ما هو أكثر شيء جعلك تؤمن بالإسلام دينا و تختاره منهج حياة ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
لكل منا ميولات خاصة بحكم ظروف نشأته و تكوينه منذ الصبى و بحكم مشاربه العلمية و الثقافية و التأثيرات الأسرية و الإجتماعية و العالمية التي صبغت شخصيته و طبائعه بصبغة خاصة .. و الإسلام لا يكون بالتأكيد خيار أحدنا لمجرد أنه وراثة عقلية و دينية فُرضت عليه فرضا .. نعم هناك معايشة لعادات و تقاليد أغرقتنا بالفعل في أحاسيس و أذواق تعمق أثرها في نفوسنا مع تكرار التجارب المتعلقة بها .. لكن عصر القراءة و الإطلاع الذي نعيشه منذ فترة طويلة من الزمن، لم يدع لتلك العادات و التقاليد ذلك الأثر الإعتيادي المتعارف عليه فكان الإختيار مرتهنا بمعطيات أوسع كالتدريس و تعدد النظم الثقافية و الإعلام السمعي و البصري .. و البحوث الخاصة.
و نحن عندما ننقب في تجارب السابقين و المحدثين من معتنقي الإسلام لا بد أننا نجد شيئا ما انعكس على قرارهم في اعتناقه و التمسك به فكان ذلك منعطفا تغيرت به حياتهم للأبد.
من أجل ذلك أود طرح هذا التسائل على كل عضو و قارئ :
ما الذي يجعل الإسلام في نظرك دينا عظيما متربعا على عرش عقلك و قلبك محركا على الدوام لأفكارك و سلوكياتك .. ما الذي جعله الخيار الأمثل بالنسبة لك بدل النصرانية و الإلحاد و العلمانية و اللادينية و غير ذلك من الأديان و المذاهب الفكرية ؟
و لتحديد وجهة السؤال أقول :
هل الإسلام بالنسبة لك خيار عاطفي لوجود ميولات روحية سامية لديك .. في هذه الحال ما هو أكثر شيء روحي و أخلاقي استفدته من الإسلام و وجدت له أكبر الأثر في نفسك : ما هي الفكرة التي يتمحور عليها التزامك بهذا الدين العظيم انطلاقا مما عشته و عايشته من تجارب ؟
الإسلام خيار عقلاني ؟؟ إذن كيف ذلك ؟ و انطلاقا من ماذا : الفلسفة ؟ الواقع النفسي أو الاجتماعي أو الدولي ؟ القوانين ؟ خرافية الأديان ؟ ضلال الإلحاد عن القيمة و المنطق ؟ الإسلام كحل لكل مشكلات العالم ؟
أرجو التعبير بصراحة و موضوعية عن السبب الرئيس وراء إسلامك و تدينك بدين الإسلام .. و أرجو المشاركة من جميع الإخوة في هذا الموضوع لأنه يحمل الكثير من البواعث الإيمانية و اليقينية و يهدف إلى تصحيح الرؤية التي تقول بأننا إنما وجدنا آباءنا على أمة و أننا فقط على آثارهم مهتدون !
بالنسبة لي فقد وجدت ضالتي في أخلاق الإسلام الجامعة المانعة بدءا من أخلاقيات التوحيد من محبة لرب العلمين و تعظيم له و إنابة إليه و سكينة و خضوع بذكره و انتهاء بإماطة الأذى عن طريق الناس و مرورا بالحياء و الحياء لا يأتي إلا بخير.