حل التعارض الموهوم : بين النقل والنقل ، أو بين النقل والعقل
قال الله جل ثناؤه" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا "
يقول الإمام الكبير ابن خزيمة رحمه الله : (لا أعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين صحيحين متضادين، فمن كان عنده فليأتني لأؤلف بينهما ) بل لا يتأتى أن يتعارض العقل السليم مع النص القويم وفي ذلك يقول إمام المنقول والمعقول ابن تيمية رحمه الله تعالى ,في تحفته الفريدة "درء التعارض" : (لا يجوز أن يتعارض العقل الصريح والسمع الصحيح، وإنما يظن تعارضهما من غلط في مدلولهما أو مدلول أحدهما ... والسمع الصحيح هو القول الصادق من المعصوم الذي لا يجوز أن يكون في خبره كذب لا عمدا ولا خطأ، والمعقول الصحيح هو ما كان ثابتا أو منتفيا في نفس الأمر، لا بحسب إدراك شخص معين، وما كان ثابتا أو منتفيا في نفس الأمر لا يجوز أن يخبر عنه الصادق بنقيض ذلك، بل من شهد الكائنات على ما هي عليه وجدها مطابقة لخبر الصادق، كما قال تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد" فأخبر أنه سيريهم من الآيات العيانية المشهودة لهم ما يبين لهم أن القرآن حق)
وحتى لا تكون سلسلة قد يعرض عارض يحجزني عن إتمامها فأقع في الملامة ,رأيت أن أجعلها مبنية على ورود الإشكال المظنون من الإخوة السائلين
الذين يؤمنون ألا تعارض يقينا لإيمانهم بالله سبحانه ولكن يودون حل التعارض المدعى ,أو من غير المسلمين الذين يزعمون ذلك
سواء كان تعارضا موهوما بين آيتين أوحديثين أو آية وحديث أو حتى بين نقل وعقل ..على أن الجواب سيكون مختصرا للغاية ,ولكن فيه الغنية لمن عنده مسحة عقل أو مسكة فهم أو أثارة من علم وقد انبعثت في هذا عن يقيني بأن الإسلام هو الدين الحق الوحيد ولم أصدر فيه عن ثقة بنفسي ولكن عن حسن ظن تام بالله عز وجل ,والله المستعان وعليه التكلان