التحذير من مناقشة ارادة الله الكونية مع الزنادقة
االمحمود الله جل جلاله والمصلى عليه محمد وآله
وبعد اخوتي في الله فرغم اني لا أرى أدنى فائدة في مناقشة الزنادقة وأفضل الاعراض عنهم.
الا أني أردت أن احذركم الى خطأ شائع أثناء مناقشتهم من قبل أعضاء المنتدى.....
وجدت أن الزنادقة بعد أن عجزوا أن يأتوا بدليل عقلي واحد صحيح يردون به شيئا من القرآن أو السنة الصحيحة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
مسهم الجنون والذهول فنقلوا النقاش الى ارادة الله الكونية.....
حيث صار جل نقاشهم " لماذا خلق الله الناس " و " لماذا يعذب الله الكافر خالدا في نار جهنم" و "لماذا يمتحنني الله ".....الخ
والعجيب أن المسلم الضعيف الزاد في أمور العقيدة أو المخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ينساق معه وراء حديث طويل شاق وغير مفيد
في حين أن هاته الاسئلة تخص ارادة الله الكونية وليست محل نقاش أصلا
فالسؤال مثل " لماذا خلق الله الانسان" جوابه جملة واحدة " لأنه سبحانه وتعالى أراد ذلك"
فهل يستطيع الكافر منعه من أن يخلقه أو أن يخلق غيره......
"لماذا يعذب الله الكافر " ببساطة لانه "سبحانه وتعالى أراد ذلك فقضى أن يعذب مكذبي رسله عذابا أبديا خالدين فيه أبدا"
فهل يستطيع الكافر أن يرد عذابه ان حل به .....
" لماذا يمتحنني الله" ببساطة " لأنه أراد ذلك حيث خلق بشرا يبتليه"
ان ما تعلق بارادة الله الكونية لا مجال فيها للنقاش لأنها أمر الله عز وجل " الفعال لما يريد"
لذلك أنبه اخوتي الى عدم الانسياق في محاولة تبرير ارادة الله الكونية والتورط في الفلسفة والكلام فذلك هو التيه والضلال....
وقد أضل الأولين اتباعهم لفلسفة اليونان ومحاولة اسقاط الدين عليها.....
نحن نفهم عندما يسأل شخص عن الحكمة وراء تشريع ما فان كانت قد تبينت لنا بيناها له
أما التدخل في ارادة الله الكونية ومحاولة تفسيرها فذلك عبث ولا يصل الى شيء
يرجى مراجعة الفرق بين الارادة الكونية والشرعية لمزيد من الفهم
وادعو الله عز وجل أن يعلمنا ما جهلنا وان ينفعنا بما علمنا....آمين