-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ترجمة اليوم ترد على هذا الكلام بعون الله !! ^^
-
الترجمة
أرسطو منذ أكثر من ألف سنة مضت فكّر بطريقة عظيمة حيال هذه القضايا ، إذ تحدّث عن أربعة أسباب مختلفة يمكننا بعقلانية ترجمتها بشكل غير رسمي إلى "مستويات التفسير".
وبالتفكير في محرك الجيت فإن أول ما لدينا هو السبب المادي— المادة الخام التي من خلالها تم صناعة محرك الجيت. ثم السبب الشكلي أو الصوري— المفهوم، الخطة، النظرية وبرنامج العمل الذي تصوّره السير فرانك ويتل والذي عمل عليه. ثم بعدها لدينا السبب الذاتي الفعّال وهو السير فرانك ويتل نفسه الذي قام بالعمل. رابعاً لدينا السبب النهائي— الغرض الأساسي والذي من أجله تمّ تصوّر وصناعة محرك الجيت: لتقوية نوع معين من الطائرات لغرض زيادة السرعة أكثر مما كانت من ذي قبل .
ويمكننا استعمال مثال محرك الجيت لإيضاح إشكال آخر .
العلم, وتبعا للعديد من العلماء فإنه يركز بالضرورة على السبب المادي. إنه يسأل أسئلة "كيف": كيف يعمل محرك الجيت؟ ويسأل أيضاً أسئلة "لماذا" بخصوص الوظيفة: لماذا يوجد هذا الأنبوب هنا؟ ولكنه لا يسأل أسئلة "لماذا" بخصوص الغرض والغاية: لماذا تمّ صناعة محرك الجيت؟ والمهم هنا أن نعرف أن السير فرانك ويتل غير موجود في الحُسبان العلمي.
ويجدر هنا القول بأن لابالاس قال أن الحُسبان العلمي "لا يحتاج لفرضيات"*.
وبشكل واضح ومن جهة أخرى سيكون مدعاة للسخرية أن نستنتج من هذا أن فرانك ويتل لم يكن موجودا. فـ فرانك ويتل هو الإجابة عن سؤال: لماذا وجد محرك الجيت في البداية؟
ولا زال هذا بالضبط ما يفعله العديد من العلماء (وغيرهم) مع الإله. إنهم يعيّنون عن طريق هذه السلسلة من الأسئلة التي يسمح العلم بسؤالها بهذه الطريقة أن الإله مُستبعد منذ البداية ثم بعدها يدّعون أن وجود الإله غير ضروري، أو أنه غير موجود.
إنهم يفشلون من معرفة أن علمهم لا يجيب على أسئلة لماذا يوجد شيء بدلا من لاشيء، لسبب بسيط أن علمهم لا يجيب على هذا السؤال.
ويفشلون أيضاً في رؤية أن افتراضهم ورؤيتهم الإلحادية للعالم هي التي تستبعد الإله وليس العلم.
يتبع ...