أركان الإيمان في الملة الإلحادية
سمعت من ملاحدة الفيسبوك ما يضحك الثكلى من العجائب, ومن الترّهات ما جعلني أكتب خلاصة ما تبين لديّ من عقائد القوم:
الإلحاد رد فعل سلبي عدمي عاطفي خرافي غير عقلاني على الإيمان بالخالق, لكنه هو أيضا إيمان له أصول وأركان ألخصها تبصرة وذكرى للمليحد الغلبان وللاديني الكسلان وللاأدري التيهان:
الركن الأول الشهادتان:
------------
يكفر الملحد بالله لكنه يشهد أن: لا إله والكون مادة, والمادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم, فالعالم المادي إله الملحد شاء أم أبى, والملحد يشهد
على نفسه بأنه على عقيدة وحدة الوجود, فالخالق عنده والمخلوق شيء واحد: المادة. ويخلع الملحد على "المادة" صفات الألوهية, فهي أزلية حكيمة خلاقة.
الركن الثاني:
------
يكفر الملحد بالملائكة لكنه يؤمن بالكائنات العلوية الفضائية الخضراء, وهي بشعة المنظر منتفخة البطون, عظيمة الرؤوس, شديدة الذكاء, ومن علامة ذلك في زعم القسيس دونكي أنها زرعت في خلاياه شريط الدي إن إي. على كل حال, هي عقيدة إلحادية غيبية غبية, لا دليل عليها إلا في عالم الأنيمي والخيال العلمي.
الركن الثالث:
-------
يكفر الملحد بالكتب السماوية, ويتشدق بأن الدين اختراع بشري, ثم يؤمن بكتب دينه المادي وأعظمها لديه كتاب "أصل الأنواع" لدارون, وهو يؤمن به إيمانا شديدا رغم أن العلم الحديث قد فنده تفنيدا, لكن الإلحاد إيمان غبي أعمى.
الركن الرابع:
------
يكفر الملحد بالأنبياء والرسل, لكنه يؤمن بمبشري الإلحاد ويخلع عليهم أوصاف التبجيل والتوقير والعصمة, فلا يكاد يمر عليه يوم دون أن يذكر دوكينز وهارس وهيتشنز.
الركن الخامس:
--------
يكفر الملحد بالآخرة, لكنه يؤمن بعوالم أخرى لا يراها ولا يدركها ولا دليل عليها, فهو يؤمن بها لأن مبشري الإلحاد العباقرة افترضوها بعدما ألجأتهم حقائق العلم الحديث إلى ركن ضيق, وتكاثرت عليهم أدلة الدقة والتصميم في الكون, فهربوا إلى خرافة الأكوان المتوازية.
الركن السادس:
--------
يكفر الملحد بالقدر ويؤمن بخضوعه لحتمية مادية قاهرة, فهو مجرد آلة داروينية مبرمجة, لهذا فهو ينكر حريته, ويصفها في أحسن الأحوال بأنها وهم نشأ في الدماغ نتيجة للتطور الدارويني.
هل فهمت عقيدتك الآن أيها المليحد الغافل؟ هل حققت أركان الإيمان في ملتك الإلحادية, أم أنك ملحد نص نص؟
هل تؤمن بالمادة ومخلوقاتها الفضائية وكتبها ومبشريها وبعوالمها الأخرى المتوازية وبالجبرية المادية؟
إذن فأنت ملحد جَلْد, وقلبك أقسى من الحجر الصَّلْد, والحمد لله الذي كرمنا بالإسلام وعافانا مما ترديت فيه من خرافة وجهل وضلال.