التطور نفسه يهدم الإلحاد...ماذا بقي لكم!
التطور نفسه يهدم الإلحاد...ماذا بقي لك؟
ما أنفك علي الدوام صاحب الفكر المادي يحاول جاهداً رتق بنيان العتقادة الواهن محاولا أقناع نفسه أولاً قبلنا أن ما جناه وركن إلية عقله وقلبه حقيقة لا يعيها ويراها قدراً وكنهاً إلا هو نفسه قبل غيره لفرط ضنه المغلوط بموضوعيته ودهاء ذكائه حيث نسي هذا أن من أعتاد لمس كل نفيس لا يغريه أبداً ما بقي في الكيس من الدرهم الرخيص، ومن الحجج الواهية التي يوجهها بعض أصحاب الرؤية المادية للمؤمن بعد طول تفكير وتدبر وعصر لكل ذره شاردة وواردة هي :
طيب ما هـو البديل العلمي لنظرية التطور ؟
أو
علم الأحياء بدون التطور يصبح غير مفهوم ؟
وكائنه بعد عجزه يريد أن يقول لنا بأنه طالما لا يوجد بديل علمي عن التطور فليس لنا للإيمان من سبيل وهنا نتوجه بالكلام لصاحب الفكر المادي الذي يحاول أن يستخدم مفهوم التطور لنفي الإيمان بالخالق ونقول له :
هل من الممكن لو جاز صدق التطور كما يراه الملحد، بأن يخدش مجرد خدش صدق خبر الإيمان بالله ؟
حسناً وفي محاولة لفحص ما يصر جل الملحدة علي اعتباره جلمود وصخرة عقيدتهم الصلبة في نفي الإيمان وهو مفهوم التطور العفوي نقول نحن المؤمنون لهؤلاء لو جاز علي سبيل الفرض صحة وصدق مفهوم التطور فهذا لا ينفي قطعاً وجوب الإيمان بالخالق بل وعلي العكس تماماً فلعله يثبت الإيمان ويجرد بذلك كل مادي من وهم كان يترائي له ماءاً حتى إذا ما بلغة لم يجده شيئاً وباء بالخسران وأبدي الندم في غير جدوى ،
فهل يعي هؤلاء حقاً أن حقيقة تمسكهم بالتطور ليس له علاقة أنمله بالإلحاد !
يقوم مفهوم تطور الكائنات في النظرية الحديثة علي الطفرات أو الانحرافات الداخلية والخارجية في الأحماض النووية والتي تحدث نتيجة أخطاء في عملية الانقسام أو النسخ بصورة طبيعية أو نتيجة مؤثرات كالمواد الكيميائية أو الإشعاعية أو بسبب الفيروسات، وبمعني أن مسلسل الطفرات هذا هو المسئول عن تنوع الكائنات وهو يحصل في كلا النظريتين القديمة والحديثة بصورة عشوائية وغير محسوبة لا من الكائن ولا من المؤثر ولا من زمان ومكان حصولها،
وبما أن الآلية الدافعة لحصول التطور تبقي عشوائية ، نتساءل بأي وسيلة يمكن لها أن تعمل علي تطوير جهاز يتألف من مجموعة أجزاء ليأتي ضمن كائن يتألف هو الأخر من مجموعة أجهزة تعمل معاً باتساق منسجم مع محيطة البيئي؟
إذ إن ما يدفع للاستهجان والريبة لكل لبيب هو الآلية العشوائية نفسها لتطور الأجهزة الحاملة لتعقيد يستحيل معه استمرار عملها مع غياب أي جزء مكون لها في أي كائن حي وعلي سبيل المثال الجهاز السمعي البصري الدوري الهضمي العصبي الإخراجي....
لو حاولنا الآن أن نُبسط المفهوم بدراسة أحدي الأوساط الفيزيائية علي بيئة الأرض ، الصوت مثلاً والذي هو عبارة عن ذبذبة بدرجه تنتقل بخلخلة جزيئات الهواء حتى تصل لمستقبل لها ولهذا لا يمكن انتقال الصوت بغياب الهواء ولا تحدث كذلك عملية السمع بغيابه وينبغي ليحصل السمع أن توجد ثلاث عناصر :
مصدر .. وسـط .. مستقبل
نعود الآن مرة أخري إلي الآلية العشوائية التي يحصل بها التطور وهي الطفرات ولنفحص عمل هذه الآلية علي جزء بسيط من أحدي الأجهزة في الكائنات الحية وهي الأذن والتي في أساسها عبارة عن مادة مجردة لا تعي قطعا بوجود الصوت ولا مصادرة ولا الكيفية التي ينتقل بها ولا فائدته ورغم هذا فنحن أمام جهاز سمعي يعمل بكيفية معقده لدي الكائن.
مما تتألف الأذن؟
الأذن الخارجية: تتكون من الصيوان والقناة السمعية والطبلة، ومهمتها هي تجميع الأصوات وتضخيمها حوالي 20 مرة عما هي علية وذلك بواسطة غشاء طبلة الأذن، وبعد ذلك توجه الأصوات إلي الأذن الوسطى.
الأذن الوسطي: هي حجرة ممتلئة بالهواء حجمها 1 سنتمتر مربع، تكون خلف طبلة الأذن. تحتوي على عظام الأذن الوسطى، وفيها فتحة قناة أوستاكي التي تفتح أيضا على البلعوم الأنفي. العظم الثالث من عظام الأذن الوسطى هو اصغر عظم في الجسم. هذه العظام مرتبة بحيث أن حركة العظم الأول تنتقل إلى العظام الأخرى ومنها إلى الأذن الداخلية.
الأذن الداخلية: عبارة عن فراغ عظمي حلزوني الشكل وبه أغشية معقدة تسمى المتاهة داخل هذه الأغشية سائل ليمفاوي تقوم الأذن الداخلية بوظيفتين حيويتين حيث يتواجد فيها أغشية تتصل لتشكل العصب السمعي وأغشية حفظ توازن الجسم بما يناسب المحيط الخارجي، وتفرز الأذن سائل دهني من الغدد الشمعية وظيفته حماية الأذن من البكتيريا والفطريات.
كيف تحصل عملية السمع؟
1- تصدر موجات صوتية عن مصدر للصوت.
2- يجمع صيوان الأذن الموجات لتعبر عبر قناة الأذن الخارجية وتصطدم بطبلة الأذن.
3- تهتز طبلة الأذن نتيجة ذبذبة الصوت وتنتقل ذبذباتها إلى عظيمات دقيقة الحجم موجودة بالأذن الوسطى.
4- ترسل تلك العظيمات الذبذبات إلى القوقعة، ، حيث تتحرك الذبذبات في دائرة.
5- تهتز شعيرات دقيقة بالقوقعة فتكون إشارات في العصب السمعي.
6- تنتقل الإشارات عن طريق العصب السمعي إلى مراكز السمع بالفص الصدغي بالمخ، حيث تتم ترجمة الأصوات.
لو عدنا الآن وبنفس الطريقة إلي دراسة مصدر الصوت وكيف يصدر الذبذبة والي الوسط الناقل للصوت لاستحال الأدعاء بأن كل هذا التعقيد الدقيق في جهاز لكائن هو نتاج لتطور عفوي غير محسوب فهذا الكلام لا يتقبله العقل علي الإطلاق ولو نقصت علي سبيل المثال عظيمة واحدة من عظام الأذن الوسطي الثلاث لما تمت عملية السمع ،
حسناً نعود هنا لنقول لمتبني التطور لو جاز فرضاً صحة هذا المفهوم فكيف يمكن تفسير ظهور جهاز كالأذن معقد ويقوم بوظيفة معقدة نتيجة تراكمات صغيرة جداً ، أني لأذن غير مكتملة أن تقوم بوظيفتها ؟ وما هي فائدة أذن غير كاملة وغير مفيدة لكائن حي؟
قد يأتي من يقول بأن الطفرات أنتجت أجهزة معيبة وسليمة فاختفت المعيبة بالانتخاب وبقيت السليمة نقول لهذا بأن هذا الكلام غير صحيح ، لغياب الدليل العلمي الملموس علية ناهيك عن تقويضه للمنطق العقلي المجرد.
ختاماً فأن التطور نفسه كفكرة لو جاز صدقها لمجموعة مراحل تقود إلي ظهور جهاز معقد لا يمكن أطلاقاً تفسيرها بالآليات العشوائية ويبقي وجود من صمم وأنتج هذا التعقيد هو التفسير الوحيد والسليم له، وهنا نقول لكل مخدوع بالإلحاد ولكل من يبحث عن ذريعة جديدة ، ماذا بقي لك بعد التطور ؟
مواضيع ذات صلة :
تحياتي
