احاديث يكثر الاستشهاد بها ...
منها
من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا . فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة " رواه ابن ماجه وفي الزوائد اسناده مسلسل بالضعفاء, وضعفه النووي, والالباني والأرناؤوط في المسند وغيرهم
ومنها
عن أنس
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون" بخاري
قال ابو بكر الجزائري " ووجه الشبهة في هذا الحديث ان يقال مادام عمر رضي الله عنه قد قال "اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا : وهو اقرار من عمر بانهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم لا نتوسل نحن اليوم بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟
والجواب عن هذه الشبهة ان نقول ان توسلهم رضوان الله عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم كان يطلبهم منه ان يدعو الله تعالى بالغيث فيدعو فيستجيب الله دعوته ويسقيهم كما قد حصل مرارا
لا انهم كانوا يتوسلون الى الله تعالى بذات النبي صلى الله عليه وسلم او بجاهه فيقولون اللهم انا نتوسل اليك بنبيك او بجاه نبيك والنبي صلى الله عليه وسلم غائب عنهم ولم يدع الله تعالى لهم اذ لو كان الامر هكذا لما توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما وانما كان يقول اللهم انا نتوسل اليك بنبيك .... ولما توفي صلى الله عليه وسلم ولم يبق ليدعوا لهم توسلوا بالعباس ليدعو الله تعالى لهم فكان يدعو ويستجيب الله له فيسقون..."
ومنها
عن عثمان بن حنيف : أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافيني قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك قال فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللهم فشفعه فيّ
رواه الترمذي وصححه الالباني وغيره
قال الالباني بعد ان ذكر انه لا حجة فيه
اولا/ أن الأعمى إنما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له وذلك قوله : ( ادع الله أن يعافيني ) فهو قد توسل إلى لله تعالى بدعائه صلى الله عليه وسلم لأنه يعلم أن دعاءه صلى الله عليه وسلم أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره ولو كان قصد الأعمى التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم أو جاهه أو حقه لما كان ثمة حاجه به إلى أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه الدعاء له بل كان يقعد في بيته ويدعو ربه....
ثانيا/ أن النبي صلى الله عليه وسلم وعده بالدعاء مع نصحه له ببيان ما هو الأفضل له وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك )
ثالثا / إصرار الأعمى على الدعاء وهو قوله : ( فادع ) فهذا يقتضي أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له لأنه صلى الله عليه وسلم خير من وفى بما وعد وقد وعده بالدعاء له إن شاء كما سبق فقد شاء الدعاء وأصر عليه فإذن لا بد أنه صلى الله عليه وسلم دعا له فثبت المراد وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى بدافع من رحمته وبحرص منه على أن يستجيب الله تعالى دعاءه فيه وجهه إلى النوع الثاني من التوسل المشروع وهو التوسل بالعمل الصالح ليجمع له الخير من أطرافه فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو لنفسه وهذه الأعمال طاعة لله سبحانه وتعالى يقدمها بين يدي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له وهي تدخل في قوله تعالى ( وابتغوا إليه الوسيلة )
رابعا/ أن في الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه أن يقول : ( اللهم فشفعه في ) وهذا يستحيل حمله على التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم
أو جاهه أو حقه إذ أن المعنى : اللهم أقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم في أي اقبل دعاءه في أن ترد علي بصري والشفاعة لغة الدعاء وهو المراد بالشفاعة الثابتة له صلى الله عليه وسلم ولغيره من الأنبياء والصالحين يوم القيامة وهذا يبين أن الشفاعة أخص من الدعاء إذ لا تكون إلا إذا كان هناك اثنان يطلبان أمرا فيكون أحدهما شفيعا للآخر بخلاف الطالب الواحد الذي لم يشفع غيره
قال في لسان العرب
الشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره والشافع الطالب لغيره يتشفع به إلى المطلوب يقال تشفعت بفلان إلى فلان فشفعني فيه
فثبت بهذا الوجه أيضا أن توسل الأعمى إنما كان بدعائه صلى الله عليه وسلم لا بذاته
خامسا : إن مما علم النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى أن يقوله : ( وشفعني فيه )
هذه الجملة صحت في الحديث أخرجها أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وهي وحدها حجة قاطعة على أن حمل الحديث على التوسل بالذات باطل
أي اقبل شفاعتي أي دعائي في أن تقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم أي دعاءه في أن ترد علي بصري . هذا الذي لا يمكن أن يفهم من هذه الجملة سواه
ولهذا ترى المخالفين يتجاهلونها ولا يتعرضون لها من قريب أو من بعيد لأنها تنسف بنيانهم من القواعد وتجتثه من الجذور وإذا سمعوها رأيتهم ينظرون إليك نظر المغشي عليه . ذلك أن شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأعمى مفهومة ولكن شفاعة الأعمى في الرسول صلى الله عليه وسلم كيف تكون ؟ لا جواب لذلك عندهم البتة ومما يدل على شعورهم بأن هذه الجملة تبطل تأويلاتهم أنك لا ترى واحدا منهم يستعملها
فيقول في دعائه مثلا : اللهم شفع في نبيك وشفعني فيه
ومنها
قوله تعالى " (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام )
يقول ابو الفداء في تفسيره عند هذه الاية" اي واتقوا الله بطاعتكم اياه قال ابراهيم ومجاهد والحسن " الذي تساءلون به" اي كما يقال أسألك بالله وبالرحم وقال الضحاك : واتقوا الله الذي تعاقدون وتعاهدون به واتقوا الأرحام أن تقطعوها ولكن بروها وصلوها , قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن والضحاك والربيع وغير واحد
وقرأ بعضهم : والارحام بالخفض على العطف على الضمير في "به" أي تساءلون بالله وبالارحام كما قال مجاهد وغيره" ا.ه
فالشاهد ان قد يسأل الشخص بالعظيم وهو الله لعظمه في قلوب المؤمنين او قد يسئله بالقرابة التي بينه وبين المستحلف بأن يبره ولا يقطعه بطلبه
فالخلاصة ليس في الاية دلالة على التقرب الى الله بالارحام الا ان تكون من قبيل العمل الصالح كما مر في الحديث السابق في الموضوع الذي قا على والديه وبرهما فدعا الله بهذا العمل الصالح وبحق بره لهما بأن يفرج عنه
وكذا في وصل الارحام والصدقات وغيرها من الاعمال الصالحة
فيتوسل العبد الى الله بها كأن يقول الله انك تعلم ان فعلت كذا وكذا فان كنت تعلم اني كنت مخلصا لك فيه ففرج عني بصدقة الفلانية او بتركي الشيء المحرم او بصلتي من قطعني من الاقراب لحبك لمثل هذا العمل