***تباشــــير الصبـــــاح***
ما أن يطلّ الفجر بوجهه، وتصعد ملائكة الله إلى السماء بعد حضورها لصلاة الفجر، وتتهيّأ الشمس للصعود في الأفق، ومع الصبح إذا تنفّس، والنسمات الهانئة التي تبعث في القلب الانشراح، يجلس المؤمن مع نفسه جلسةَ ذكرٍ في وقتٍ قال فيه سيّد العالمين صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها))
يجلس يذكر ربّه وللذكر في هذا الوقت حلاوةٌ وأي حلاوة، فالأرزاق في هذه اللحظات تُقسّم، والسعي في الأرض والمشي في مناكبها يبدأ،
والحِراك نحو المعاش تدور عجلته اليوميّة، وستظلّ تدور حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بنهاية الدنيا.
وما أجمل أن يستقبل المرء يومه بحكمة جميلة، وفائدةٍ لطيفة، يتذوّق شهدها في فمه سائر يومه وليلته، ومن نورها يقتبس الحكمة، وما أكثر الحكماء في أمتنا
فلذلك كان هذا الموضوع...رأيتُ أن أضع -وتضعوا- فيه كلّ يومٍ فائدة مختصرة، أو عبارة مأثورة، ليس فيها إكثار قول، ولكن فيها الفائدة والعبرة، وبالله التوفيق...
إضــــــــــــــ 1 ـــــاءة
جَاءَتِ الحَضَارَةُ اللِّيبْرَالِيَّةُ المُعَاصِرَةُ بِإِلْحَادِهَا، وَأُسِّسَتْ فِكْرَتُهَا عَلَى أَنَّ الإِنْسَانَ هُوَ مَرْكَزُ الكَوْنِ، وَعَلَى أَنَّ الجَسَدَ مِلْكٌ لِلإِنْسَانِ
فَبِالأَوْلَى اسْتُبَعِدَ عَالَمُ الغَيْبِ، وَأُقْصِيَتِ الشَّرَائِعُ
وَبِالثَّانِيَةِ فُتِحَ العَبَثُ الجِنْسِيُّ، وَأُلْغِيَتِ الضَّوَابِطُ فِيهِ، فَدُمِّرَتِ الأُسْرَةُ السَّوِيَّةُ، وَحَلَّتْ مَحَلَّهَا الفَرْدِيَّةُ أَوِ الأُسْرَةُ البَدِيلَةُ، كَمَا هُوَ حَالُ المُجْتَمَعِ الغَرْبِيِّ وَمَنْ حَذَا حَذْوَهُ.