إذا كان أصل البشر جميعا آدم وحواء ..كيف حصل التنوع الجيني؟
الجينوم البشري مكون من 20 ألف – 25 ألف جين بحسب أحدث التقديرات
الإنسان الواحد يحمل أليلان allele لكل جين في أي موضع جيني locus .. أليل يرثه من أبيه والآخر من أمه.
التنوع الجيني يقاس بعدد الألائل المتوفرة في مجموع أفراد النوع لكل موضع جيني
في حالة الإنسان هناك لكل موضع جيني عدد كبير من الألائل يصل للمئات وهذا الذي ينتج تنوع الصفات بين البشر
من أكبر الجينات تنوعا في البشر
HLA-A with 1000 known alleles
HLA-B with 1600 known alleles
HLA-DRB1 with 870 known alleles
المصدر http://en.wikipedia.org/wiki/Major_h...elic_diversity
يستحيل أن يحمل آدم وحواء أكثر من أليلان لكل جين لذلك لو كان أصل البشر جميعا آدم وحواء فيستحيل وجود جين بأكثر من 4 ألائل وهذا مخالف للواقع!
لذلك نحن أمام خيارين
1 - أن هذا العدد الهائل من الألائل تطور نتيجة طفرات بعد آدم وحواء.. لكن الفترة الزمنية الواردة في الأديان منذ خلق آدم لا تسمح بتطور هذا العدد من الألائل
2- أن الخلق لم يبدأ بفردين بل بدأ بعشرات الآلاف من البشر يحملون جميع الألائل
في الحالتين قصة الأديان عن خلق آدم وحواء مستحيلة علميا
بالاضافة إلى أن الخيار الأول يستلزم القول أن التطور ممكن وبمعدل أسرع وليس بعد آدم فقط ولكن بعد طوفان نوح مجددا الذي لم يبق إلا على عدد قليل من البشر !!
رد علي شبهة (إذا كان أصل البشر جميعا آدم وحواء ..كيف حصل التنوع الجيني
علي الرابط التالي
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31428
وردت الشبهة التالية:
(الجينوم البشري مكون من 20 ألف – 25 ألف جين بحسب أحدث التقديرات
الإنسان الواحد يحمل أليلان allele لكل جين في أي موضع جيني locus .. أليل يرثه من أبيه والآخر من أمه.
التنوع الجيني يقاس بعدد الألائل المتوفرة في مجموع أفراد النوع لكل موضع جيني
في حالة الإنسان هناك لكل موضع جيني عدد كبير من الألائل يصل للمئات وهذا الذي ينتج تنوع الصفات بين البشر
من أكبر الجينات تنوعا في البشر
HLA-A with 1000 known alleles
HLA-B with 1600 known alleles
HLA-DRB1 with 870 known alleles
المصدر http://en.wikipedia.org/wiki/Major_h...elic_diversity
يستحيل أن يحمل آدم وحواء أكثر من أليلان لكل جين لذلك لو كان أصل البشر جميعا آدم وحواء فيستحيل وجود جين بأكثر من 4 ألائل وهذا مخالف للواقع!
لذلك نحن أمام خيارين
1 - أن هذا العدد الهائل من الألائل تطور نتيجة طفرات بعد آدم وحواء.. لكن الفترة الزمنية الواردة في الأديان منذ خلق آدم لا تسمح بتطور هذا العدد من الألائل
2- أن الخلق لم يبدأ بفردين بل بدأ بعشرات الآلاف من البشر يحملون جميع الألائل
في الحالتين قصة الأديان عن خلق آدم وحواء مستحيلة علميا
بالاضافة إلى أن الخيار الأول يستلزم القول أن التطور ممكن وبمعدل أسرع وليس بعد آدم فقط ولكن بعد طوفان نوح مجددا الذي لم يبق إلا على عدد قليل من البشر !!)
------------------------------------------------------
الرد علي هذه الشبهة
الحمد لله الذي جعلنا من المسلمين, فلا يوجد أحد علي وجه الأرض يمكنه الاجابة علي مثل هذه الأسئلة المعقدة التي ترتبط بالنشأة الأولي الا المسلم القاريء لكتاب ربه و لسنة نبيه صلي الله عليه و سلم.
و كاتب الشبهة لأنه لا يعلم الحق فقد قصر علمه علي حلين لا ثالث لهما (اما الطفرة و اما الخلق لم يبدأ بآدم واحد بل العديد من البشر), و هذا لجهل كاتب الشبهة و كل من تناولها بالتأليف و النشر بأحوا النشأة الأولي
و النشاة الأولي غيب لا يمكن الحديث عنه إلا من وحي رب العالمين الذي قال في كتابه الكريم ( {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }النجم32
فهناك نشأتين:
النشأة الأولي
نشأة آدم و حواء و هذه جعل الله لها قوانين خاصة غير قوانين الذرية
فالله أخبرنا أنه خلق آدم من تراب الأرض علي هيئة خاصة
فالله خلق آدم على صفات شكلية معينة بالتشكيل من الطين بيديه كما قال تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ }ص75.
اذا فآدم لا أب له و لا أم حملته فى بطنها و لا تنقل فى النشأة أطوارا كبنيه, و لكن خلقه الله على صفة معلومة بدون حاجة الى جينات تعمل على تصنيع بروتينات جسده الشريف أو تحديد صفاته الشكلية.
و خلق حواء من آدم علي هيئة خاصة أيضا
فصار لكل منهما صفاته الشكلية الخاصة به كالطول و اللون
و أيضا كان لكل منهما صفاته الجينية الخاصة به و المماثلة لصفاته الشكلية (لكل صفة شكلية عدد محدد من الجينات علي الحمض النووي)
قال تعالي (و لقد خلقناكم ثم صورناكم) 11 الأعراف
فالله جعل لكل من آدم و حواء خلقة خاصة و صورة خاصة يتميزان بها عن بعضهما و عن سائر الكائنات
النشأة الثانية
نشأة الذرية في الأرحام, قال تعالي (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) 3 آل عمران
أي يجعل لكل فرد من أفراد الذرية من لدن آدم الي قيام الساعة صورته الخاصة التي يتميز بها عن آدم و حواء و عن باقي أفراد الذرية
قال تعالي {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }الروم22
و اختلاف ألوان البشر لا يكون فقط في لون الجلد و الشعر بل في كل صفة شكلية من صفات الجسد كما ذهب الي ذلك بعض المفسرون فتختلف الأطوال و الأحجام و العضلات و العظام و سائر الأعضاء فلكل منا بعد ايجاد أعضائه من النطفة في الأرحام خلقته الخاصة به و المختلفة عن غيره كما قال تعالي {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14
فما هو قانون هذا التمايز الذي حدث بين أفراد البشرية بحيث تعددت الجينات و الصفات الشكلية بهذا الشكل المذهل
إنها النطفة الأمشاج
القانون المسؤل عن تعدد الصفات الجينية و بالتالي تعدد الصفات الشكلية
معلوم أن الابن لا يخلق الا فى الأرحام و ذلك من مجموع الجينات التى انتقلت اليه من أبيه و أمه عبر النطفة الأمشاج, أى أن الجينات هى التى تحدد الصفات الشكلية للجنين الانسانى فى الرحم و ذلك خلال رحلته من طور العلقة الى طور المضغة و هكذا حتى يخرج الى الدنيا طفلا رضيعا تتغير هيئته الشكلية بمرور الوقت حتى يصل الى الشيخوخة, وهو فى كل أحواله محكوم بعدد معين من الصفات الجينية التى تعطى صفاته الشكلية المعينة فى كل مرحلة من مراحل حياته (و بمعنى آخر تعدل شكله من وقت الى آخر).
و اذا بحثنا عن اقتران كلمة التعديل فى القرآن بالانسان نجدها مع أبناء آدم و لا نجدها مع آدم, قال تعالى (الذى خلقك فسواك فعدلك فى أى صورة ما شاء ركبك) 8 الانفطار, و قد اتفق المفسرون على ما أعلم على أن الخطاب فى هذه الآية لبنى آدم من دون آدم, فيكون التعديل للذرية فى الأرحام و ليس لآدم الذى لم تحمله الأرحام.
اذا فالكلام عن خلق آدم يختلف عن الكلام عن خلق بنيه, مع ملاحظة أن الخلقين غير منفصلين كما قد يتوهم البعض (كيف هذا؟).
لأن الله وضع فى خلق آدم و حواء معجزة فريدة و سنة كونية لخلق الذرية ألا و هى الأعضاء الجنسية المسؤولة عن انتاج الأمشاج فى الخصية و المبيض كما خلق فى حواء الرحم المخصص لاستقبال النطفة الأمشاج (الزيجوت) حيث يتم خلق أعضاء الجنين و نفخ الروح فيه و التعديل فى الشكل حتى الوصول الى الشكل النهائى للجنين و الخروج الى الحياة الدنيا. و ان شاء الله فى الأبحاث القادمة سوف نرى دقة و اعجاز القرآن و السنة فى وصف خلق الذرية فى صلب آدم من قبل خلق حواء, ثم فى و صف خلق الذرية من حواء قبل الزواج من آدم.
و لما كان الخلقين (خلق آدم و خلق بنيه) غبر منفصلين, وجدنا أن الربط بين خلق الانسان الأول آدم من الطين لا ينفصل عن خلق بنيه من الأمشاج فى القرآن كما هو فى الآيات التالية:
{خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ}الزمر6
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ) 7, 8 السجدة.
{وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }فاطر11
{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً }الكهف37
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }الروم20
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً }غافر67
{ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } النجم32
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء }النساء1
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف189
و بناء على فهم عدم الانفصال بين خلق آدم و و خلق ذريته, فان أى تغير فى صفات آدم لابد و أن يتبعه تغيير فى صفات أبناءه و ذلك لتغير صفات الخلايا الجنسية فى الخصية عند آدم كجزء لا يتجزأ من خلايا جسده.
و هذا الفهم العلمى يجرنا الى فهم علمى آخر و هو أن جسد الكائن الحى له صفتين الأولى هى الصفة الشكلية للجسد من طول و حجم و لون و غيره, أما الصفة الثانية فهى الصفة الجينية أو الشفرة الوراثية التى تحكم كيفية ظهور الصفة الشكلية, مع العلم بأن أى تغير فى الصفة الشكلية كالطول أو اللون لا يحدث الا بعد تغير الصفة الجينية المماثلة على الحمض النووى.
و بالتالى عندما أقول أن الطول مثلا و هو صفة شكلية قد تغير في أبناء آدم عن آدم و حواء, فمعنى ذلك أن الصفة الجينية للطول قد تغيرت فى الخلايا الجسدية و الجنسية عند آدم ثم حدث توريث للصفة الجديدة فى نطفة الأبناء, و مع كل جيل جديد هناك تغير فى جينات الأمشاج لكى تتغير صفات الأبناء.
و هنا لابد من ملاحظة أمرين:
1. جينات النطفة حين خرجت من آدم و حواء لم تكن تماثل جينات آدم و حواء
فأثناء حدوث تكوين للنطفة يحدث انقسام ميوزي في الخلايا الجنسية (في الخصية و المبيض) ينتج عنه تزواج بين الكروموسومات داخل الخلية الجنسية و قبل انقسامها بحيث تنتج كروموسومات جديدة ذات صفات جينية جديدة تنتقل الي الأمشاج
2. بالتالي يستحيل عند زواج آدم من حواء أن ينجبا ابنا شبيه بالكلية لأحدهما و ذلك لامتزاج أو مشج نطفتيهما في خلية واحدة تعرف بالنطفة الأمشاج
قال تعالي (إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج) 3 الانسان
و معني أمشاج اي اختلاط الألوان بحيث ينتج لون جديد
فسبحان من لخص الفرق بين صفات الذرية عن صفات آدم و حواء بكلمتين فقط (نطفة أمشاج)
فنطفة آدم تمثل لون
و نطفة حواء تمثل لون آخر
فعند خلط النطفتين معا ينشأ لون جديد
و عند زواج أبناء آدم من بعضهم يحدث نفس الشيء
فولد آدم نطفته لها لون معين
و ابنة آدم نطفتها لها لون آخر
فاذا مشجنا بينهما صار هناك لون جديد
و هذا التشبيه الدقيق بين خلط النطف و خلط الألوان أكثر من رائع
فاذا أنت خلطت بين أي لونين في الطبيعة سينتج لون جديد
مع الفارق فاللونين في الطبيعة لا يستطيعان تغيير لونهما و بالتالي فالمزج بينهما في كل مرة يعطي نفس اللون
و لكن مع آدم و حواء بما وضعه الله فيهما من سُنة تغيير لون كل نطفة تخرج منهما
صار هناك عدد مهول من الاحتمالات لانتاج أبناء مختلفين في الصفات الجينية و الشكلية
و بوجود الأبناء مع الآباء يتكون عدد لا نهائي من الألوان التي يمكن تكوينها في ذرية بني آدم الي قيام الساعة
فسبحان من عدها آية أن تختلف ألوان البشرية
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }الروم22
ثم صارت هناك قاعدة تنحي و سيادة الصفات الجينية التي تسمح بالتشابه و التباعد بين صفات الأبناء و الآباء و الأجداد
و لذا قال سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم للأعرابي الذى جاء يسأله عن لون ابنه فقال (يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاما أسود, فقال هل لك من إبل؟ قال نعم قال ( ما ألوانها ) . قال حمر قال ( هل فيها من أورق ) . قال نعم قال ( فأنى كان ذلك ) . قال أراه عرق نزعه قال ( فلعل ابنك هذا نزعه عرق), صحيح البخارى.
و هذا الحديث يظهر أن ما يحدث فى الأبناء من تغير فى الصفات الوراثية ليس بمعزل عن الأباء و الأجداد بل لا ينفك عن آدم نفسه كما قال صلى الله عليه و سلم فى الحديث الصحيح (إذا أراد الله جل ذكره أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعصب منها فإذا كان يوم السابع أحضر الله عز وجل له كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ : ( في أي صورة ما شاء ركبك) رواه الطبرانى فى المعجم الكبير و صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة.
و فى الحديثين السابقين دلالة واضحة على أننا ورثة آدم فى الصفات الجينية و بالتالى فى الصفات الشكلية.
و فى الحديثين السابقين اعجاز علمى واضح لا شك فيه لكون النبى صلى الله عليه و سلم يتحدث عن أمور علمية لم تعرف الا فى وقتنا الحاضر و لم يكن للنبى سبيل للاطلاع عليها فى زمنه الا أن يعلمها عن رب العزة الذى لا تخفى عليه خافية فى الأرض و لا فى السماء.
فقد أثبت علم الوراثة أن فى كل خلية من خلايا الجسم عدداً ثابتاً من أجسام صغيرة تسمى كروموسومات (سماها النبى بالعروق ولذلك بحث خاص ان شاء الله) تحمل عوامل وراثية مسئوولة عن الصفات التى تظهر فى الإنسان؛ حيث إن هذه الكروموسومات ما هى إلا الجسر الذى تنتقل عليه صفات النوع من جيل إلى جيل آخر.
وقد يكون تاثير العامل الوراثى خافياً مستتراً، فيطلق عليه فى هذه الحالة العامل الوراثى الكامن أو المتنحي .. وهذا ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه الأعرابى يقول له: ولدت امرأتى غلاماً أسود، وهو حينئذ يعرض بأن ينفيه, ولم يرخص له النبى فى الانتفاء منه و ذلك لسعة علم رسول صلى الله عليه و سلم ، وقدرته التى لا تدانى فى الحوار والإقناع، بحيث أرجع السائل إلى ما يعهده من إبله سائلاً إياه عن ألوانها حتى إذا قرر السائل الحقيقة بنفسه كانت الحجة دامغة تملأ عقله وقلبه، وتزيل ما قد ران على نفسه من ظلال الشكوك القائمة فى زوجته. و بحوث علماء الوراثة؛ تؤكد أن الشبه بين المولود ووالديه قد يكون غير ظاهر، بل بعيداً كل البعد عن كلا الأبوين .. كما حدث للأعرابى الذى جاءته امرأته بغلام أسود؛ حيث إن الصفات الوراثية قد تكون سائدة Dominant وقد تكون منتحية Recessive فإذا اتفق وكان كل من الأب والأم يحملان أحد هذه الصفات المنتحية، فإن ربع أولادهم تقريبا ستظهر فيهم هذه الصفة المنتحية بصورة واضحة جلية، وذلك لاجتماع الصفتين من كل الأب والأم .
من ذلك كله يظهر لنا أن الرسول صلى الله عليه و سلم قد وضع معالم وأسس علم الوراثة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، وفى ذلك إعجاز علمي قد أثبته العلم الحديث اليوم.
والقرآن أيضا يخبرنا باعجاز علمى آخر, فيقرر أن صفات الجنين تأتى من النطفة الأمشاج فى البطون فاذا غابت صفة معينة فى النطفة الأمشاج داخل البطن استحال أن توجد مثل هذه الصفة فى المولود, قال تعالى (و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ) 78 النحل, و هذه الآية توضح لنا الفرق بين الصفة المكتسبة من البيئة و الصفة الموروثة من النطفة الأمشاج فى البطون:
1. الصفات المكتسبة: هى صفه لم تخلق فى آدم كالعلم و اللغه و لكنه تعلمها من الله أو اكتسبها من البيئه المحيطه بالحواس المخلوقة فيه, و بالتالى هذه الصفات المكتسبة لا تورث فى أبنائه فيخروجون من بطون أمهاتهم بدونها ثم يكتسبونها من البيئه المحيطه. قال تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها) 31 البقرة, وعكس العلم الجهل فآدم كان يجهل كل شئ و لم تكن من صفاته الوراثية العلم و لو كان كذلك لما احتاج إلى أن يعلمه الله, و يؤكد هذا المعنى أن ذرية آدم هي الأخرى تخرج إلى الدنيا لا تعلم شيئا مما يؤكد بأن العلم ليس بصفة موروثة و لكنه صفة مكتسبة (و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) 78 النحل.
2. الصفات الموروثة: هى كل صفه شكليه خلقها الله فى آدم و حواء كالسمع و البصر ثم جعل الله لها صوره جينيه على الحامض النووى لكل خلاياهم بما فيها الخلايا الجنسيه المسؤوله عن تكوين الأمشاج فى الأصلاب, و بالتالى فان هذه الصفه تورث الى الأبناء فيخروجون من بطون أمهاتهم بها. قال تعالى (و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ) 78 النحل, فالانسان يخرج من بطن أمه بالسمع و البصر لأن جينات السمع و البصر موجوده فى النطفه الأمشاج (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) و فى الحديث (إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعين ليله بعث الله إليها ملكا فصورها و خلق سمعها وبصرها).
اذا فالقرآن و السنة يقرران أن صفات الجسد الشكلية تابعة للصفات الجينية فى النطفة الأمشاج, و هذا اعجاز علمى آخر نثبت به أن ما تكلم به النبى صلى الله عليه و سلم انما هو بوحى الله كما قال تعالى (و مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) 3-5 النجم .
في النهاية لا يسعني إلا أن أحمد الله الذي جعلني مسلما أفهم بوحيه ما لم يفهمه غير المسلم من أمور النشأة الأولي
و أرجو المعذرة علي عدم الاستفاضة في الأمور العلمية حتي لا يتوه من القاريء البسيط
و من أراد الاستفسار فعليه مراسلتي علي بريدي الخاص
mnaga73@gmail.com
أثبت أنك علي علم بما تسأل أناقشك في ما تسأل
أيها الزميل نيوتن
ردك يدل علي أنك لا تفقه شيء عما تسأل عنه
تقول (أنا لم أسئل كيف تنوعت صفات البشر الشكلية لأن ذلك أسهل في التهرب والاجابات العامة اللاعلمية... سألت عن التنوع الجيني "تعدد الألائل" في الموضع الجيني الواحد لأن الأمر محدد بالأرقام ؟)
و يبدو أنك لا تعرف ظاهرة تعدد الاشكال : polymorphism
(هي ظاهرة وجود طرز مظهرية متعددة مختلفة مرتبطة باليلات نفس الجين بين افراد العشيرة (الجماعة) الواحدة او بين افراد العشائر المختلفة وتنتج هذه الظهارة من ظاهرة تعدد الاليلات.)
و لا أعتقد أنك تحب اضاعة وقتك في نقاش من لا يفهم الفرق بين الصفات الشكلية و الجينية و العلاقة بينهما
ثم ان اجابتك لأسئلتي يجعلني أحاكمك في نقاشي لك بأجوبتك حتي يكون النقاش علمي
و أخيرا أعتذر لك أيها الزميل نيوتن عن قسوة الاخوة عليك و اذكرهم لو سمحوا لي بحلم النبي صلي الله عليه و سلم علي جهل الجاهلين