((احذروا الفتن واحفظوا الوطن)) خطبة الجمعة للشيخ محمد حسان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(102)}آل عمران.{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)}النساء. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)}الأحزاب
أما بعد..
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
حياكم الله جميعا أيها الإخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً وأسال الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك والقادر عليه
أحبتي في الله..
((احذروا الفتن واحفظوا الوطن))
هذا هو عنوان لقاؤنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك..احذروا الفتن واحفظوا الوطن.
مصر الكنانة ما هانت على أحد الله يحرسها عطفاً ويرعاها ..
ندعوك يا رب أن تحمي مرابعها فالشمس عين لها والليل نجواها..
مصر تمر الآن بمرحلة حرجة وبأزمة خطيرة ويجب على كل مسلم صادق وعلى كل وطني مخلص أن يحافظ على مقدرات ومكتسبات وممتلكات وتراب هذا البلد.
فمصر أيها الأفاضل كنانة الله في أرضه..
أرض الأنبياء أرض الأولياء أرض العلماء أرض الشهداء أرض الصادقين والصادقات أرض الصالحين والصالحات.
مشى على ترابها أيها الشباب خليل الله إبراهيم ونبي الله إسماعيل وكليم الله موسى ونبي الله عيسى ونبي الله إدريس ونبي الله يعقوب ونبي الله يوسف ومشى على أرضها وترابها أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الله عز وجل فيها حكاية بها عن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم عن يوسف عليه السلام: {وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ(99)}يوسف.
اللهم أمن مصر وأهلها وأمن كل من يعيش على أرضها برحمتك يا أرحم الراحمين.
مصر وصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:[إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما]
نداء لكل مسلم أن يُحسن إلى هذا البلد وأن يُحسن إلى أهله وإلى شعب مصر العبقري الذكي الصابر التقي الأبي [فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما].
وقال في حقها فاتحها العظيم عمرو بن العاص: (ولاية مصر تعدل الخلافة) أي من حكم مصر كأنه يحكم الأمة كلها.
وهذا هو السر الحقيقي في حجم الحرب الشرسة التي تُعلن ويُرفع لوائها على مصر على مدى التاريخ كله.
تعلن الحرب بضراوة على مصر لأنها قلب العالم الإسلامي والعربي النابض بالحياة
فلو تعطل هذا القلب ومات هذا القلب لترهل البدن الإسلامي والعربي كله.
مصر هي رأس القاطرة وأعداءنا في الخارج والداخل يريدون أن يفصلوا بين هذه الرأس وبين القاطرة الضخمة الطويلة لتقف القاطرة في مكانها.
هذا هو سر الحرب التي تُعلن على مصر على مدار التاريخ كله لذلك يقول عمرو بن العاص: (ولاية مصر). أي حكم مصر (تعدل) أي تساوي الخلافة.
ويقول يحيى بن سعيد القطان إمام العلم والزهد والجرح والتعديل والورع يقول: (ما رأيت الورع ببلد أعرفه كما رأيت الورع بالمدينة النبوية ومصر).
انظروا إلى مكانة مصر في قلوب هؤلاء العلماء والزهاد والعباد وقال كعب الأحبار: (لولا أنني اسكن الشام لسكنت مصر لأني أحب مصر وأهلها وأهل مصر في عافية ومن قصد مصر بسوء كبه الله على وجهه).
بل ومكتوب في التوراة المنزلة على كليم الله موسى: (من أراد مصر بسوء قسمه الله عز وجل).
فوالله كل من سيتآمر على هذا البلد وعلى شعبه التقي الأبي الذكي الزكي الصادق سيقسم الله ظهره وسيهلكه الله تبارك وتعالى.
فمصر محفوظة بحفظ الله لها وما حدث في مصر أيها الأحباب إنما حدث بتوفيق الله عز وجل.
فأنا لا زلت وسأظل أدين لله جل وعلا أن ما حدث في مصرنا العام الماضي حدث بإرادة الله عز وجل الكونية القدرية.
إذ لا يقع شيء في مصر لا بل في الأرض كلها إلا بأمر الملك وتحت سمع وبصر الملك ولو اجتمع شباب مصر جميعاً بل ولو اجتمع شباب الأرض جميعاً ليُحدثوا ما قدر الملك أن يحدث في مصر ما استطاعوا لو لم يرد الله جل وعلا ذلك.
فلا تتوهم أنك تملك شيئا أو أملك أنا شيئاً أنا لا أملك أي شيء وأنت لا تملك أي شيء.
واعلم بأنه ما وقع في مصر ما قدره الله جل وعلا إلا بتوفيقه وحده وإلا بإرادته وحده ولولا أن الله أراد ما استطاع أهل الأرض أن يحدثوا إلا ما يريده ربنا
جل جلاله أولم تقرأو قوله:{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(30)}الإنسان.
نعم أنا لا أقلل من قدر شبابنا ولا انتقص من قدر جهود الصادقين المخلصين في بلدنا.
لكن تواضع لربك وانكسر بين يديه وضع أنفك على التراب ذلاً وانكساراً له جل وعلا واعلم انك لا تملك لنفسك أنت من أمرك أي شيء إلا إذا أراد الله تبارك وتعالى:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(26)} آل عمران.
قال الله جل جلاله:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(28)}يس.
والله ما حدث في مصرنا ما حدث إلا لما أراد من يقول للشيء كن فيكون
ينبغي أن نتأدب مع ربنا وأن لا نتطاول على الله جل جلاله.[إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه].
وقال اعرف الخلق به صلى الله عليه وسلم:[لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر] وفي رواية أحمد: [لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل يقول أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك].
فالذي يعز من يشاء ويذل من يشاء هو الله..
هو الذي يُذهب دولة ويأتي بدولة ويُذهب حاكماً ويأتي بحاكم فهو الذي يسوق المقادير التي قدرها قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.فلا يتقدم ولا يتأخر قدر قدره ولا أمر دبره.
فالكون كونه والملك ملكه والأمر أمره والحكم حكمه والتدبير تدبيره {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(59)}الأنعام.
فلنتواضع لربنا جل وعلا ولنعلم أن الله سبحانه هو صاحب الفضل وولي النعمة فعلينا أن نشكر الله عز وجل وأن نحمده على فضله وعلى نعمه وأن نعلم أنه لا منجى ولا مخرج لنا ولا لمصرنا من هذه الفتن ومن هذه الأزمة إلا بربنا وبصدق لجوئنا إلى مولانا وسيدنا وإلهنا .
جاء حبر من أحبار اليهود والحديث في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود: (جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقول له يا محمد يا محمد إنا نجد مكتوبا عندنا في التوراة أن الله جل وعلا يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع والماء والثرى على إصبع والشجر على إصبع وسائر الخلائق على إصبع ثم يهزهن ويقول أنا الملك).
فمن الملك؟ من الملك الحق؟ {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ(114)}طه. ثم يهزهن ويقول أنا الملك ومن لم يتذوق قلبه طعم هذه العقيدة طيلة العام الماضي لن يتذوق طعم الإيمان إلا إذا أراد ربي شيئا.
فلقد رأينا بأعيننا من الآيات ما يخلع القلوب وما يهز القلوب الغافلة الجامدة وما يذكرنا بربنا سبحانه وتعالى [ثم يهزهن ويقول أنا الملك وضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً منه لقول الحبر اليهودي وقرأ النبي قول الرب العلي:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(67)}الزمر.
أنا أردت أن أذكر فقط أبنائنا وشبابنا وأحبابنا بأن الفضل فضله وبأن الأمر أمره وبأن الملك ملكه وبأن الحكم حكمه وبأن التدبير تدبيره وبأنه لا ملجأ لنا من أزمتنا إلا بالعودة إليه وصدق اللجوء إليه والانكسار بين يديه والافتقار إليه وما أراده الله كان وما لم يشأ الله جل وعلا لن يكون {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(30) يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(31)}الإنسان.
وذكرت في أول الثورة بموقف لخالد المبرمك حينما زالت دولة البرامكة وسجن خالد المبرمك مع ولده في زنزانة واحدة فبكى الابن وقال لأبيه: يا أبتي من الملك والجاه والحكم والسلطان إلى السجن والقيد في زنزانة واحدة. فقال له: والده يا بني إنها دعوة مظلوم سرت إلى الله بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله.
إي والله فالله جل وعلا يمهل لكنه لا يهمل.



يتبع إن شاء الله،،،

وحتى لا اطيل في هذه المقدمة
أحذر أهل مصر جميعاً من الفتن
فمصر تتعرض لفتن شديدة أحذر الجميع من الفتن وأن يوظف يوم الخامس والعشرين من يناير لأي إفساد أو تخريب.
فليسعد أهل مصر وليفرح أهل مصر بفضل الله عليهم وبنعمة الله عليهم
فليفرح شبابنا وليسعد أولادنا لكن بلا تخريب بلا إحراق بلا تدمير بلا إفساد للممتلكات العامة والممتلكات الخاصة.
يحرم على كل مسلم صادق أن يصيب أخ من إخوانه بأذى أو بسوء ولو بكلمة
يحرم على كل مصري صادق أن ينال ممتلك عام أو خاص بأذى أو بسوء أو بإحراق الشرفاء والأمناء والصادقون والأطهار.
لا يجرؤ أحدهم أن يمد يده ليقتلع طوبة أو لبنة من رصيف في الشارع فضلاً عن أن يمد يده بزجاجة مولوتوف أو بكلمة نابية بذيئة أو بعصا أو بسلاح على سيارة خاصة أو سيارة عامة أو ممتلك عام أو خاص.
فمصر يا أولادي ويا أبنائي ملك لشعبها ملك لأبنائها ملك لأطفالها..
ليست ملك لرئيس وليست ملك لوزير وليست ملك لمجلس ولا لبرلمان إنما هي ملك لهذا الشعب الصابر إنما هي ملك لهذا الشعب الأبي.
يجب علينا جميعاً أن نحافظ عليها وأن نحميها وأن نزود عنها بأغلى ما نملك من الدماء والأرواح وأن لا نسمح لأي أحد من المخربين من المفسدين ممن يخططون لإحراق مصرنا في الخارج وفي الداخل يجب على الشرفاء من شبابنا وأبنائنا وأمهاتنا وبناتنا ونساءنا أن يقطعوا الطريق على هذه الزمرة الخائنة التي لا تريد لمصر أبداً أن تقف على أقدامها التي لا تريد لمصر أبداً أن تخرج من هذه الأزمة
لتظل الأمة الإسلامية والعربية معزولة نفسياً وعسكرياً واقتصادياً وعلمياً وعملياً.
فمصر هي القلب وهؤلاء لا يريدون للقلب نابضاً للحياة ولا يريدون أن يحيى على الإطلاق وإنما هم يخططون لطعن هذا القلب في القلب.
يجب علينا أن نكون على وعي وعلى بصيرة.


يتبع إن شاء الله،،،

احذروا الفتن
الفتن يا إخواني ويا أبنائي من شبابنا الطيب الطاهر.
الفتن تدمر الأخضر واليابس والعلماء يرون الفتن قبل أن تقع والجهلاء لا يرون الفتن إلا بعد أن ترحل بعد تدميرها للأخضر واليابس.
الفتن كثيرة ومظلمة كظلام الليل.
اسمع للصادق صلى الله عليه وسلم يحذرنا منها ومن خطرها كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة يقول:[بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم]
الله اكبر انظروا لوصف النبي للفتن:[بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافراً].
يا إلهي في ليلة واحدة يكفر بربه يخرج من دينه [يُصبح الرجل مؤمناً ويُمسي كافراً ويُمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا].
لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:[ستكون فتن القاعد فيها خيرا من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن تشرف لها تستشرفه].
احذروا كلام رسول الله..
لا تعرضوا أنفسكم ولا تعرضوا بلدنا للفتن والله لا يعلم أحد نتائج الفتن
ما هي النتائج التي ستترتب على الصدام؟
ما هي النتائج التي ستترتب على جر الجيش للشارع لمواجهة الشعب أو مواجهة شبابنا فتن خطيرة يُخطط لها؟
ربما نرى سيناريوهات في غاية الخطورة للوقيعة بين الجيش والشعب بصفة عامة اسمع مني.. والإسلاميين بصفة خاصة.
أحذر شبابنا المسلم من سيناريوهات خطيرة لإيقاع الفتنة في بلدنا ولا يعلم نتائج هذه الفتنة إلا الله.
يُراد إيقاع الفتنة بين القوات العسكرية والأمنية من الشرطة والجيش وبين شبابنا وشعبنا بصفة عامة وبين شبابنا المسلم بصفة خاصة.
ولذلك أنا أنصح أن لا يتواجد أحد لا من الجيش ولا من الشرطة في الميدان
وأوصي شبابنا الذين سيتواجدون في ميدان التحرير يوم الخامس والعشرين أن يشكلوا لجان شعبية على غرار اللجان الشعبية التي شكلت في أول أيام الثورة لتكون وظيفة هذه اللجان حماية الميدان وحماية الممتلكات العامة والخاصة لنقطع الطريق على أولئك الذين يريدون أن يجروا الجيش والشرطة إلى مواجهة جديدة مع شعبنا وشبابنا أقولها لربي سبحانه وتعالى.




يتبع إن شاء الله،،،

أقدمها نصيحة خالصة لله ثم للحفاظ على مصرنا وعلى شبابنا وعلى أولادنا.
لا تستهينوا يا إخواني بقطرة دم واحدة تسقط على ميدان التحرير أو في شارع محمد محمود أو في شارع مجلس الوزراء.
لا تستهينوا بقطرة دم واحدة لا نريد أبداً أن تسفك الدماء.
لا نريد أن تُهان بنت من بناتنا.. اسمع مني.. ولو كانت نصرانية.
والله لا نقبل والله لا نرضى أن تُهان بنت من بناتنا أو سيدة فاضلة من أمهاتنا وأخواتنا ولو كانت نصرانية لها حق كأخواتنا وبناتنا ونساءنا.
فيجب علينا أن نحذر الصدام وأن نحذر المواجهة وأن نكون على وعي كامل وعلى بصيرة تامة بهذا المخطط الشيطاني الخبيث لإيقاع الفتنة بين الجهات والقوات الأمنية والعسكرية وبين شبابنا وشعبنا.
أخاطب الشباب أن يكون على وعي وأن يكون على حكمة وتأني وبصيرة وأن يحرص على الحفاظ وعلى أمن واستقرار هذا البلد.
فبلدنا بدأت تخطوا على الطريق لكن المشوار طويل.
نريد أن تواصل بلدنا هذا السير على الطريق.
انتخابات انتهت بفضل الله تبارك وتعالى بصورة أشاد بها العالم كله وسيُختار رئيس للجمهورية أيضا بنفس الطريقة وعلى ذات المنهج.
وأطالب المجلس العسكري أن يؤكد وأن يصدق أيضاً في تسليم السلطة للمدنيين الذين اختارهم شعب مصر العبقري الذكي.
نريد أن تمر الأمور بسلاسة وهدوء واستقرار لأن مصر تمر فعلاً بأزمة حقيقية.
وكثير من آبائنا وأبناءنا وإخواننا يشعرون بضيق شديد ربما لا يشعر به كثير من أهل السعة والفضل أسأل الله أن يغنينا وإياكم جميعاً من فضله.
كثير من أهلنا ورب الكعبة يقسم لي كثير من إخواننا بأنه قد يمر عليه اليوم واليومان لا يجد في بيته جنيهاً واحداً لا أقول مائة جنيه.
فكثيراً من شبابنا وكثير من أبناءنا وآبائنا وأمهاتنا يشعرون بضيق حقيقي.
فيجب علينا أن نهدأ وأن نسكن لتدور عجلة التنمية والاقتصاد والإنتاج
لأنه لا يمكن أن يستشعر الجميع الفضل السعة والخير إلا بعد العمل إلا بعد الإنتاج إلا بعد العطاء إلا بعد البذل.
نريد أن نجنب مصر هذه الفتنة
والفتن السعيد من تجنبها كما قال صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داوود بسند صحيح من حديث المقدام بن الأسود قال نبينا وحبيبنا:[إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر].

اسأل الله أن يرفع عنا الفتن وأن يرزقنا وإياكم الصبر على المحن والبلاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.


يتبع إن شاء الله،،،

أيها الأفاضل تعالوا بنا لنبدأ البناء لنبدأ التعمير فلنتوقف قليلاً عن الجدال وعن المراء
لكن من أين نبدأ؟
أنا أرى أن البداية من هنا الحوار سبيلنا وأول خطواتنا على طريق البناء
تعالوا لنتحاور وليسمع بعضنا بعض فلندع سياسة الإقصاء ولننبذ الإقصاء
اسمع مني وأنا أسمع منك فالحوار سبيل العودة للبناء ثم لنعلم يقينا أن اختلاف الناس الذي نراه على الساحة ونراه في الميدان أو في الميادين ونراه في الفضائيات هذا أمر قدري يا أحبابي.
لا تتصوروا أن هذا الاختلاف سينتهي في يوم من الأيام قبل قيام الساعة..أبداً
هذا أمر قدري .
اختلاف الناس في العقيدة أمر قدري.. اختلاف الناس في الفكر أمر قدري.. اختلاف الناس في الشكل أمر قدري.
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ(22)}الروم.
فالاختلاف أمر قدري لا ينبغي أن نجعله معول هدم بل يجب أن نجعله أساساً في البناء.
فلأختلف معك ولتختلف معي لكن هذا لا يمنعنا أبداً من أن نجلس معاً لنتحاور ليسمع كل واحد منا الآخر بأدب بلا ألفاظ نابية.
فأنا أسمع ألفاظ وكلمات جارحة جدا في الحوارات والنقاشات على شاشات الفضائيات وفي ساحات الميادين.
ونريد أن نعلي منطق اللكمة وأن نسقط منطق الحكمة.. هذا لا يجوز ولا يليق
تعامل مع الآخر حتى ولو لم يكن مسلماً.
باحترام وليتعامل معك الآخر حتى ولو لم يكن مسلما باحترام.
وأنا لست ملزماً أن اكرهه على الدخول في ديني. يقول ربنا لنبينا:{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ(99)}يونس.
ويقول ربنا لنبينا:{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ(29)}الكهف.
ويقول جل وعلا:{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ(256)}البقرة.
فالإنسان مكرم يا أحبابي لا يجوز لي أن احتقر إنسان أو أن ازدري إنسان.
بل أعلم أن خلافي معه في الاعتقاد أمر قدري ولو شاء ربنا جل وعلا أن يجعل الناس جميعاً على ظهر الأرض موحدين له لجعلهم موحدين له.
فما عليك إلا أن تدعوا الآخر وأن تبلغ الآخر بأدب وحكمة ورحمة وتواضع ودع النتائج إلى الله فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحد إن شاء الله أقامه أي ثبته وإن شاء الله أزاغه.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
فما عليك إلا أن تبلغ أنت بأدب ودع النتائج إلى الله
أنا لست مسئولاً عن محاسبة الخلق وأنت يا سيدي لست مسئولاً عن محاسبة الناس ألم تسمع قول ربنا لسيدنا ونبينا:{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ(40)}الرعد.
الحساب ليس لك يجب عليك أن تبلغ فقط وأن تبلغ بضوابط بحكمة وأدب ورحمة وتواضع بلا ازدراء ولا احتقار.
روى البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن ليلى قال: كان سهل بن حنين وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة لرجل من أهل الذمة لرجل يهودي أو نصراني من أهل الذمة فقاما الصحابيان الجليلان للجنازة سهل بن حنين وقيس بن سعد فقيل لهما إنها من أهل الذمة يعني أنها جنازة من أهل الذمة ليس مسلما فقالا رضي الله عنهما مروا بجنازة على النبي صلى الله عليه وسلم فقام عليه الصلاة والسلام فقيل: يا رسول الله إنها جنازة يهودي فقال الحبيب النبي أليست نفسا..هذا ديننا!
أنا لا اكره احد على اعتناق ديني
ولذا فأنا أعلنها بأعلى صوتي وأقول لليبراليين وغيرهم اطمئنوا فإسلامنا لا يجيز لنا أن نكره الآخرين على اعتناق عقيدتنا وديننا فهل يجيز لنا أن نكره الآخرين على اعتناق آراءنا وأطروحاتنا؟.. أبداً
لكن لا ترفع سيف الإرهاب الفكري في وجهي.. ولا ارفع سيف الإرهاب الفكري في وجهك.
اسمع مني وأنا اسمع منك بألفاظ مهذبة جميلة ما دام هدفنا واحد آلا وهو صالح مصر كل يريد أن يخدم البلد برؤيته ومن وجهة نظره.
فليجلس الجميع من البرلمانين باختلاف أطيافهم وأحزابهم وانتماءاتهم من الإسلاميين ومن الليبراليين والوفديين والكتلة وغيرهم فليجلس الجميع بتجرد للعمل لصالح هذا البلد ولصالح هذا الشعب.
ولا ينبغي على الإطلاق أن نتصادم أو أن نتصارع أو أن يريد كل واحد منا أن يحقق مجده الحزبي أو مجده الشخصي وإنما فليحرص الجميع على مجد الدين ثم مجد هذا البلد وصالح هذا البلد وصالح هذا الشعب الذي يريد الكثير والكثير من هذه النخبة المفكرة ومن هؤلاء البرلمانيين الذين منحهم الشعب صوته وثقته
فليكن الحوار سبيلنا ثم بناء الثقة ونبذ الشك والتشكيك.
مصر مرت بعام من أخطر أعوام التشكيك وطرح الثقة في الكل حتى كدت أرى الشعار المرفوع طوال العام الماضي الشعب يريد إسقاط الشعب.
الكل يشكك في الكل.. الكل يخون الكل وكأنه لم يبقى في بلدنا أمين نمد أيدينا له وكأنه لم يبقى معنا صادق أبداً.
فلنمد جسور الثقة مع كل مؤسسات الدولة مع المؤسسة العسكرية والأمنية والدينية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية.
نعم يحاسب المفسدون وتطهر المؤسسات من المفسدين ويبقى الشرفاء وهم الأصل وليس الفرع ليمد الشعب يده من جديد لأولئك الشرفاء في كل مؤسسات الدولة لنبدأ جميعاً العمل والبناء.
التشكيك ما أرخصه وما أسهله أن يشكك كل إنسان في من يريد وأن يلقي التهم جزافا بلا دليل ولا بينة.
هذا الأمر يا إخواني قد لا يضبطه الآن القانون فالقضاء منشغل بآلاف بل بعشرات الآلاف من القضايا لكن يضبطه تقوانا لربنا ومولانا
نريد أن نربي أنفسنا على مراقبة ربنا وأن يفكر المسلم ألف مرة قبل أن ينطق مرة وأن يعلم أنه مسئول بين يدي الله عن كل كلمة يقولها أو يكتبها أو يرسمها
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)}ق.
وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين:[إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا فيرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً فيهوي بها في جهنم]
وإن ترك الألسنة تلقي التهم والتشكيك جزافاً دون بينة أو دليل يترك المجال فسيح جداً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء ثم يمضي بعد ذلك آمناً مطمئناً بلا عقوبة لا في الدنيا ولا محاسبة أمام قانون ويبقى الناس يبيتون ويصبحون وأعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وإذا كل فرد فيهم متهم أو مهدد بالاتهام.
وهذه حالة من القلق والشك والريبة لا يمكن أن تطاق بحال من الأحوال ولا يمكن أن نبني معها مصرنا من جديد.
فلنهدأ يا أحبابي.. فلنهدأ يا أهل مصر وليتق الله كل واحد فينا في قوله وفي عمله وليراقب الله عز وجل قبل مراقبة القوانين الوضعية وليعلم كل مسلم أنه موقوف بين يدي الحق للسؤال عن كل شيء {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8)}الزلزلة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:[من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج] وفي رواية [قيل: وما ردغة الخبال يا رسول الله؟ قال: عصارة أهل النار]
الأمر شديد والله..
فلنمد جسور الثقة مع الشرطة لترجع من جديد لحماية المواطن ولتكريمه لا لأهانته أو الإساءة إليه.
فلنمد جسور الثقة مع الجيش ليرجع الجيش إلى مواقعه لحماية بلدنا من هذا التهديد الحقيقي الذي تتعرض له على أيدي الصهاينة فلنمد جسور الثقة مع المؤسسة الدينية مع علماءنا وشيوخنا في الأزهر وفي الأوقاف ومع علماءنا وشيوخنا من غير الرسميين فلنمد جسور الثقة مع المؤسسة الاقتصادية والإعلامية والتعليمية.
ولتمد المؤسسات أيضاً جسور الثقة مع الشعب بالصدق والعمل وإيقاف المفسدين ومحاسبتهم وتطهير المؤسسات منهم.



يتبع إن شاء الله،،،

ثم علينا أيها الأفاضل أن نصحح ما فسد واعوج من أخلاقنا
آلا تتفق معي حبيبي في الله أنك ترى الآن موجة عارمة من تفلت الأخلاق وسوءها ؟
آلا يحترق قلبك وأنت ترى ابن من أبناءنا يسيء التعامل مع أب من آبائنا؟
آلا يحترق قلبك وأنت تسمع كل يوم عن حالات البلطجة والسرقة بالإكراه للسيارات ولأولادنا وأبناءنا بل ولإخواننا من أجل المال الحرام؟
ألا يحترق قلبك وأنت ترى هذا الانفلات في الشوارع والطرقات بالسيارات التي لا تلتزم بالقواعد المرورية لعدم وجود ضابط أو جندي مرور يضبط حركة السير؟
نريد أن نصحح ما فسد واعوج من الأخلاق فصلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم
ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول:[إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق] بل ويقول ربنا جل وعلا في حق نبينا:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ(2)}الجمعة.
فقدم التزكية على تعليم القرآن والسنة. فالحكمة هي السنة
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:[أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا] ويقول [إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا] ويقول صلى الله عليه:[ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق]
ويقول صلى الله عليه وسلم:[إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم] أيها الأحبة لو تحولت هذه الكلمات الذي ذكرته في الأيام المقبلة والتي تليها إلى واقع عملي وإلى منهج الحياة لجنينا ثمارها جميعاً
يبقى فقط أن أذكر بقيمة من أغلى القيم التي تحتاج إليها أمتنا عامة ومصرنا خاصة آلا وهي قيمة العمل
فنحن نحتاج إلى أن نوقف التنظير والكلام والجدال والمراء وأن نبدأ من جديد العمل والبناء
أذكر بهذه القيمة في عجالة بعد جلسة الاستراحة
وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم

يتبع إن شاء الله،،،

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين
واشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام الغر الميامين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
وبعد فيا أيها الأحبة الكرام
لقد أمرنا ربنا جل وعلا بالعمل بل بإحسان العمل وقال سبحانه: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ(105)}التوبة
أنا أقول وأكرر لقد تكلمنا في العام الماضي كلام يكفي لألف سنة مقبلة
ولم نعمل بعد ولم نبدأ العمل بعد ومصر تتعرض لأزمة اقتصادية حقيقية
لأننا توقفنا عن العمل واقتصرنا على التنظير والمناقشات والحوارات المتصارعة المتآكلة لا المتكاملة
فعلينا أن نبدأ العمل وأن نبدأ الإنتاج والعطاء كل في موقعه فلنوقف الإضرابات ولنتخلى عن قطع الطرق ولنبدأ في تشغيل مصانعنا لقد توقفت عن العمل أعداد كبيرة جدا من المصانع
كنت في الإسكندرية في الأسبوع الماضي وأخبرني إخواننا بذلك في منطقة صناعية معروفة في الإسكندرية يقسم لي أحد الرجال أنه توقف عن العمل أكثر من ألف مصنع
هذا في مكان واحد انظروا إلى المصانع التي تعطلت في مصر كلها
كم من بيت أغلق كم من عامل تعطل كم عدد البطالة التي زادت في العام الماضي
بسبب توقفنا عن العمل
لماذا لا نعمل؟
لا ينبغي أن نتوقف في أي محور من محاور البناء
نعم فلنحرص على اجتثاث جذور الفساد من القلوب والعقول والمؤسسات في الوقت الذي نعمل فيه باتجاه آخر لرفع وتشييد البناء لا ينبغي أن نعطل جانب لصالح جانب أو على حساب جانب
وأنا أدين لله بأن كل ما حدث إلى هذه اللحظة أن المجموع الخضري لشجرة الفساد الضخمة التي تغلغلت في مصر في السنوات الكثيرة الماضية اجتث وقطع المجموع الخضري فقط لكن لازالت جذور شجرة الفساد متغلغلة في أعماق التربة وقلب الصخور.
لازالت الجذور متغلغلة في القلوب والعقول
فلنجتث هذه الجذور في الوقت الذي تبني فيه الأيدي في ذات الوقت فلنجتث بمجموعة من الأيدي ولنبني بذات الأيدي مصر في الوقت ذاته
لكن لا ينبغي أن نتعطل وأن نتوقف وأن نصيب البلد بالشلل الكلي حتى نطهر البلد كلها من الفساد والمفسدين فلنطهر بيد ولنبني باليد الأخرى لنرفع مصرنا ولنطهرها من كل صور الفساد ولنرفع كل صور البناء والتشييد والتعمير
والبناء الحقيقي والتغيير والتطهير يبدأ من أعماقنا
{إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ(11)}الرعد.
أنا أرجوا من كل ابن صادق من أبنائنا أن يعرض نفسه على نفسه وأن يجلس ليفكر طيلة العام الماضي ما الذي تغير فيه؟
ما الذي تغير في سلوكه؟ ما الذي تغير في أخلاقه؟ ما الذي تغير في عبادته؟ ما الذي تغير من صور سلبية في عقيدته؟ ما هو التغيير الحقيقي الذي أصاب كل واحد منا؟
هل تطهرت أعيننا من الخيانة هل تطهرت ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور؟
هل تطهرت أيدينا من الرشاوى والظلم وأكل المال الحرام؟
هل تطهرت بطوننا وجوارحنا من المعاصي؟
هل تطهرنا من هذه الأدران؟
هذا هو التطهير هذا هو التغيير..
إن تطهر أفراد المجتمع تطهرت كل مؤسسات المجتمع فهم الذين ينتشرون في كل مؤسساته وهيئاته ومحافله ومجالسه ومنظماته
هم الذين يرفعون هذا المجتمع ويديرون حركته فلنتطهر نحن ابتداء {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ(105)}التوبة
وقال ربنا تبارك وتعالى في آيات جميلة في سورة آل عمران تدبروا معي هذا {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ(190)الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..(191)} خلي بال حضرتك {رَبَّنَا} دعاء جميل {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191)رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ(192)رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ(193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ(194)}.
تدبر.. تدبر..{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ (195)} ولم يقل فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع دعوة داع مع أنه دعاء جميل ربنا ربنا ربنا ربنا ربنا
ومع ذلك قال جل جلاله فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع دعوة داع لا وإنما{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ (195)}
بل ويأمرنا نبينا في أمر نبوي بليغ:[إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة] أي شتلة صغيرة [فاستطاع أن يغرسها فليغرسها].
يا إلهي قامت القيامة يا رسول الله خلاص قامت وبعدين دي فسيلة شتلة صغيرة القيامة قامت من سيأكل خلاص مافيش خلق مافيش حياة مافيش دنيا {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(48)}إبراهيم
وبعدين دي فسيلة شتلة صغيرة متى ستنمو ومتى ستثمر ومن سيأكل منها؟
ليس من شأني ولا من شأنك بل ليس من شأن العبيد إنما من شأن العبيد أن يغرسوا لدين الله أن يعملوا وأن يتركوا النتائج لله تبارك وتعالى
أيها الأحبة
اعملوا ولنتخلق بأخلاق ديننا وبأخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم ولنطرح الشك جانباً ولنمد جسور الثقة لكل المؤسسات لنبدأ البناء ولنحاسب المفسدين فقط بعدل وحق بلا ظلم ولا تشف ولنسأل الحق تبارك وتعالى أن يتوب أيضا على المفسدين
فنحن لا نتشفى في أحد ولا نريد لأحد أن يموت على غير الدين أو على غير توبة لرب العالمين سبحانه وتعالى
وكذلك أيضاً أيها الأفاضل أذكر الجميع بالبعد عن الفتن وبعدم تعريض بلدنا للفتن وللحفاظ على أمنها واستقرارها ومقدراتها ومكتسباتها وممتلكاتها
وأحذر من أي صدام أياً كان شكله ونوعه
وأسأل الله سبحانه وتعالى فلا ملجأ ولا ملاذ منه إلا إليه أن يحفظ مصر من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم احفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم اعصم مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم احفظ مصر وأهلها اللهم احفظ شعبها اللهم احفظ ممتلكاتها
اللهم احفظ مقدراتها ومكتسباتها
اللهم استر نساءها اللهم احفظ أولادها اللهم احفظ شباب مصر يا أرحم الراحمين
اللهم زكي شباب مصر يا أرحم الراحمين اللهم دلنا معهم على الحق الذي يرضيك يا أرحم الراحمين
اللهم ولي أمور مصر خيارها ولا تولي أمور مصر شرارها
اللهم ارزقها الصالحين المصلحين
اللهم وسع أرزاقها اللهم انزل عل مصر من رحماتك وبركاتك
يا رب انزل على مصر من رحماتك وبركاتك
يا رب انزل على مصر من رحماتك وبركاتك
اللهم احقن دماء كل مصري يعيش على أرضها واحقن دماء المسلمين في كل مكان
اللهم احقن دماء أهلنا في سوريا يا رحيم يا رحمن
اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا وفي كل مكان برحمتك يا أرحم الراحمين
يارب اغفر لنا الذنوب التي تهتك العصم واغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم واغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء واغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء واغفر لنا الذنوب التي تقطع الرجاء يا من ذكره دواء وطاعته غناء ارحم من رأس مالهم الرجاء وسلاحهم البكاء
اللهم اجعل هذا الجمع المبارك جمعا مرحوما واجعل تفرقه تفرقا معصوما ولا تجعل فينا ولا فيهم شقيا ولا محروما
اللهم لا تجعل في هذا الجمع شقيا ولا محروما
اللهم من كان فيهم طائعا فزده طاعة على طاعته ومن كان منهم على معصية وتب عليه وردهم إلى طاعتك رداً جميلاً
اللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم لا تجعل لأحد منا في هذا الجمع الكريم المبارك ذنبا إلا غفرته ولا مريضاً بيننا إلا شافيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتاً لنا إلا رحمته ولا عاصياً بيننا إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضى ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين
اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا شقياً ولا محروماً
اللهم لا تحرمنا شرف الدعوة إليك وكرامة البلاغ عنك ودلالة الخلق عليك بحق
اللهم اهدنا واهدى بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اقبلنا وتقبل منا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه

هو اكبر فتنة للشباب احذروه