أخي الحبيب أمازيغي,
أنا قرأت ردودك و لم أفهم بعد, فهل أنت تقف مع منطقك أم مع النص؟
مرة أقرأ تتكلم عن منطقك و مرة أقرأ تسأل عن النصوص التي تبرر النقاب أو البرقع أو الخمار أو ما شابه!
فما الحصيلة: منطقك أم منطق منابع الإسلام؟
يوسف القرضاوي: هناك عقليات مختلفة، في عقلية خرافية تصدق بالخرافة أينما وحدت، هناك عقلية مقلدة يعني تركت عقلها أصبحت تفكر برأس غيرها وهناك عقلية متطرفة يعني ترفض لا تسلم بشيء، هناك عقلية علمية يعني لها سمات أقدر أقول لك على هذه السمات، أول هذه السمات هي لا تقبل الظن في موضع اليقين، الأشياء إذا كنت تريد أن تكون عقيدة أو تكون حقائق لا تأتي عن طريق التخمين الحس والافتراض، لا، لازم عن طريق اليقين واليقين له أدواته من الحس والقرآن وإلى آخره. ربنا ذم أهل الشرك فقال {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}النجم28، الرسول يقول إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، فرفض الظن في موضع، رفض اتباع الأهواء والعواطف يعني من يتبع الأهواء والعواطف لا يكون موضوعيا ده إنسان ذاتي يتبع ذاته ويتبع عواطفه وهذا لا يمكن أن يكون حقيقة علمية ولذلك القرآن أيضا ذم المشركين قال {..إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ}النجم23، {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ..}الجاثية23، فالهوى يعمي ويصم عن الحقيقة، التقليد الأعمى، وده التقليد أيضا للآباء وللأجداد {..إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}الزخرف23، أو التقليد للسادة الكبراء {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}الأحزاب67، أو التقليد على عوام الناس اللي الرسول سماه إمعة، يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا أسأت، فهذا كله من علامات العقلية غير العلمية، العقلية العلمية ترفض التقليد وتتبع البرهان وتفكر تتعبد لله بالتفكير والنظر، القرآن يقول {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ..}ق6، {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ}الغاشية17، 18، {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}الطارق5، 6 ينظر في نفسه ينظر في ما حوله {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ، أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا، فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا..}عبس24- 27، يتتبع مراحل النبات حتى أصبح ينتفع به {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ..}الأعراف185، فهذا النظر وهذا التفكر في الكون وفي النفس {وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}الذاريات21، وفي التاريخ {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَاۖ..}الحج46، كل هذه يعني مجالات للتفكر والنظر، فهذه بعض الملامح الأساسية للعقلية العلمية التي أنا أرى أنه أهم ما جاء به القرآن هو أنشأ هذه العقلية العلمية دي اللي اخترعت العلوم واخترعت آفاق الحضارة الإنسانية وأنا أرى أن البحث وتكوين هذه العقلية أهم من النظر في الإشارات الإعجازية في العلوم الكونية وفي القرآن وفي هذه الأشياء، أرى أن دي أهم.
يا أخي نحن يجب أن نقف مع الأخوات المنقبات خصوصا في البلاد التي يظطهدن فيها. أنا كتبت مقالات و نشرتها في مواقع غربية دفاعا عن المنقبات, لا من منطلق إقتناعي بالنقاب على أنه واجب إسلامي أو حتى سنة مؤكدة, بل من منطلق الدفاع عن حرية التأويل (و الحرية الشخصية و الفكرية في البلاد التي تدعي أنها ديموقراطية ليبرالية قوامها الحريات الفردية و الفكرية و السياسية و الاقتصادية), يعني أنا عندي الأخت التي تصل بتأويلها (تأويلا مبني على نية صادقة صاحلة) أن النقاب واجب أو أن النقاب يقربها من ربها, فلازم منا نحن المسملمين أن نقف إلى جانبها و نستنكر الإكراه في دين العالمانية, لا العكس, كما يفعل للأسف بعض المتأسلمين في الغرب يساعدون الغربيين في إكراههم للمسلمات في دين العلمانية الليبرالية, و يقولون أن النقاب لا أصل له في الاسلام ... طيب لا أصل له, و أنتم ما شأنكم؟؟ هل تحتكرون حق التأويل أو ماذا..؟؟؟؟؟؟؟؟
يظهر ان منطق هذا المفكر الفرنسي Marc-Édouard Nabe أفضل من منطقهم
http://www.youtube.com/watch?v=iMSHndXzF6E
:)):