اقتباس:
لماذا هذه القبائل دليل على اصل الاديان؟ لانها ظلت منعزلة لسنوات عن التطور الانساني و تغير الافكار.
لو كانت العزلة هي سبب ظهور الأديان لكان زوالها -أي العزلة - سبب لزوال الأديان, و هذا يكذبه الواقع.
اقتباس:
تطور الاديان لا يختلف عن التطور الانساني. فكلما تغيرت ظروف الحياة لاسباب اجتماعية او بيئية معينة تختلف او تتأقلم معتقداته. لشخص لا يمتلك اي ايمان مسبق العملية تصبح اكثر سهولة.
الإنسان عند يأسه أو خوفه يلجأ بالفطرة إلى خالقه و لو كان ذلك اللجوء نتاج عن تجارب إنسانية لتغيرت فطرته منذ فجر ظهوره على الأرض لأنه لم يرى خالقه عياناً قط كما يرى قبيلته التي تحميه, ويعجز الملحد عن تفسير كيف أن هذا الإنسان "المتطور" في نظره من مادة - كيف يلجأ إلى غيب ليحميه أو ليرزقه ؟ فإن قيل تعلمه من غيره أسأله عن من علمه إلى أن نصل إلى أول من لجأ بفطرته إلى الله.. ربما يقول نتيجة التطور؟ لا يؤمن بهذا القول إلا من سفه نفسه: مادة تطورت إلى حياة ثم لجأت إلى غيب! جسد الإنسان مهما كان متطوراً فهو مجموعة من ذرات وأن تعقدت تركيبتها فستبقى متأثرة بما حولها و فاعلة فيه ولا يمكنها أن تخرج عن هذا الإطار, أي لا يمكنها أن تدرك او تخزن "شفرة إيمانية" متعلق بغيب.. فإذا كان ذلك ممتنع عن أي مجموعة من الذرات في الكون فبالأحرى أن يكون ممتنعاً عن الإنسان كجسد, لكن الواقع يخالف ذلك و هذا يعني ان لجوء الإنسان إلى خالقه لا يمكنه أن يكون نتيجة تفاعلات مادية او تطور, و ل حتى نتيجة تعلم لان السؤال يبقى مطروحاً حول المعلم الأول.
و دائماً رداً على قولهم أن المعتقدات تتغير مع تغير ظروف الإنسان, هذا قول في تعميم نتيجة تعامي عن الواقع, فالتأقلم مع طبيعة مكة وظروف سكانها و مصالحهم مثلاً يشع تعدد الآلهة وعبادة الأصنام. ولن تجد تفسيراً دنيوياً لظهور الإسلام وإتباع الناس له بعد ان ضحوا بمصالحهم وظروفهم الحياتية و بعاداتهم الاجتماعية. إذاً الدين الصحيح هو المتحكم في العادات و ليس العكس. فتأقلمت أمة محمد (ص) مع سنته في كل صغيرة و كبيرة في حياتها.
اقتباس:
كيف تفسر التشابه بين الاديان؟ لانها ببساطة تنتشر عبر التناقل, مع هذا هي مختلفة.
هنا يناقض نفسه مع قوله الأول حيث تساءل لماذا بعض القبائل هي أصل الأديان؟ فأجاب لأنها ظلت منعزلة عن التطور الإنساني و تغير الأفكار. فكيف تشابهت الأديان التي لم تتناقل بين القبائل المعزولة عن بعضها و التي يدعي الملحد ان سبب عزلتها هي التي أدت الى ظهور الأديان؟
اقتباس:
المزيج بين الاديان هو طبيعة التفاعل البشري. في السابق كانت مسألة ليست ذات اهمية لان الشخص لم يهمه الاعتقاد, اليوم هي استيراتيجية. النمط السائد هو ان القبائل الاقوى تفرض معتقداتها على الاضعف.
نفس التناقض هنا أيضاً. إذا كانت الأديان تكتسب أهميتها من خلال تصارع المصالح بين المجموعات السكانية فكيف تقول أن القبائل المنعزلة دليل على أصل الأديان؟ بالأحرى أن يفقد الدين أهميته متى غاب الحافز الذي يقويه. هل الدين يترسخ بسبب غياب تعدد الأفكار؟ كما قلت في الأول أم انه يترسخ بسبب محاولة قبيلة إلغاء فكرة الآخر كما تقول الآن؟؟
اقتباس:
هذا صحيح بالسابق, و كما تلاحظ صحيح حتى بالتاريخ المسيحي و الاسلامي, ان لم تكن معادلة كونية على الاديان برمتها. الاسلام جاء عند تحول القبائل العربية البدائية.. الى امة واحدة.. تحت دين واحد..
في فجر الإسلام لم تكن هناك أية محاولة للتوحد بأي حال لكن المدلس يحاول تصوير الوضع وكأن العرب سعت الى الوحدة فقررت إنشاء دين مخالف لعاداتها و عباداتها. ونسي الملحد انه قال (النمط السائد هو ان القبائل الاقوى تفرض معتقداتها على الاضعف.) فالطبيعي انهم يدافعون عن ديانة آبائهم لا أن يختاروا ديناً يسفه مقدساتهم و يهدم تجارتهم.
اقتباس:
هذه القبائل البدائية ليس لديها مفهوم على الاطلاق لما هو الاله, و لا تتخذ موقف معين منه فهو لا يهمها. هذه القبائل لا يمكنها العد اكثر من الواحد, حتى تقوم بحسابات منطقية قادرة بأن تأتي بانظمة اخلاقية و معتقداتية كالتي ياتي بها الدين. الدين لا يمكن ان يكون نتاج العقل البدائي. لذا القبائل البدائية لا دينية و ستظل لا دينية.
مرة أخرى ناقض الملحد نفسه. الآن يقول أن القبائل البدائية لا يمكن أن يظهر فيها الدين وفي أول سطر من مقالته ادعى أن عزلة القبائل دليل على ظهور الدين ! وهذا خير دليل ان الباطل لجلج لا يستقر على قول.
اقتباس:
لاوضح صورة الانسان البدائي, احدى القبائل الاسترالية القديمة لم تكن لها حتى لغة. كل التواصل كان عبر الاشارة.
من يدعي ذلك يدعي أيضاً أنها قبيلة انقرضت لعدم استعمالها لأية لغة. فهل وجدوا حفريات ألسنتهم تدل على ذلك أم أنها فرضية لا دليل علمي عليها ؟ ولنتخيل صورة كاريكاتورية لزعيم القبيلة في بلد الثعابين و العقارب يرى خطراً متجهاً نحو ابنه و الأب ينتظر إلتفات إبنه حتى يخاطبه بالإشارة! و يتمادى الملحد في السخرية من عقله فيقول أنها أي القبيلة وجدت صعوبة في التواصل ليلاً. إذا كان الطفل الصغير يخترع من عنده أسماء لأشياء لا يحتاجها حقيقة فكيف بقبيلة حياتها متوقفة على تبادل المعلومات في ظروف يستحيل فيها التخاطب بالإشارة.
ثانياً حتى إذا افترضنا جدلاً أنهم يتخاطبون فـقـط بالإشارة, فهذا لا يمنع أن يكون لهم اعتقاد, لان حتى الأصم و الأبكم و الذي لا يعرف القراءة و لا الكتابة يفهم العقيدة. هنا نرى الملحد منفصم تماماً عن الواقع و كأنه لم يرى طفلاً - أصم و أبكم - يتعلم في المدرسة كل العلوم و ليس فقط تعلم جملة مفادها الله هو خالقنا.
اقتباس:
هذا هو النوع الذي يجب ان تتوقعه عند الحديث عن ادم,ادم لم يكن عيسى او بوذا او سقراط. هذا عقله, هذه حياته, هذه بيئته.
إذا كنت تؤمن بآدم فعليك أن تؤمن أن الله علم آدم الأسماء كلها. و إذا كنت تؤمن أن جدك الأكبر هو من الفقريات البحرية و التي تطورت من مادة, فعليك أن تعلم أن المادة لا يمكنها أن تعتقد فهي فقط جزيئات تتأثر فيما حولها.
اقتباس:
كيف لا تعرف هذه القبائل اسماء الاشياء و ادم علم ابنائه طبيعيا هذه الاسماء؟
ربما جدك ال50 من منغوليا , فهل تعلم أنت من لغتهم شيئاً؟
اقتباس:
هل اللغة حتى هي طبيعة بشرية, عزيزي انت مقاد للتفكير, ليس بالضرورة, هؤلاء لم يشعوروا بالحاجة الى لغة في التواصل.
تذكر دائما ان الانسان لا يعلم مسبقا و حياته هي نتيجة تجاربه. لو لم تشعر بالحاجة الى الكلام فلن تتكلم ببساطة.
وما هي حاجة الرضيع إلى الكلام؟ يكفيه البكاء ومع ذلك نراه يحاول التعبير بإصدار أصوات و يخترع مصطلحاته الشخصية قبل ان يتعلم الكلمات الصحيحة من غيره. وإذا كان أصماً يستمر في اختراع كلام خاص به ..
اقتباس:
لو رؤوا هؤلاء كيف اللغة هي احدى مسببات البقاء الانساني, ربما لجاءوا هم بلغتهم الخاصة و كانوا موجودين اليوم معنا.
هذا القول يذكرني بالنصارى, كل من توفاه الله من أعلام المسلمين يقولون عنه تنصر, و الآن انت تقول ان تلك القبيلة لم تكن لها لغة, أين الدليل؟ تقول للأسف ماتوا..
اقتباس:
صدق من قال الحاجة هي ام الاختراع., بدونها لن نخترع اي شيء نحن الاخرين ايضا.
إذاً كيف تقول أنهم لم يخترعوا لغة رغم أنهم بحاجة إلى التخاطب ليلاً؟ أجمل شيء في الملحد انه يقول إدعاء و يهدمه بعد سطرين !
اقتباس:
علاوة, هذه القبائل لم تشمل الطبقية الموجودة في القبائل العليا و التي عندها نرى صورة اقرب الى الدين و الالهه. الطبقية لها دور كبير في ظهور الاديان و الالهه.
ومرة أخرى يناقض الملحد نفسه لأنه قال أن القبائل المنعزلة و البدائية دليل على ظهور الأديان,
وقال أيضاً أن الطبقية لم تكن موجودة في القبائل البدائية لأنها لا تفرق بين أرواح أفرادها.
و الآن يقول الطبقية لها دور كبير في ظهور الأديان, قمة التيه و التناقض, علاوة على مغالطة لان الدين الصحيح يحارب الطبقية.
اقتباس:
هذه القبائل مع هذا لديها فكرة عن الارواح, و لكنها ليس هذا الشيء بدون لون او طعم او رائحه و اخف من الهواء, و هي بالتأكيد ليست الفكر الحديث الذي يفسرها بالتقاعلات البيو-كيميائية داخل الجسم,
كيف اعتقدتْ تفاعلاتك البيوكيميائية بالإلحاد؟ أصغر جزيء في تلك التفاعلات لا يتخيل و لا يعلم ولا أخلاق له , بل فقط يتأثر و يؤثر بما حوله من جزيئات. فهل التفاعلات البيوكيميائية تندم وتستغفر؟ الندم ظاهرة تكفي لهدم الإلحاد لان القوانين عموماً و والقوانية الكيميائية خصوصاً لا تندم.
اقتباس:
اعطها اي اسم لا تستطيع قراءته, هؤلاء اطلقوا الروح لما يمكنهم مشاهدته و لكن ذاكرتهم و ذكائهم لا يساعدهم علي تفسيرها من ناحية منطقية.
وهل تستطيع تفسير الندم من الناحية المادية؟ قانون مادي يندم؟
اقتباس:
كيف نسي الانسان ماهية الروح؟ هل هي من امر الله فعلا؟
طبعاً هذا الإقتباس جاء بعد كلام فارغ تخيل الملحد فيه أن الإنسان طور فكرة الروح من ظله.
ثم إدعى بعد ذلك ان القبائل البدائية لا تحتاج إلى دين لأنها لم تكن تفرق بين الأرواح. (تناقض مع ما سبق)
ثم شطح بخياله وادعى أن القبائل عندما تطورت بعض الشيء بدأت التفريق بين الارواح. وكيف تم ذلك ؟ يقول بسبب تفوق البعض في تحصيل الطعام في القبائل الأكثر تطوراًَ. وهكذا إفترض من عند هواه ان القبائل البدائية أفرادها كانوا متساوون في القدرة على تحصيل القوت! خيال وسفسطة توجتا بقوله (و ما ينطبق على الجسد ينطبق على الروح او الظل)
ثم سفسط قائلاً ان القبيلة بدأت تحاول فهم الطبيعة بعد الاستقرار و الزراعة! مرة أخرى افترض من عند هواه أن الصيد لا يحتم على الإنسان فهم الطبيعة. وهكذا يسلب الملحد بانتقائية غير علمية ما يحلو له من مرحلة معينة حتى يوهم القارئ بخيالاته.
اقتباس:
كيف هي الحياة بدون اديان؟ ليست بهذا السوء. الانسان ليس بحاجة ابدا الى كود اخلاقي ديني. و حدث بعد ذلك هو خير مثال على ذلك.
وما حاجتك للأخلاق واختياراتك في نظرك مجرد نتيجة لتفاعلات كيميائية. وتبقى الأسئلة المحرجة لكل ملحد: من وضع ذلك الكود الأخلاقي؟ إذا كانت التفاعلات البيوكيميائية هي من وضعته, فلماذا تعترض عليها؟ طبعاً هذا هراء إذا أعتقد شخص أن هناك قانون كيميائي يقول لك لا تسرق لا تكذب ! وإذا قال لك "كود بيولوجي" لا تنساق وراء كود آخر "بيولوجي أيضاً" يدفعك إلى الزنا ! بعبارة أخرى من يدعي ان الأخلاق مصدرها قانون مادي يجعل نفسه محط سخرية. فالمادة لا تخطئ أخلاقياً لأنها خاضعة لقانون لا يندم و لا يخجل و لا يستغفر.
وإذا كان مصدر ذلك الكود الأخلاقي غير بيولوجي و لا كيميائي , فقل لنا من وضعه؟ و قل لنا كيف أدركه جسدك المادي ..