قفزات كبيرة في تاريخ البشرية ...

ولكن لا ننسى الآية 78 من سورة غافر : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ)

الدليل على تسلسل الأحداث التي ذكرتها هو الترتيب عند ذكرها في القرآن، يبدأ بنوح ثم عاد ثم ثمود ثم إبراهيم ولوط وشعيب .
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ...) 9 إبراهيم
(أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) 70 التوبة

أخيرا أقدم لك الخبر الذي يتحدث عن دراسات لمتخصصي الحمض النووي يؤكدون على أن الجزيرة العربية هي مهد البشرية ومنها تشعبت لباقي الأرض :
http://www.aljazeera.net/news/pages/...d-a835e005692b

الدكتور مصطفى محمود رحمه الله يتحدث عن لغة آدم ، والمفردات العربية الموجودة في الكثير من اللغات حول العالم :
http://www.youtube.com/watch?v=vjk2Q1qwSYw


وهذا كله يوضح لماذا بُعث محمد صلى الله عليه وسلم من الجزيرة العربية من مكة ولماذا سميت مكة أم القرى ، ولماذا أُنزل القرآن باللغة العربية ...

ومن هنا نعرف لماذا كلمة "أعجمي" بقواميس اللغة تعني : الذي لا يفصح ، وكأن بقية البشر لغاتهم هي عربية إلتوت وتغيرت وأصبحت غير فصيحة


وبالنسبة لسؤالك الأخير ، تجاوب عليه الآية 118 و 119 من سورة هود (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ... )

فالإختلاف سنة البشر ، بل ومن أسباب خلقهم .. فالأنبياء هم مبشرين ومنذرين لكيلا يكون هناك أي حجة في الكفر والضلال

إضافات مهمة :

بعد انتشار البشر وهجرة الغالبية العظمى خارج الجزيرة العربية

بعث الله عز وجل إبراهيم الخليل وكلفه بمهمة رفع قواعد البيت الحرام التي اندثر بسبب التصحر الذي أصاب الجزيرة

وهناك نقطة مهمة ... في بداية البشرية في عهد آدم كانت الجزيرة العربية مروجا خضراء وأنهارا وغالبية الأرض جليد ... وفي نهاية البشرية في عهد عيسى ستعود الجزيرة العربية مروجا خضراء وأنهارا ومن الطبيعي أن يصبح غالبية الأرض جليد (وهناك مخططات للأوروبيين للانتقال إلى إفريقيا واعتقد أن هذا سبب المجاعة في شعوبها وفقرها المدقع وتخلفها مقارنة ببقية الأرض)

(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)

(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)

سبحان الله ترتيب جميل وتنسيق في التاريخ والأحداث الماضية والحاضرة والقادمة إذا تأمله الواحد بتوفيق من الله :)

آيتان تردان عليك يا زميل :
((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ))
((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ))
فدع عنك النظريات الممطوطة فهي لا تقدم و لا تؤخر .

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ {النحل:36}
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ {غافر:78}
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ {فاطر:24}
عن ‏أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، كم المرسلون ؟ قال : ثلاثمائة وبضعة عشر. رواة الإمام أحمد فى المسند
وفي رواية أبي أمامة قال أبو ذر : قلت يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال : مائة ‏ألف ، وأربعة وعشرون ألفا ، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر.
والحديث صححه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح.
وقال الإمام ابن كثير في كتاب : قصص الأنبياء ،ص 80 : عن أبي ذر رضي الله عنه في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه[أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر] : « ...وأربعة من العرب : هود ، وشعيب ، وصالح ، ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم ».