إلى حدود كتابة هذه الأسطر بلغ عدد الشهداء بإذن ربهم جراء الحرب على غزة 61 من أهل التوحيد والإسلام، ولم نر للمتابعين عزماً ولا للناقلين للأخبار سطراً، ولا للمحرضين على الهجرة والقتال دعوة، تعبئة وإعلانٌ للجهاد في بقاعٍ أبعد، والأرض المباركة لا حظ لها في حين أن لها الأولوية بإجماع العلماء الراسخين، لا نسمع إلا ذمّاً للقاعدين لا تفرقون بين عالم أو داعية أو فرض عين وكفاية، ولوياً للفقه بغية استدراج العازمين، في ظلّ ضبابيةٍ للأهداف في غيرها .. فأينكم من غزّة ؟ وأين موقع فلسطين عندكم ؟
أم أنكم تفرحون وتهبون لقتل إخوانكم في الجهاد وشغل المسلمين بأنفسهم وزرع الفتنة هنا وهناك وتتقاعسون عن قتال الصهاينة المحتلّين ؟ قد خرجتم من أقاصي الأرض وعبرتم وتجاوزتم فلسطين، وفتحتم الجبهات تلو الجبهات ورفعتم الرايات ثم الرايات، وبايعتم هذا ثم انشققتكم وفضلتم الآخر ثم كان الثالث، لا يهمكم سواء قاتلتم أمريكا أو الناتو أو الرافضة أو النصيريين أو حتى البوذيين، آاليهود أقوى من هؤلاء مجتمعين ؟
أنا لا أتحدث عن أهل الأقطار المحتلة الذين يدافعون الاحتلال فذلك من الخير، إنما أهمس في أذن من يخرج من بقاع غيرها يقدّم ما حريٌّ به التأخير ويؤخّر ما حريّ أن يقدّم .
والله المستعان هو نعم المولى والنصير .