لا أملك إلا أن أرجع وأقرأ هذا المقال الذي يحتوي على عدة نقط مهمة، لا أذكر أين صادفتُ مصطلح "تشييء المرأة"، لعله في أحد كتب المفكر ألان تورين ... هذا التشييء يخدم أهدافا ماسونية وتيارات انحلالية وهذا معروف، لكنه في الوقت نفسه يخدم أهدافا اقتصادية وتسويقية، العنصر النسوي عندهم هو المفضل في الجانب الخدماتي، إذا دخلت معرضا للسيارات وجدت بجانب السيارة الموضوعة للبيع امرأة، أغلب الشركات والفنادق توظف العنصر النسوي في الاستقبال، في الإعلانات أيضا ومضيفات الطائرات .. بل ذلك امتد حتى للتدريس الابتدائي عندهم، فأصبحوا يحبذون المعلمات (ويشترط فيهن الجمال) على المعلمين لأسباب متعلقة أساسا بالأطفال وميولاتهم الغريزية المبكرة وهذا معلوم في علم النفس المعرفي يحتاج لمقام آخر حتى يُبسط..
فهذا وغيره الكثير ، من مظاهر تشييء المرأة، وتحجبها يعيق هذا التشييء وبالتالي تجده محاربا...
الذي لفتَ انتباهي أيضا -ومقالكم كله إفادات- ان العلمانية في حقيقتها نحلة أو دين يسلكه الفرد في حياته، وهي حقيقة لا زال ينكرها بعض العلمانيين العرب .. والمثير للسخرية أن مصطلح العلمانية يدل على كل ما هو دنيوي مادي عالمي، وهو في حد ذاته يقصي الروحي الديني الأخروي.. لكن بعض القوم لا يفقهون ... فمجرد ان العلمانية تنادي بقيم معينة فهذا معناه انها تطمح لأن تكون دينا بديلا عن الأديان المعروفة.. لكن قصورها لا يؤهلها لأن تكون بنجاعة الدين لأسباب عديدة، من ضمنها أنها لابد أن تمزج بعقيدة معينة سواء كان ذلك عقيدة دينية أو لا دينية.
اقتباس:
العلمانية لها قيمها المعلنة ، والأديان كذلك ، وإذا كانت الأديان تعد من يخرج عن عقائدها كافراً ، فإن العلمانية كذلك تحكم عليه بالنفي والإقصاء أو التخلف والرجعية أو الإرهاب ، فالعلمانية في هذه الحالة تتحول إلى دين علماني له قيمه وأصوله ورجاله بل وطقوسه أيضاً . والقول بأن العلمانية لا تنظر إلى نفسها على أنها مقدس يحرم المساس به ولذلك فهي تجدد نفسها وتصحح أخطاءها دائماً عبر صيرورة مستمرة كلام جميل ومعسول، ولكن الدين كذلك يقول ، فالإسلام يجدد نفسه دائماً " إن الله يبعث لأمتي على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها " .
فالعلمانية إذن دين متجدد ، والإسلام أيضاً كذلك والفارق هو أن الإسلام له ثوابته التي لا تُمس بينما العلمانية تدعي أنها متلونة ولا ثوابت لها إلا الواقع بتغيراته وأنماطه المختلفة .