وجوه في الآخرة نضرة في فراديس مخضوضرة ..
أعوذ بالله السّميع العليم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشّيطان الرّجيم .. بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا الموضوع أستلهمه من قول الله سبحانه وتعالى في سورة القيامة : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)) .. صدق الله العظيم ..
هذه الحياة مركب كلّ منّا .. ثمّ نأتي الله سبحانه وتعالى فرادى ..
هو اختبار حتّى آخر لحظة .. وهذه نقطة مهمّة .. فلا يقنط المسرف في المعصية من رحمة الله .. ولا يأمن المشمّر للطّاعة مكر الله ..
وكلّ ميسّر لما خلق له بعدل الله المطلق ..
وأحمق من ظنّ أنّ الهداية والضّلالة وتدخّل المشيئة الإلهيّة فيهما هو ظلم ..
فالله يعين على الهداية من يعلم أنّه صادق في طلبها ..
ويمنع الهداية عمّن أعرض عن ربّه ونسي ما قدّمت يداه ..
وعجيب أمر هؤلاء الّذين يريدون أن يحاسبوا الله على أفعاله ..
نسوا أنّ الله ليس كمثله شيء وهو السّميع البصير ..
نسوا أنّ الله جلّ جلاله إله أزليّ لم يزل عليما قادرا حكيما مريدا فاعلا رحيما كاملا مطلقا في صفات كماله وجماله ..
هؤلاء إن لم يتوبوا فإنّهم المحرومون من لذّة النّظر إلى وجه الله ..
أمّا الّذين قدروا الله حقّ قدره وآمنوا برسالة الإسلام الّتي هي رسالة الحقّ المبين .. وماتوا على كلمة لا إله إلّا الله .. فهؤلاء هم المستحقّون برحمة الله وفضله ومنّته أن ينالوا شرف النّظر إلى وجه الله الجميل الجليل .. الّذي يشفي النّظر إليه كلّ عليل .. فيصبح وجه النّاظر إليه وضيئا أشدّ وضاءة من نور القنديل ..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا في الآخرة لذّة النّظر إلى وجهه الكريم في نعيم أبديّ مقيم لا تسبقه سابقة عذاب .. اللّهمّ آمين ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ..
