أعياد النصارى وحكم مشاركتهم

(1)
أعلموا رحمكم الله أننا ونصارى مصر أهل بلد واحد نعامل من يعاملنا منهم بالبر = بالبر كما أمرنا ربنا جل وعلا ! إلا الذين ظلموا منهم ! ....ولو أختلفت عقائدنا مع عقائدهم ...ولو أعتقدنا أننا أهل حق وهم على باطل محض ! ..وأننا أهل إيمان وهم أهل كفر كما جاء في كتاب الله جل وعلا . في سورة ال عمران : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ )
..لكن لهم منا البر و القسط و المعاملة بالعدل لا نظلمهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ! ....قال ربنا جل وعلا : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )
وما سأنشره على صفحتي الفترة القادمة بإذن الله هو وعي عام بعقائدهم : خاصة أننا مقبلون على أعيادهم ومنا من يهنئهم بها ويستبيح ذلك ويستحله ...وما سأفعله أني سأنقل لكل مسلم عقائدهم وطرقهم وحكم ذلك في كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليكن على بصيرة فيما سيقدم عليه ...والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على المصطفى محمد .....

(2)
قصة توافق يوم شم النسيم مع يومهم المسمى بالقيامة من أشهر مواقعهم حيث جاء فيه :
(عيد شمّ النسيم هو عيد مصري قديم، كان أجدادنا المصريون يحتفلون به مع مطلع فصل الربيع.
وكلمة "شم النسيم" swm `nnicim هي كلمة قبطية (مصرية)، ولا تعني "استنشاق الهواء الجميل"، بل تعني: "بستان الزروع".. "شوم" swm تعني "بستان"، و"نيسيم" nicim تعنى "الزروع".. وحرف "إن" بينهما للربط مثل of في الإنجليزية.. فتصير الكلمة "شوم إن نسيم" بمعنى "بستان الزروع".. وقد تطوَّر نطق الكلمة مع الزمن فصارت "شم النسيم" التي يظن الكثيرون أنها كلمة عربية، مع إنها في الأصل قبطية (مصرية)..
ثانيًا: بعد انتشار المسيحية في مصر حتى غطتها بالكامل في القرن الرابع، واجه المصريون مشكلة في الاحتفال بهذا العيد (شم النسيم)، إذ أنه كان يقع دائمًا داخل موسم الصوم الكبير المقدس الذي يسبق عيد القيامة المجيد.. وفترة الصوم Fasting تتميَّز بالنُسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة، مع الامتناع طبعًا عن جميع الأطعمة التي من أصل حيواني.. فكانت هناك صعوبة خلال فترة الصوم في الاحتفال بعيد الربيع، بما فيه من انطلاق ومرح وأفراح ومأكولات.. لذلك رأى المصريون المسيحيون وقتها تأجيل الاحتفال بعيد الربيع (شم النسيم) إلى ما بعد فترة الصوم، واتفقوا على الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد، والذي يأتي دائمًا يوم أحد، فيكون عيد شم النسيم يوم الاثنين التالي له.)
قلت : هناك عدة أسئلة تحليلية بناء على هذا الذي جاء في الكلام المنقول :
1- من أول من أحتفل بشم النسيم ؟ الجواب الفراعنة ...
2- من الذي غير ميعاد الأحتفال به ليتوافق مع أعياده ؟ الجواب النصارى : إذا هذا اليوم المحدث من أختراع النصارى ....
3- ما هو الصيام عندهم ؟ الأمتناع عن جميع الأطعمة التي من أصل حيواني وهذا على عكس صيام المسلمين لرمضان فهو صيام عن الطعام والشراب من الفجر الى المغرب وزيادة من الحسنات والبعد عن السيئات ...
4- ما هو عيد القيامة عندهم ؟ الجواب هذا ما سأكتب عنه بعد ذلك بإذن الله ...

(3)
ما هو عيد القيامة عند النصارى؟
أبدأ من حيث تعريف كلمة عيد عندهم على أحد أشهر مواقعهم : (الأعياد هي حفلات عمومية تقام بطرق مختلفة في أيام معينة من كل سنة وتسمى تلك الأيام الأعياد)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه أقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم :
(العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، عائد: إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك.
فالعيد: يجمع (3) أمورا:
منها: يوم عائد (4) كيوم (5) الفطر، ويوم الجمعة.
ومنها: اجتماع فيه.
ومنها: أعمال تتبع (6) ذلك: من العبادات، والعادات، وقد يختص العيد بمكان بعينه، وقد يكون مطلقا، وكل هذه الأمور قد تسمى عيدا.)
جاء في موقعهم المشهور بأسم أحد قديسيهم : (تحتفل الكنيسة بهذا العيد تذكارًا لقيامة الرب من بين الأموات بمجد عظيم لأجل تبريرنا (رو 4: 25) وتخص بنيها على شكر الله الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلنا (1 بط 3، 4).. ويرجع وضع هذا العيد في الكنيسة إلى الرسل أنفسهم بدليل أمر الرسول للمؤمنين بقوله (إن فصحنا أيضًا المسيح ذبح لأجلنا إذا لنعيد بفطير الإخلاص والحق) ) اهــ
قلت وبتحليل هذا الكلام يتضح الآتي :
1- أنهم يحتفلون " بقيام الرب من بين الأموات " صراحة وهذا من أبطل الباطل أن يقال عن رب العالمين وهو من التطاول والسب للملك جل وعلا وهو مخالف لتعظيم المؤمنين لرب العالمين : سبحانه سبحانه سبحانه جل وعلا عن هذا ....
2- هم يعتقدون هذه العقيدة الباطلة وهي أن هناك رباً زعموا نزل الى الأرض ليخلص البشر من خطيبئة آدم أبو البشر ...فهم يعتقدون أن البشر يتوارثونها من جيل الى جيل حتى جاء عصر المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ...
3- يعتقدون أن المسيح هو ابن هذا الرب كما يزعمون أو فيه من الألوهية ما فيه ولهم في ذلك كلام طويل وعقائد مختلفة ...أقاموا عليها المجامع وأختلفت أحزابهم وتفرقت وعذب فيها من عذب وأضطهد من ملوكهم وحكامهم ! وأشهر مجامعهم مجمع نيقية ! ....
4- يعتقدون أن الرب زعموا ولد في جسد المسيح ثم عذب وأضطهد من اليهود وحكامهم في هذا الزمان ثم ضرب وصلب على الصليب ...وهذا مخالف لما جاء في كتاب الله وكلامه ووحيه الى حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم : ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم). وقد جاء في موقع إسلام ويب: كما قال تعالى: (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إليَّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون) [آل عمران: 55].
فقد قصد اليهود حقيقة قتل عيسى عليه السلام، فألقى الله تعالى شبهه على إنسان آخر)
5- وبناء عليه يعتقدون أن هذا الصلب كان لتخليص البشر من خطيئة آدم أبو البشر : وهذا عليه عدة تعليقات منها : أن من أرتكب الخطيئة آدم أبو البشر ولم يرتكبها نبي الله عيسى فكيف يعاقب عليها !؟ ...وكيف يعاقب الأبن بخطيئة أبوه !؟ ...وكيف يعاقب رب العالمين نفسه ليغفر للبشر عند نفسه ؟! سبحان ربي عن ما يقولون وتعالى علواً كبيراً ...وكيف يضرب الإله ويصلب نفسه ؟!...وكيف يكون هذا إلهاً وهو لا يستطيع أن يدافع عن نفسه ضد من يظلموه ؟! ...وكيف يكون هذا ناصراً للمظلومين بعد ذلك ممن يدعونه ويستغيثون به في المهلكات والمدلهمات ؟!! .....والأسئلة تطول وفي هذه الإشارات غنى لمن رام الحق !....

(4)
حكم أحتفال المسلمين بأعياد النصارى ومشاركتهم فيها وتهنئتهم عليها :
قد تبين لكم رحمكم الله وهداكم الى طاعته : أن هذه الأعياد تخالف ديننا وما نعتقده في رب العالمين من التعظيم والعبودية له وحده دون ند أو شريك من البشر ...وما هم فيه من شرك وتطاول على رب العالمين حتى في مناسباتهم التي فيها يفرحون ويهنئون بعضهم بعضاً عليها ....وهذا بخلاف أعياد المسلمين وما فيه من تعظيم الله والسجود له وحده ومحبته ورجائه وحده والتعلق به والذبح له وحده لا شريك له فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة ....
-وللأسف منا من لا يهنىء الشيعة مثلاً بأعيادهم على ما هم فيه من شركيات وعبادة غير الله والتطاول على الصحابة ...ثم هو يهنىء النصارى بأعيادهم على ما هم فيه من شركيات وتطاول على الله جل وعلا سبحانه سبحانه ....وهذا من أعجب العجب ! ....
-ومنا من لا يلقي السلام على أخوه المسلم ويهجره ويقطع رحمه مع أقرب الناس إليه التي قد توعد الله من يقطعها مع المؤمنين ثم تجده متعلقاً بالنصارى : يهنئهم ويطلب ودهم في كل عيد لا ينقطع عن هذه العادة أبداً !!!! فهو يذل نفسه لغير المسلمين ثم هو شديد على المؤمنين !! من أخوانه وأحبابه قبل !! ....فإنا لله وإنا اليه راجعون ....
-ومنا من لا يهنىء عباد البقر بأعيادهم لأنه يعتقد أن طقوسهم تخالف أبسط معاني العقلانية ! ثم تجده يهنىء بصلب الإله وقيامته زعموا !!
- ومنا من لا تطيق نفسه أن يهنىء شاربي المخدرات بمخدراتهم ولا شاربي الخمور ومدمنيها ثم هو يستحل أن يهنىء بسب الله والتطاول عليه شعر أو لم يشعر !!
- ومنا من لن يأكل الخنزير إذا ما قدم إليه مع الخمور من غير المسلمين وهذا في مخالفاتهم العملية ثم هو يهنئهم بعقائدهم القلبية وأقوالهم وأفعالهم الشركية في الكنائس وتطاولهم على رب العالمين !....
يتبع إن شاء الله

(5)

حكم أحتفال المسلمين بأعياد النصارى ومشاركتهم فيها وتهنئتهم عليها :
المحب الصادق لرب العالمين = يتبع أوامره وينتهي عند نواهيه ...يحب من يحبه الله ويبغض من غضب الله عليهم ....
جاء في الموسوعة العقدية : فأهل السنة والجماعة – إذن – يوالون المؤمن المستقيم على دينه ولاء كاملاً ويحبونه وينصرونه نصرة كاملة، ويتبرؤون من الكفرة والملحدين والمشركين والمرتدين ويعادونهم عداوة وبغضاً كاملين. أما من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فيوالونه بحسب ما عنده من الإيمان، ويعادونه بحسب ما هو عليه من الشر.
وأهل السنة والجماعة يتبرؤون ممن حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب، قال تعالى:
لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ المجادلة:22].
ويمتثلون لنهيه تعالى في قوله:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة:23-24].
ويلخص الإمام ابن تيمية مذهب أهل السنة والجماعة فيقول:
(الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعادة إنما تكون بالأشياء التي أنزل الله بها سلطانه، وسلطانه كتابه، فمن كان مؤمناً وجبت موالاته من أي صنف كان، ومن كان كافراً وجبت معاداته من أي صنف كان.
قال تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [ المائدة: 55-56].
وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [ المائدة: 51].
وقال: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [ التوبة:71].
ومن كان فيه إيمان وفيه فجور أعطي من الموالاة بحسب إيمانه، ومن البغض بحسب فجوره، ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي كما يقول الخوارج والمعتزلة.اهــ

(6)

حكم أحتفال المسلمين بأعياد النصارى ومشاركتهم فيها وتهنئتهم عليها :
فكيف ترضى بعد هذا أيها المؤمن أن تشارك في عيد يسب فيه ربك ؟!
وتنسى قول رب العالمين :
(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )
تذهب مهنئاً مبتسماً وكان سب رب العالمين والتطاول عليه لا يعنيك ؟!
وتنسى قول رب العالمين : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ( 72 ) لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ( 73 ) أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ( 74 ) ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون ( 75 ) )
لم ولن تقبل مثلاً أن تهنىء كفار قريش بعبادة هبل ! ...فكيف تقبل أن تهنىء بعبادة إله في زعم النصارى يضرب ويصلب ويقوم من بين الأموات ثم تذهب لتهنىء تارة بميلاده وتارة بقيامته من بين الأموات ؟!
كيف تشهد الزور وقد جاء في كتاب الله : (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا )
جاء في تفسير الطبري : اختلف أهل التأويل في معنى الزور الذي وصف الله هؤلاء القوم بأنهم لا يشهدونه, فقال بعضهم: معناه الشرك بالله.اهـــ
وجاء في تفسير البغوي : ( والذين لا يشهدون الزور ) قال الضحاك وأكثر المفسرين : يعني الشرك .اهـــ
وجاء في تفسير ابن كثير : وهذه أيضا من صفات عباد الرحمن ، أنهم : ( لا يشهدون الزور ) قيل : هو الشرك وعبادة الأصنام . وقيل : الكذب ، والفسق ، واللغو ، والباطل .اهــ
رحم الله علماء المسلمين وهدنا الله الى ما يحب ويرضى ....

تنبيهات سريعة وعودة مهمة !!

أعلم رحمك الله أن الله جل وعلا أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد !...
لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ! ....
هو سبحانه خالق هذا الكون لم يحتاج الى صاحبة يتزوجها فينجب منها كما يفعل البشر !!
وهو ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .فهو الغني عن العالمين !....
ولم يلد لأنه لم يكن له صاحبة تنجب أولاداً سبحانه سبحانه جل وعلا ....
ولم يولد فلم يكن له أب وأم كما نحن البشر ...فنحن خلقنا وهو خالقنا !...
ولا يصح أن يقال من زرع الفلاح !! ...إذ الفلاح صفاته تختلف عن زرعته !!
ولله المثل الأعلى ....فلا يقال من خلق الله مثلاً !!....
فتعدد الخالقين يؤدي الى فوضى الخلق وهذا غير موجود في كوننا المنظم المرتب !...
بدقته وعلومه الواسعة !...ويقال في المثل ( المركب اللي ليها ريسين تغرق )
وهذا في أمثال البشر !!....فلو جادلنا من يقول أن هناك للكون أكثر من خالق لقلنا :
1- لو أراد أحد الخالقين أن يميت أحد البشر وأراد الآخر أن لا يميته الآن فمن الذي سيسير كلامه ؟! فإن قيل أحدهما ..قيل إذاً الآخر أضعف من الأول وليس بيده شيء ووجوده كعدمه ! ...وهذا يطعن في كمال الخالق وقوته وعلمه وحكمته !! فسبحان ربي عن ما يقولون ...
2-فإن قيل أنهما سيتفقان في كل شيء وفي كل إرادة قلنا: هذا مستحيل وهذا يجعله خالق واحد ومن يجعلهما خالقين مجرد واهم صاحب ظن !...فحتى الأخوان التوأمان لا يتفقان في كل شيء !! فكيف لو حكموا دولة أو بلد وكيف لو كان هذا حكم الكون ؟!! ....وسبحان الله عن ما يقول كل ظالم مفتر !! ....
3- لا يرغب أحد البشر في أن يشاركه أحدهم في ماله أو بيته ومسكنه ويقال : فلان مثل الشريك المخالف !....ولله المثل الأعلى فكيف ينسب للخالق أن له شريك ينازعه ويقاسمه كل شيء !؟....
4- لماذا يقال خالق ومعه شريك واحد ...فقد يكونوا الف خالق بل مليون بل مئة مليون !! وهذا يبين أن الأمر مرده للظن والتخمين وليس للدليل اليقيني كما هو عند المسلم...
أعلم هداك الله أن نسبة الولد له جل وعلا وجعله هو والولد خالق واحد وجعل الولد نزل الى الأرض لتكفير خطيئة آدم أبو البشر ثم كون الولد يصلب ويضرب وهو في ذات الوقت رب العالمين زعموا ! هو كفر بالله وتطاولاً عليه وكذبا عليه ونسبته الى ما لا يليق وسب له وشتم وطعن في قدرته وحكمته ....
أعلم هداك الله أن نسبة الولد له جل وعلا وجعله هو والولد خالق واحد وجعل الولد نزل الى الأرض لتكفير خطيئة آدم أبو البشر بعد مئات السنين !!
1- فهذا باطل لجعل الابن يرث خطيئة جده من قديم الزمان وهو لم يرتكب هذه الخطيئة ولا هو مسؤول عنها !!
2- وهذا باطل منزه عنه رب العالمين مخالف لمقتضى عدله جل وعلا : إذ كيف يعاقب من لا يستحق ؟!
3- وهذا باطل لأنه توهم أن للخالق ابناً وهذه ظنون وتخمينات وأوهام لا دليل عليها ! ...إذ ليس معنى ولادة مريم العذراء ولداً بلا أب أن خالقه هو والده !! فآدم أبو البشر ولد بلا أب ولا أم فهل هو ابن الإله كما يزعمون البنوة في عيسى عليه الصلاة والسلام ؟!!
4- لو قلنا جدلاً أن للخالق ولداً كما يزعمون فكيف يعاقبه بذنب البشر : أهذا من مقتضيات عدله ؟!
5- لو قلنا أن هذا الخالق وابنه واحد - جدلاً - فهل سيعاقب الخالق نفسه من أجل تكفير مجرد خطيئة لآدم أبو البشر ؟!!!!! ألا يمكنه تكفيرها بدون كل هذا العناء جدلاً ؟!
ثم كون الولد يصلب ويضرب وهو في ذات الوقت رب العالمين زعموا ! هو كفر بالله وتطاولاً عليه وكذب عليه ونسبته الى ما لا يليق وسب له وشتم وطعن في قدرته وحكمته ....
1- إذ كيف يضرب الخالق !؟
2- من كان مدبر أمر الكون والخالق نفسه يضرب ؟!
3- كيف تحمل الخالق خشبة تسمى صليباً ؟!
4- كيف نطلب من الخالق وفقاً لعقيدة القوم ونستغيث به وهو نفسه كان على الخشبة يصرخ : إيلي إيلي لم شبقتني ؟! إلهي إلهي لم تركتني ؟! فهو لا يستطيع دفع الضر عن نفسه فكيف سيدفع عنا الضر ويغيثنا بمنطلق هذه التخيلات والتوهمات ؟!هذا بأختصار وإلا فما يقولونه شنيع !
5- وفقاً لعقيدة القوم فنحن قد تمت مغفرة ذنوبنا وخلاصنا من ذنب آدم أبو البشر فهنيئاً لنا الجنة على أي ملة نكون وعليه فلا نحتاج للدخول في ملتهم لندخل الجنة ! فما فائدة عقائدهم ؟!
6- كان المسيح يأكل ويشرب فهل هذه إلا صفات البشر ؟! فكيف ينسب الى الربوبية وهو فيه صفات البشر ؟!
7- معجزات المسيح كانت كمعجزات أي نبي وعليه فلو قيل أن دليل ربوبية المسيح معجزاته فسيقال وكل نبي له معجزة وعليه فهو رب ؟!!!!
أعلم هداك الله أن نسبة الولد له جل وعلا وجعله هو والولد واحد ثم بعد صلب الولد في تخيلاتهم وأوهاهمهم وظنونهم الباطلة أنه يدفن الإله في باطن الأرض زعمواً ثم يقوم من بين الأموات ليصعد بجوار أبوه في السماء رغم أنه كان هو وابوه في الأرض من قبل وهو وأبوه واحد هو كفر بالله جل وعلا وتطاولاً عليه وكذبا عليه ونسبته الى ما لا يليق وتسفيه لقدره جل وعلا وطعن في قدرته وقوته !!.....
( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ( 88 ) لقد جئتم شيئا إدا ( 89 ) تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ( 90 ) أن دعوا للرحمن ولدا ( 91 ) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ( 92 ) إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ( 93 ) لقد أحصاهم وعدهم عدا ( 94 ) وكلهم آتيه يوم القيامة فردا )
( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ( 72 ) لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ( 73 ) أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ( 74 ) ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون )
( قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ۖ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
(مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ )
( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته )
هذا ما تيسر والحمد لله
ولمن أراد المزيد فليرجع الى الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأسكنه الجنة ...