هل الإنسان مفصل على طراز الإلحاد؟
يزعم الملحد أن الإنسان ليس إلا حيوانا متطورا ليس بينه وبين البهائم فرق في الجوهر, ويزعم أن الوعي والحس الأخلاقي لديه مجرد انعكاس لدرجة تطوره.
وأنا أسأله: ما دام الإنسان ابن الطبيعة المدلل, وواسطة عقدها المبجل, فمن أين جاء هذا الحيوان بتلك الحاسة المغروسة في كيانه, بأن ثمة حقا وباطلا, خيرا وشرا, فضيلة ورذيلة؟ كيف تغرس الطبيعة في أنجب أبنائها وأرقى تجلياتها شيئا ليس فيها؟
الطبيعة مادية قاسية منضبطة قوية صارمة, فمن أين جاء ابنها البكر بتلك المفاهيم الميتافيزيقية الحالمة, التي تبدو كأنها من عالم آخر؟
هذا مسمار مدبب ينخر في رأس الإلحاد, لكني يائس أن يفقه الملاحدة العرب مغزى هذا الكلام.