حبذا لو طرحتي أسئلتكِ واحدة تلو الأخرى، فلا تنتقلي لسؤال حتى تنتهي من الذي سبقه. منعاً للتشتيت و اغراق الموضوع بعشرات الأسئلة دفعة واحدة.
اقتباس:
الجنة والخلود فيها مسالة لا يستطيع العقل تصورها اذ كيف يمكن الخلود وهل يوجد الخلود حقيقة
هل امكانية وجود الأشياء متوقفة أصلاً على امكانية تصوّر العقل البشري القاصر لها؟؟
خلود البشر في الجنة أو الآخرة أولاً و آخراً متوقف على قدرة و مشيئة الله، فما وجه الإعتراض هنا؟؟
اقتباس:
فالناس في الدنيا تحب الحياة فيها لان التغير دائم فيها والتطور للاحسن ووجود حافز وهدف يجعل الانسان يرغب في الحياة ولكن الجنة لا يوجد فيها كل هذا الشئ
الإنسان فيه نزعتان: نزعة دنيوية أرضية و نزعة سماوية مثالية. الأولى لها علاقة بحياته في الدنيا المتغيّرة و المتقلّبة (و التي تدفعه للعمل و الكفاح). الثانية لها علاقة برغبته الدفينة في نعيم دائم لا يزول (و هذه لن تتحقق إلا في الآخرة).
مصيبة الكفار الأزلية أنهم قلبوا الأمور رأساً على عقب، فيتعاملون مع الدنيا بمنظور النزعة السماوية (فيريدون عبثاً أن تكون جنتهم التي لا يشقون فيها)، بينما يتعاملون مع الآخرة من منظور النزعة الأرضية (فيتسائلون أين هي لذة العمل و الإكتشاف؟).
و البشر في الآخرة ليسوا كما هم في الدنيا لا شكلاً و لا نفساً، فلا وجه لهذا التساؤل أساساً. مع التذكير أن نعيم الجنة متجدد باستمرار و أن المؤمنين فيه لا يعرفون للملل أي معنى. فالله الذي أنعم علينا في الدنيا ليس بعاجز أن ينعم على المؤمنين بالخلود في الجنة في الآخرة.
اقتباس:
وهل يمكن تطييق الاسلام حقيقة على الارض ام انه مثالي لدرجة لا يكن تطبيقه على الارض
؟؟؟ افتحي أي كتاب تاريخ لتعرفي الجواب.
اقتباس:
كثيرا ما نتكلم على الغرب ونبين مساوئه ولكن هل الغرب بهذا السو انا اعرف اصدقاء اجانب كفار يعيشون حياة سعيدة ورغيدة لماذا نصور الغرب على انه مكان بؤس وضياع
ما هذه السذاجة؟؟ هل السعادة الحقيقية تعني المتعة و التلذذ الدنيوي المؤقت؟؟ هل انتشار المخدرات و الإدمان و الغرق في الملذات الخسيسة بين الغربيين حتى الثمالة (و كلها وسائل للهروب من الواقع) دليل على سعادة حقيقية؟؟ أعرف أجانب ربما أكثر منكِ و أكثرهم يشكون من فراغ غريب لا يعرفون سببه، لأن كل ملذات الدنيا الزائلة لا تكفي لسد الفراغ المؤلم و الناجم عن عدم معرفة الأجوبة الصحيحة للأسئلة الوجودية الكبرى (من أنا؟ من أين أتيت؟ و إلى أين أنا ذاهب بعد الموت؟). و القرآن لم ينفي أن أكثر الكفار يتمتعون و ينعمون في الدنيا، لكنهم لا يختلفون عن الأنعام في شيء، فهي الأخرى تعيش لتأكل و تنكح و تنام. و الكافر قد يصل لدرجة سحيقة في تدني انسانيته بحيث يتخدّر ضميره أو يموت فلا يرى و لا يبغي إلا الحياة الدنيا رغم علمه بقصرها و زوالها.
اقتباس:
ونصور ان الدين الاسلامي هو المنقذ لهذه الارض كيف هو المنقذ وعلى مر التاريخ الاسلامي لا نجد الا الحروب والقلاقل والامراء الفسقة وضياع الدين حتى في عهد الصحابة رضوان الله عليهم كانت الحروب والفتن
كلام ساذج لا يقوله إلا جاهل ضعيف الإيمان! ماذا عرفتي عن الإسلام و تاريخه حتى تحكمي عليه بهذا الشكل السافر؟ هكذا بجرة قلم تحذفين الإنجازات العظيمة للحضارة الإسلامية و دورها الضخم في ترقي البشرية من العصور المظلمة؟
الحروب و الفتن ضريبة وجودنا في الدنيا، و لم يعدنا الله انها ستزول بالكلية و نحن أحياء هنا. و حروب المسلمين مع اخوانهم لا تساوي شيئاً أمام الحروب الدموية الكثيرة التي شنتها الشعوب غير المسلمة على أخواتها.
لا أملك الوقت للإجابة على باقي الشبهات. لكن أفضل رد لها كلها هو: استعيني بالله و اطلبي العلم الشرعي! فمصدر شبهاتك كلها هو جهلك البيّن بأبسط مفاهيم دينك، ثم قرائتك لثقافة و كتابات الغرب بلا تمحيص و دون حصانة شرعية.