لا تؤمن .. إلا عن يقين و نظر في الآيات ! (متجدد)
** فعل الإنسان محكوم بنظرته إلى الكون و إلى ماهية وجوده و تفسيره لهذا الوجود سببا و غاية، العجيب أن يثبت علميا و مخبريا أن للكون و الإنسان بداية من شيء لا يُذكر فلا مكان و لا زمان و لا قانون و لو بدئي يحتوي معلومات و مع ذلك ينكر البعض أن يكون وراء هذا الوجود الكوني و الإنساني العاقل مُبدئا بديعا عليما بكل شيء قديرا هو الله تعالى !! فليخبرونا فقط ومع التغييب المطلق لهذا الإيمان ماذا يفعل الإنسان في هذا الكون و على هذه الأرض بالتحديد إن كان وجوده عبثيا مائة بالمائة، بلا مصدر و بلا غاية و كذا الكائنات الأخرى التي يقف على رأسها بما أوتي من علم و إدراك !! لماذا لا يتجه الكون و الإنسان و كل شيء سوي محكم الصنع و كل قانون إلى الفوضى و ينحدر في منحى الفناء و النسيان ؟ أم هذا ما يتمنون فعلا ؟
** إن كنت لا تؤمن بوجود الله فوجودك لا يعني له شيئا .. لأن غبائك الشديد حال بينك و بينه و لأنك لا تتمنى حتى أن يهديك إليه و ينير طريقك. يقول تعالى مخاطبا لك أيها الإنسان لو تعقل : وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ ﴿٢٠﴾ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٢١﴾. فاليقين بالله لا يحتاج تجلّيه لك بذاته العلية و إنما إلى نظر منك بعقلك و قلبك إلى آياته في الآفاق و الأنفس. ( وَكَذلِكَ نُري إِبراهيمَ مَلَكوتَ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَلِيَكونَ مِنَ الموقِنينَ ﴿٧٥﴾ ).
** في ظل هذا التطور العبثي الكبير الذي تؤمنون به في غياب قوة مسيطرة قدّرت كل شيء في سنن ثابتة غاية في الدقة و الإحكام، لماذا لم نرى أبدا جمادات تتحول إلى أحياء بالصدفة، و إنما هي دائما فروع حية عن أصول حية.. كما لم يعثر علمكم التطوري أبدا على أي نوع من الأنواع من هذه الأحياء غير مكتمل أو ينقصه شيء ؟
** كل شيء محسوب بدقة متناهية .. حتى الخلل إنما هو عدم انضباط في الحساب .. فأخبرونا هل الأصل في الموجودات هو الحساب و الضبط أم الخلل.
** الإنسان يولد مع استعدادات جسدية و نفسية فائقة و توازنات كثيرة تحفظ عليه بقاءه و توافقه النفسي إلى درجة الكمال .. و قابلية للنظام و الاعتدال و السواء النفسي و الجسدي، لا للفوضى و التدمير الذاتي .. و لأن الملحد لا يؤمن بوجود ذلك فقد جرّد نفسه من ذلك تلقائيا فهو أحط من بهيمة لها استعداداتها و قابليتها التي تناسبها.