لنفــرض أن الله فرضيـّـة (Hypothesis)...
لنفرض أن الله فرضية (hypothesis)، حتى في هذه الحالة سوف نجد أنها أفضل وأمثل فرضية ممكنة بالنسبة "لـلخبرة البشرية" بجميع مكوناتها على كافة المستويات. لذلك كان خطاب الله - أي وحيه - صديقاً للخبرة البشرية ومألوفاً لها أو كما يمكن أن يقال في الإنجليزية experience-friendly. سيقول الملحد: لا ننكر أن فرضية الإله فرضية مريحة جداً لكثير من الأمم في القديم والحديث ولكن محل نزاعنا معكم أساساً هو في هذه النقطة فما الذي يمنع أن تكون الخبرة البشرية هي من اخترع فرضية الإله، فالجواب: نحن أصلاً لم نجعل الله فرضية إلا من أجل سؤالكم هذا !
فرضنا أن فرضكم هذا صحيح، فوجدنا أنه ما زال بإمكاننا أن نقول أن فرضية الخالق تبقى أفضل فرضية اخترعتها الخبرة لقطع دابر حيرتها على عدة مستويات، وهذا متسق مع التفكير العلمي إذ ما زال العلماء يهرعون إلى افتراض أفضل البدائل الممكنة وإن لم يكن لها وجود الآن. للملحد أن يقول: نعم ولكن الفرق بيننا وبينكم أننا نعتمد في افتراضنا على معطيات وقرائن حسية حاضرة على الأقل أما أنتم فبناء على ماذا يكون افتراض وجود الخالق معقولاً ومقبولا؟ الجواب: سوف نسلّم لكم جدلاً مشروعية هذا السؤال وإن كان يحتوي ضمناً على مفارقة وننتقل بكم إلى ما يجعل فرضية وجود الخالق أمراً معقولاً ومقبولاً ألا وهو حاجتنا للجواب عن لماذا؟ لماذا هذا الكون وليس غيره؟ لماذا أنا الواعي المُدرِك العاقل بدلاً من غير ذلك؟ لماذا أنا المتسائل المتطلع المتشوف لما وراء الزمان والمكان وليس غير ذلك؟ لماذا أنا الأخلاقي بدلاً من اللآّأخلاقي والإنساني بدلاً من اللاّإنساني؟ فكل هذه الأسئلة لا ننكر أن الملحد قادرٌ على إخراسها بالافتراض الذي يريد ولكن تبقى فرضية الخالق الأفضل على كافة الاعتبارات والمستويات النفسية والوجودية معاً. فإن قال الملحد: سوف أسلّم لك أن فرضية الخالق صحيحة ولكن من وجه آخر هي تهدم وتفسد لأنها سوف تحجز الإنسان عن البحث وتغلق عليه طريق المعرفة. الجواب: هذا اعتراضٌ براجماتي (نفعي) محض وهو اعتراض ينتمي إلى جنس من الاعتراضات أنتم من أشد الناس عداوة له ومخاصمة للقائلين به. أليس احتجاجنا بكون فرضية الخالق أو الإله (God hypothesis) أفضل وأمثل فرضٍ لقطع دابر الحيرة احتجاجٌ براجماتي بامتياز، فلماذا تنقمون منا مالا تنقمون من أنفسكم؟
....إن سنح لي شيء أضفته.