ما قاله محمود سعيد محض سفسطة إذ أن النكارة في كلام أحمد تفيد التضعيف وما قاله بعضهم أنه يعني المفاريد غلط ، وذكر الخلال للحديث في العلل يعني أن الإمام يعله
هذه نقطة
أما النقطة الثانية فالذي يبغض أهل البيت حقاً هو من يسقط آل جعفر وآل عقيل وآل العباس وآل علي عدا أبناء الحسن والحسين وزوجات النبي من مسمى أهل البيت ويحصرهم بأربعة
واتباع أهل البيت يكون باتباع النبي وإلا ما الذي جعل زيداً أولى بالاتباع من اخيه محمد الباقر ومحمد أشهر بالعلم منه
حديث الكساء ليس متواتراً بل روي من عدة طرق فقط
طريق عند مسلم فيه مصعب بن شيبة وقد ضعفه جمع وانتقد على مسلم التخريج له
وطرق عن أم سلمة
وطريق واثلة الذي فيه يقول النبي لواثلة ( أنت من أهل بيتي )
وأما بقية الطرق فهي واهية لا يعتد بها
فحديث ابن عباس مثلاً الذي عول إليه كثيرون
يرويه أبو بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/821) :" يروي عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحاديث - منها حديث طويل في فضل علي أنكرها ( الإمام ) أحمد في رواية الأثرم .
وقيل له : عمرو بن ميمون يروى عن ابن عباس ؟ قال : ما أدري ما أعلمه .
وذكر عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ أن أبا بلج أخطأ في اسم عمرو بن ميمون هذا ، وليس هو بعمرو بن ميمون المشهور ، (و) إنما هو ميمون أبو عبد الله مولى عبد الرحمن بن سمرة ، وهو ضعيف ، وهذا ليس ببعيد . والله أعلم "
أقول : وهذا النص من ابن رجب قاطعٌ لمحل النزاع وفيه فوائد
الأولى : أن الإمام أحمد أنكر روايات أبي بلج الفزاري عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس
وليس الإمام أحمد وحده في هذا الباب ، فسيأتي ذكر موافقة الترمذي وابن حبان وابن عدي له في ذلك
الثاني : ذكر عن عبد الغني بن سعيد المصري أن أبا بلج أخطأ في اسم عمرو بن ميمون الأودي ، وإنما هو ميمون مولى عبد الرحمن بن سمرة
ومما يقوي ذلك ، أن عمرو بن ميمون الأودي لا يعرف بالرواية عن ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص ، إلا من طريق أبي بلج .
ويبعد أن تخفى روايته عن ابن عباس وعبد الله بن عمرو عن عامة أصحابه الثقات ويظهر ذلك لأبي بلج وقد تكلموا في حفظه ولعل ذلك من أسباب استنكار الأئمة لمروياته عن عمرو بن ميمون
والخلاصة أن الحديث غير متواتر بل العديد من طرقه لا تكاد تصح إلا الصحابي وأنا أصححه بلفظ واثلة ولكن دعوى التواتر من تهاويل الشيعة
ولو فرضنا أنه صح من أربعة طرق فليس هذا عدد تواتر عند عامة الشيعة والسنة
وأحاديث رؤية الله يوم القيامة فأصح أسانيد وأكثر وتحقق فيها التواتر ومع ذلك يكفر بها عامة الزيدية والإمامية
ولا أحد يشك في أن فاطمة والحسن والحسين من أهل البيت وورد الأخبار التي تدل على أنهم من اهل البيت بل علية أهل البيت ولا شك لا يعني إخراج غيرهم وأذية أمهات المؤمنين الذين سماهن الله أمهات للمؤمنين بإخراجهن من مسمى أهل البيت وظاهر القرآن يدل على هذا
فالله عز وجل يقول ( إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)
فليس معناه أن الدين القيم محصور في هذا
وما ذكر لفظ ( الأهل ) في القرآن إلا وأريد به النساء
قال تعالى : ( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ)
وهي زوجته
وقال تعالى : ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)
وقال تعالى : ( قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ)
واستثناء المرأة يدل على أنها منهم
وقال البخاري في صحيحه 3369 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
فجعل ذكر الأزواج والذرية بدلاً من ذكر الآل الوارد في الأخبار الأخرى وهذا الحديث صححه الطحاوي
وعلى العموم
وقد أذهب الله رجس الشيطان عن أهل بدر جميعاً جزماً
وقال تعالى : ( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)
فقل بعصمتهم
وقال الله تعالى : ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ) يعني ما آمن به الصحابة
وقال تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان )
بأمر باتباع المهاجرين والأنصار
وإن كنت لا بد معتداً بالتواتر فخذ بهذا الذي رواه عن علي ستة أنفس
قال عبد الله بن أحمد في زوائد المسند حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: " مَنْ خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا ؟ " فَقُلْتُ: أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: " لَا خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَمَا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ "
وقال أيضاً حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، عُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ أَخْبَرْتُكُمْ بِالثَّالِثِ لَفَعَلْتُ
شريك وأبو إسحاق شيعيان
وقال أحمد في المسند 879 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، وعَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، وعَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَخَيْرُهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، عُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ سَمَّيْتُ الثَّالِثَ "
فهؤلاء ثلاثة عبد خبر ووهب السوائي وأبو جحيفة
وقال ابن أبي عاصم في السنة 1204- حَدَّثنا زياد بن يحى بن حسان حدثنا سهل بن حماد حدثنا أبو مسكين حدثني محمد بن الحنفية قال قلت لأبي يا أبة من خير هذه الأمة بعد نبيها فقال أبو بكر قلت فمن خير هذه الأمة بعد أبي بكر قال عُمَر قال فما منعني أن أسأله عن الثالث إلا خشية أن يعدلها عن نفسه
وقال أيضاً 1205- حَدَّثَنَا أبو بكر حَدَّثنا غندر عن شُعْبة عن عَمْرو بن مرة عن عبد الله ابن سلمة عن علي قال ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر
وقال ابن أبي عاصم في السنة 1219- حَدَّثَنَا أبو موسى حَدَّثنا حبان بن هلال حَدَّثنا محمد بن طلحة عَنْ أَبِي عبيد ابن الحكم عن الحكم بن جحل قال قال علي لا يفضلني على أبي بكر وعمر أو لا أجد أحداً يفضلني على أبي بكر وعمر إلا وجلدته جلد حد المفتري
قال الإمام أحمد في فضائل الصحابة [484]:
قثنا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: نا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: ضَرَبَ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ هَذَا الْمِنْبَرَ فَقَالَ:
خَطَبَنَا عَلِيٌّ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَذَكَرَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَذْكُرَهُ.
ثُمَّ قَالَ: أَلَا إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ أُنَاسًا يُفَضِّلُونِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ فِي ذَلِكَ لَعَاقَبْتُ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْعُقُوبَةَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ.
فَمَنْ قَالَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ مُفْتَرٍ، عَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُفْتَرِي.
إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَإِنَّا أَحْدَثْنَا بَعْدَهُمْ أَحْدَاثًا يَقْضِي اللَّهُ فِيهَا مَا أَحَبَّ.
ثُمَّ قَالَ: أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا.
أقول: وقد ضعف إسناده محقق فضائل الصحابة بأبي معشر نجيح, وأبو معشر ليس هو نجيح بل هو زياد بن كليب وهو ثقة
فهذه سبعة طرق عن علي في هذا المعنى وعامتها صحيح
وأضف إليها هذا
قال الترمذي في جامعه 3666- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: ذَكَرَهُ دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ مَا خَلاَ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ، لاَ تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ.
وصاحبك محمود سعيد ممدوح يوثق الحارث الأعور وكذا يوثقه الغماريون فيلزمكم تصحيح هذا الخبر خصوصاً مع وروده من طرق أخرى