أولا- الأخلاق مفهوم قبْلي
في الإنسان قدرة فاعلة للخير، هي طاقة طبيعية كامنة فيه . وتتجلى هذه الطاقة في تصرفات بسيطة وفي أنواع متعددة للسلوك
كالرأفة، والعطف، والمشاركة الوجدانية، والإصغاء إلى نداء الضمير ، وبعض التصرفات الأخرى التي تظهر حتى عند الأطفال الصغار عندما ينبهون الكبار بأنهم، على سبيل المثال: لم يكونوا صادقين. وتتجلى هذه الطاقة أيضاً ، حتى في أشد الحالات النفسية ظلما وكبرياء ، عند من نطلق عليهم المجرمين والخطأة والقساة الذين في حالة من حالات صفائهم ، يلجون إلى أعماق نفوسهم ويقرون بضعفهم وتصرفهم الشائن .... إنهم يعودون إلى حالتهم الطبيعية الحقيقية التي من خلالها ، يشاهدون الصورة المشوهة التي رسموها ...
في الإنسان قاعدة أخلاقية تفعل فيه على نحو مباشر وغير مباشر ، واعٍ وتلقائي ، روحي ومادي ، عقلي ووجداني ، وتبدو هذه الطاقة كنور ينبعث من أعماق الإنسان ، ويضيء طريقه . ومهما سار الإنسان في ظلام فكره وقوته الوهمية ورغبته ، فإنه يعاين هذا النور الذي يحاول إطفاءه ..
إن أحكامنا الأخلاقية قبْلية تنبثق من أعماقنا . ومواقفنا قبْلية لأنها كائنة فينا ، وتجعلنا نقف أمام الموضوع موقفا معينا . وسلوكنا الأخلاقي قبْلي من وجهته العديدة . ونحن نوافق عمانوئيل كانت الذي يشدد على وجود قانون أخلاقي في صدورنا .
هو فعل آمر يرشدنا إلى تطبيق الحقيقة الكائنة فينا ..