فائدة عظيمة النفع في بحر الرجز:
كثر في نظم الشعراء المحدثين – خاصة أهل المنظومات العلمية - تغيير قافية كل بيت من أبيات الرجز، مع التصريع (أي التطابق بين العروض والضرب).
ثم إن العروض والضرب لهما حالات (الأمثلة التي بين قوسين من ألفية ابن مالك):
- فقد يكونان تامين معا (مستفعلن) (تقرب الأقصى بلفظ موجز *** وتبسط البذل بوعد منجز)
- وقد يكونان كلاهما على وزن: مفتعلن. (ومعرب الأسماء ما قدْ سلما *** من شبه الحرف كأرضٍ وسُمَا)
- وقد يكونان كلاهما على وزن: مفاعلن (قال محمد هو ابن مالك *** أحمد ربي الله خير مالك)
- وقد يكونان كلاهما على وزن: فعلتن (ومثلُ كادَ في الأصحِّ كَرَبا *** وتركُ أنْ معْ ذي الشروعِ وَجَبا)
- وقد يجمع الشطران بين وزنين مختلفين من هذه الأوزان: مستفعلن، مفتعلن، مفاعلن، فعلتن.
(مصليا على النبيِّ المصطفى *** وآله المستكملين الشرَفا) (عروض = مستفعلن؛ ضرب = مفتعلن)
(سواهما الحرف كهل وفي ولم *** فعل مضارع يلي لم كيشمْ) (عروض = مفاعلن، مفتعلن)
... الخ.
- وقد يكونان كلاهما على وزن مستفعلْ (= مفعولن) (وأستعين الله في ألفية *** مقاصد النحو بها محويَّة)
- وقد يكونان كلاهما على وزن متفعلْ (= فعولن) (وتقتضي رضا بغير سخط *** فائقة ألفية ابن معطي)
- وقد يجمع الشطران بين هذين الوزنين: (مستفعلْ و متفعلْ) (وهْو بسبق حائز تفضيلا *** مستوجب ثنائيَ الجميلا)
وأفضل ما تعرف به قواعدهم في ذلك، أن تتمرن على تقطيع المنظومات العلمية المشهود لها بالتقدم في صناعة النظم.
تطبيقات على الرجز:
- أراجيز العجاج وابنه رؤبة. (ولم أجد شيئا منها على الشبكة).
- أرجوزة أبي العتاهية في المواعظ، وهي طويلة، ومنها قوله:
حسبك فيما تبتغيه القوت *** ما أكثر القوتَ لمن يموت
الفقر فيما جاوز الكفافا *** من التقى اللهَ رجا وخافا
هي المقاديرُ فلُمني أو فذر *** إن كنتُ أخطأتُ فما أخطا القَدرْ
..الخ
- المنظومات العلمية، خاصة ألفية ابن مالك، فإنها – فيما أحسبُ - من دُرر النظم.