الإيمان بالغيب لا يُخاطب البعد العقلي بقدر ما يُخاطب الشعوري، فمن شعر أن وجوده ينطوي على مغزى وأن للكون غاية و معنى، فلن يجد مشقة في الإيمان بالغيب. الغيب امتحان يستخرج الله به المعنى الذي يراه الإنسان لنفسه وسعيه وما حوله، ولذلك طرح الله من هذه القضية كلفة التفلسف وجرّدها من وعورة المنطق لكي تطفح كل نفس بما فيها على السجية، فتكون النتيجة أصدق في التعبير عن المكان الذي خرجت منه.