كيف يحبونه و قد عطلوا سنته؟
فضيلة الشيخ ... من الدعاوى التي يشنها المستشرقون و أذنابهم من المستغربين، و من سار في فلكهم من ضعاف القلوب و المخدوعين منهم زعمهم أن الإقتصار على القرآن يكفي دون الإحتياج إلى السنة .. فما جاء في القرآن اتبعناه، و ليس بنا حاجة إلى اتباع ما جاءت به السنة ـ على حد زعمهم ـ فما الرد على أصحاب تلك الدعاوى الباطلة؟
المقصود بالسنة هو كل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير ، و هؤلاء الذين ينادون بهذه الدعوى المسمومة لهم من ورائها غرض و هدف، ذلك أنهم عجزوا و خابت حيلهم في أن يوجهوا أي طعن إلى القرآن العظيم، و هو الأصل في التشريع، فأرادوا أن ينثروا التراب على السنة المطهرة.
و الواقع مثل هؤلاء كمثل قوم أرادوا أن يثيروا التراب على السماء، فأثاروا التراب على أنفسهم، و بقيت السماء هي السماء .. و قد بلغ من جرأة هؤلاء أنهم تطاولوا على أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم الذين اختارهم الله لصحبته، و الذين حذر الرسول صلى الله عليه و سلم من التطاول عليهم، فقال: "الله الله في أصحابي"، و قال: "لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم أو نصيفه".
إن دعوى هؤلاء في عدم الأخذ بالسنة ظاهر البطلان، بل إن بطلانها من بدائة الأمور، ماذا يقولون في قوله تعالى و هو يخاطب الرسول صلى الله عليه و سلم: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } و هل يكون التبيين إلا بالسنة؟
و ماذا يقولون عن قوله تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }.
و ماذا يقولون في الآيات التي قرنت طاعة الله بطاعة رسوله صلى الله عليه و سلم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ } {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ }.
و ماذا يقولون في هذه الآية الكريمة التي جعلت محبة الله متوقفة على اتباع رسوله و هي قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } كيف يحبونه و قد عطلوا سنته؟
مقتطف من كتاب "حوار ساخن مــع الشيخ كـشــك قبل رحيله" ص : 72-73 ، للكاتب الصحفي محمود فوزي