الأخ الحبيب صادق :
قوله تعالى ( يستفتونك قل الله يفتيكم )
قال ابن عاشور رحمه الله في التحرير و التنوير :
( و أمره بأن يجيب بقوله " الله يفتيكم " للتنويه بشأن الفريضة ، فتقديم المسند إليه للاهتمام لا للقصر ، إذ قد علم المستفتون أن الرسول صلى الله عليه و سلم لا ينطق عن الهوى ، فهم لما استفتوه فإنما طلبوا حكم الله ، فإسناد الإفتاء إلى الله تنويه بهذه الفريضة ) .
فليست الحكمة هي القصر إنما أخي الكريم التشديد على هذا الأمر ، و عندما ترى ما يحدث هذه الأيام من تلاعب بالمواريث و الحيل التي يتبعها المغرورون لحرمان أشخاصًا من الميراث تعلم بعض هذه الحكمة ، و ذلك كقول الله تعالى " يوصيكم الله في أولادكم " .
و يعضد ذلك قوله تعالى ( فاستفتهم أهم أشد خلقًا أم من خلقنا ) ، فالاستفتاء ( إخبار عن أمر يخفى عن غير الخواص في غرض ما ) .
أما التسمية ب " المفتي " فإن " أل " في " المفتي " ليست للاستغراق أخي الكريم ، ف " المفتي " يختص ببلد ما أو بمسألة ما يفتي فيها ، ف " أل " هنا للعهد سواء الذكري أو الذهني .
و من ذلك تعرف أن الله تعالى هو " الملك " و يطلق على بعض أهل الأرض " الملك " كما ورد في قوله تعالى في سورة يوسف ( قال الملك ) و يكره أن يقال " ملك الملوك " .
و الله تعالى له القضاء و الحكم ، و يطلق على بعض أهل الأرض " القاضي " و " الحاكم " ، و يكره أن يقال " قاضي القضاة " .
هل هذا جواب السؤال أخي الكريم ؟