( عواقب المعاصي )
ينبغي لكلِ ذي لبٍّ و فطنةٍ أن يحذر عواقب المعاصي
!, فإنه ليس بين الآدمي و بين الله تعالى قرابة و لا رحم
! ، و إنما هو قائمٌ بالقسط ، حاكمٌ بالعدل
.
و إن كان حلمه يسع الذنوب
؛ إلا أنه إذا شاء عفا فعفا كل كثيف من الذنوب
، و إذا شاء أخذ و أخذ باليسير
، فالحذر الحذر
!
و لقد رأيتُ أقواماً من المترفين كانوا يتقلّبون في الظلم و المعاصي باطنة و ظاهرة
, فتُعبِوا من حيث لم يحتسبوا
,فقُلعَت أصولهم , ونُقِضَ ما بَنوا من قواعد أحكموها لذراريهم
! .
و ما كان ذلك إلا لأنهم أهملوا جانب الحق
-عز وجل- ، و ظنوا أن ما يفعلونه من خيرٍ يقاوم ما يجري من شرٍ
، فمالت سفينة ظنونهم
! , فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم
!.
و رأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق
-عز وجل- إليهم في الخلوات
, فمحا محاسنَ ذِكرهم في الخلوات
, فكانوا موجودين كالمعدومين
! ، لا حلاوة لرؤيتهم
، و لا قلب يحن إلى لقائهم .
!, فالله الله في مراقبة الحق عز وجل
!. فإن ميزان عدله تبين فيه الذرة
، و جزاؤه مراصد للمخطئ و لو بعد حين
,و ربما ظن أنه العفو و إنما هو إمهال و للذنوب عواقب سيئة
! ,فالله الله الخلوات الخلوات
! ,البواطن البواطن
!؛ النيات النيات
!
فإن عليكم من الله عيناً ناظرة
.
و إياكم و الاغترار بحلمه و كرمه
، فكم قد استدرج
!
و كونوا على مراقبة الخطايا
، مجتهدين في محوها
.
و ما شيء ينفع كالتضرع مع الحمية عن الخطايا
، فلعلّه
...
و هذا فصل إذا تأمله المعامل لله تعالى نفعه
.
و لقد قال بعض المراقبين لله تعالى
: قدرت على لذة و ليست بكبيرة.
فنازعني نفسي إليه
، اعتماداً على صغرها
، و عظم فضل الله تعالى و كرمه .
فقلت لنفسي
: إن غلبت هذه فأنت أنت
، و إذا أتيت هذه فمن أنت
؟
و ذكرتها حالة أقوام كانوا يفسحون لأنفسهم في مسامحة كيف انطوت أذكارهم
، و تمكن الإعراض عنهم
.
فارعوت
، و رجعت عما همت به
و الله الموفق
.