قواعد الرد على الإلحاد وثبوت النبوات .
القاعدة الأُولى
النزاع بين الرسل وأقوامهم إنما كان في توحيد الألوهية " إفراد الله بالعبادة " لا في توحيد الربوبية "إفراد الله بالخلق " ولهذا لم يرد التكليف بمعرفة وجود الصانع وإنما ورد بمعرفة التوحيد ونفي الشريك .
الشرح : يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى "إن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون الصالحين : مثل الملائكة وعيسى وعزير وغيرهم من الأولياء فكفروا بهذا مع إقرارهم بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ."
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " ومن ظن في عباد الأصنام أنهم كانوا يعتقدون أنها تخلق العالم أو أنها تنزل المطر أو أنها تنبت النبات أو تخلق الحيوان أو غير ذلك فهو جاهل بهم بل كان قصد عباد الأوثان لأوثانهم من جنس قصد المشركين بالقبور للقبور المعظمة عندهم "مجموع الفتاوى 1-359
وهذا القاعدة هامة جدا في الرد على شبهة تعدد الآلهة قديما واختلاف الآلهة وظن الملحد أن هؤلاء يتخذون المنحوتات والآصنام آلهة من دون الله .
فلا يكاد يوجد نزاع بين البشر أن الله الخالق المدبر الرزاق الواحد الأحد هو الذي يحاول أهل الأديان جميعا إخلاص العبادة له وما التماثيل والمعبودات والمنحوتات والآلهة والأصنام - يوجد حاليا أربعة آلاف من الآلهة في الهند - ليست كلها إلا وسائل تقربهم إلى الله زُلفى ومع أنهم كفروا باعتقداهم هذا إلا أنها تؤكد على أن أصل الأديان والفِطر واحد .
ولذا يعترف ول ديورانت صاحب قصة الحضارة بهذه القاعدة قائلا ..." في التقرير المرفوع إلى الحكومة البريطانية في الهند أن : النتيجة العامة التي انتهت إليها اللجنة من البحث في أربعة آلاف من الآلهة في الهند هي أن كثرة الهنود الغالبة تعتقد عقيدة راسخة في كائن واحد أعلى .." قصة الحضارة ول ديورانت مجلد 3 ص 209