* إشكالات حقيقية في كل فكر إلحادي *
الإشكالية الأولى: "توارث الخطيئة" في الإلحاد.
يقول الزميل المفتري,
اقتباس:
و ما ذنبي أنا إذا كان آدم وافق أن يتحمل الأمانة؟ أليس من الممكن ألا أريد أنا أن أتحملها و أطالب بالعودة للعدم؟ هذا لا يختلف كثيراً عن مبدأ الخطيئة الموروثة عن آدم الموجود في الديانة المسيحية.
واضح أن الزميل لا يفرق بين توارث الخطيئة من جهة وبين توارث الابتلاء والامتحان من جهة أخرى.. هذه ملاحظة عابرة أما السبب الحقيقي لاقتباس هذا الجزء من كلامه هو تذكيره انه كملحد لا يحق له أن يربط بين (الظلم) وبين أي (توارث) مهما كان لان في عالم الإلحاد كل حدث في الكون هو موروث عن حدث سبقه بما في ذلك ما يختاره طواعية - في رأيه - فهو موروثٌ مادي بحت لم يختره يرجع إلى ما قبل ولادته وقبل وجوده كإنسان مدرك ومريد. إذاً في غياب وجود روح طارئة على جسد المولود ومسئولة عن الاختيار الحر, لا يمكنك ان تنسب الذنب إلا للجسد المادي في كون كل أحداثه متوارثة.
وبناء على ما سبق أعجب كيف يعطي الملحد لنفسه حق التذمر قائلاً (ما ذنبي أنا) ؟ ذنبك انك جزء مادي مشارك في ما قام به الأب, وذنبك انك مجرد مادة ما يحدث لها هو نتيجة ما ورثته من أحداث.. وإن كانت هذه النتيجة لا تروق لك أو كانت فطرتك السليمة تخبرك أن ذنب الأب ليس ذنبك.. فإعلم أنك تشهد على نفسك بما يناقض إلحادك وان تبرؤك من ذنب -والدك المادي- هو أقوى دليل أن - الجزء المسئول فيك عن الذنب - لم يولد من مذنب سبقك ولا كان من سبق سببا في ذنب ستسأل عنه!
فهل يستطيع الزميل الملحد التظلم بعد اليوم قائلاً (ما ذنبي أنا) ؟
.