(كل المساجد كيّفت وأنا على شرفي مهمش )

الحروب الصليبية

في عام 1099 م زحف الصليبيون نحو القدس وحاصروها 40 يوماً ، وقاوم المسلمون مقاومة عنيفة ، واستماتوا في الدفاع عن المدينة المقدسة رغم قلة العدد والعتاد ، وفي ليلة 13 / 14 تموز من عام 1099م كثف الصليبيون هجومهم على أسوار القدس حتى تمكنوا في ظهيرة اليوم التالي من اختراق دفاعات المسلمين ، ولما انهارت الدفاعات ، واستبان الأمر لعامة المسلمين تسارعوا مندفعين باتجاه المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ، وبادروا بالتسليم إلا أن الصليبيين انطلقوا يحصدونهم حصداً ، بلا تفريق بين رجال أو نساءٍ أو أطفال ، واستمرت المذبحة إلى صباح اليوم التالي وراح ضحيتها حوالي 70 ألفاً من المسلمين ، وحينما توجه القائد الصليبي ( ريموند ) صوب ساحة المسجد الأقصى شق طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت إلى ركبتيه

وظلت القدس المسلمة ترزح تحت وطأة الاحتلال الصليبي إحدى وتسعين سنة ، وفي تلك الحقبة بالغ النصارى في تدنيس المسجد الأقصى فجعلوا جُزءاً منه كنيسة لهم ، وجزءاً لخيولهم ، وجزءاً مستودعاً لذخائرهم ، ونصبوا فوق قبة الصخرة صليب الصلبوت ولكن ليل الأقصى لم يطل إذ أذن الله بالخلاص في 1187 م حيث توجه صلاح الدين الأيوبي إلى القدس بعد أن أرسل له أحد سكان القدس رسالة قصيرة على لسان الأقصى
قال فيها : ( يا أيها الملك الذي لمعالم الصلبان منكِّس جاءت إليك رسالة تسعى من بيت المقدس كل المساجد طُهِّرت وأنا على شرفي مُدنِّس)
وفتح الله على يدي صلاح الدين القدس فدخلها وأسرع في تطهير المسجد الأقصى من دنس الصليبين وأمر بتجديد بنائه وتنظيف ساحاته ، واهتم بالمسجد خلفاء صلاح الدين من بعده ، وما زال المسجد يحتفظ بلمسات الأيوبيين