قاب قوسين أو أدنى أن تدنو من كلام أكثر معقولية من التجويزية (أشعرية، قدرية، الهيومية و ميكانيكا الكم) و من السببية (الضرورة، الطبعيانية، الحتمية، الجبرية، الميكانيكية و النسبية) بشرط أن تجمع بين العادة و الغريزة.
السببية عموما باب دخل منه الفلاسفة قديما للالحاد في كثير من صفات الإله كما دخل منه الميكانيكيون للالحاد و دخل منه الدراونة و هذا أمر معروف.
في نفس الوقت وجدنا من دخل من باب الميكانيكية لإثبات ما يسمى السبب الأول إلى جانب الصف الذي دخل من باب الغائية لإثبات المحرك الأول.
قصة معروفة، صحيح؟ في عالم الحجاج و الاستدلال رأينا توظيف السببية في إتجاهين معاكسين وهذا ما يفسر مثلا وجود دراونة لاوهتيين و دراونة الحاديين مقتنعين قناعة معرفية.
تاريخ الالحاد الاوروبي يخبرنا وجود ملاحدة فرحوا بالفيزياء الميكانكية. أنت تعرف أحسن مني هذا.
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...mation_new.gif
لأنهم رأوا فيها ما ينفي أو على الأقل ما لا يبرر التشبت بفكر أرسطو إذن إن هي إلا حتمية تسير عمياء بدون هدف.
و هذا ما يفسر إختلاف متناقض بين الدارونة في فهم حقيقة الطفرة أصدفة عشوائية هي أم ميكانزمية بيئية خاضعة للحتمية الطبعانية.
لو كنت تريد أن تقترب من الأكثر معقولية لقلت عادة و فطرة (الذات) و سلطة (خارج الذات).
فطرة لأن الله خلقك لتسكن هذا العالم، لا لأنها نوع مما قد يسمى حقيقة مطلقة، و داخل هذا العالم تعيش و تجرب أشياء تتحول عندك إلى عادة ذهنية.
هكذا تكون قد جمعت و لكن ما زالت هناك خطوة أخرى يجب أن تخطوها لتصل إلى الصورة كاملة و هذه الخطوة هي السلطة.
السلطة أنك تفعل أشياء و لا تفعل أشياء أخرى لأنك إعتمدت على سلطة خارجة عن ذاتك كالذي يخبرك مثلا أن إطلاق رصاصة في رأسك ستقتلك.
ضرب لك عزيزنا مثلا بالطفل الذي تكزه أو توكزه لا أدرى :sm_smile:
كذبت مقاله بتجربة مع رضيعك و هو نقد مقبول لكن لماذا تغير الأمر بعد بضعة أشهر؟
الجواب في معجزة المخ لأن الرضيع يجرب أيضا أي أن مخه يتفاعل مع محيطه بشكل تلقائي إلا أن هذا المخ مثل جميع أعضاءه تنمو و ما حصده هذا المخ خلال مده زمنية لم يكن فيها يشعر من عادات بدأت تأتي أكلها شيئا فشيئا مع نموه لترتكز في نفسه و هو بعد لم يبني أي بنيوية ذات قيمة معرفية في نفسه.
بمعزل عن هذا الرد، ما قاله الاخ العزيز الشهري كلام لا غبار عليه و ظهور التناقض في كلام هيوم واضح جلي لانه لم يهتدي الى الجمع بين العادة و الفطرة، فكان كلامه يؤدي الى تناقض و تجريبية هيوم من اغرب التجريبيات لان غيره من التجريبيين يؤمنون أن التجربة الطريق الوحيد للمعرفة أما هيوم فيقول بشيء آخر يقول أن المشاهدة هي الطريق الوحيد و هذا أثناء حدوثها فقط أما بعد مرور الحادثة فلا قيمة لما حدث في ميزان المعرفة، و هناك نوع آخر يجمع التجربة بقواعد التفكير المنطقية، و هناك نوع آخر و هم الصوفية لكن تجربتهم خاصة تحدث في الباطن اما تجارب الخارج لا قيمة لها. المهم أنهم كلهم متناقضين بحكم تحديد المفاهيم أو بحكم العمل في الحياة كيف تعيش و تتواصل مع ذاتك و محيطك.