أنا أتفق معك في هذا أخ طارق بارك الله فيك وزادك علماً .. ماشاء الله ..
ماذا كانت علوم زمانه التي يديندن حولها القمني أخزاه الله هو والشيخ الأحمر وأمثالهم ؟
علو م السحر والكهانة والاتصال بالجن .. هذه هي علوم زمانه صلى الله عليه وآله وسلم ..
وأما أن يقول أيامها رجل أمي / قارئ . لا يهم كثيراً : أن هذه الجبال أوتاد ( علم الجيولوجيا ) وهذه مواقع النجوم لا النجوم ذاتها ( علم الفلك ) ومن صعد عالياً في الغلاف الجوي يختنق ويضيق صدره ( علم الفيزياء ) .. وأن أنثى العنكبوت هي تصنع البيت لا الذكر ( علم الحشرات ) .. وأن الأنعام أنزلت إلى الأرض إنزالاً وتم خلقها فجأة ( أنزل لكم ولم يقل أخرج لكم به من الثمرات والأنعام بل قال من الثمرات فقط وأما الأنعام فمنزلة .. أي خلق مباشر بلا تطور ( علم البيولوجي ) ونسف نظرية داروين .. ما هذا !!
يا جماعة إن من يعرف قدر قرآنه وحجمه وثِقَلَه في عصر ثورة المعلومات هذا لا يلجأ إلى كهف أمية الرسول ويلوذ به على الاطلاق .. هاتوا لي واحد يطعن في القرآن بزعم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ وأنا أمسح به الأرض مسحاً ثم أنشره على أقرب حبل غسيل !
أنا عن نفسي أعتقد بيني وبين نفسي وأدين لله تعالى بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان كاتباً وقارئاً حتى قبل البعثة , ولا يمكن أن أفضل أنا سيدنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم في أي جانب مهما كان هذا فيه مصلحة للدعوة الإسلامية .. وأي دليل يقال في أميته دليل ظني مرجوح فالنبي ( الأمي ) لها تفسيران أحدهما نسبة إلى أم القرى كغيره من الأميين .. وقوله تعالى ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ) الكتاب هنا ليس المراد به الجنس وإنما المراد به كتاب سماوي نزل قبله , فالنبي الكريم لم يكن يقرأ صحف التي نزلت قبله لا عن عجز عن القراءة وإنما لعدم حاجته إليها ولو كان محتاجاً إليها لجاء بمن يقرؤها له ولكن شيئاً من هذا لم يحدث , وحتى على التسليم بتفسير الكتاب بأنها للجنس فقد قيد ذلك بـ ( من قبله ) .. ولا حاجة للإصرار على الرجم بالغيب واليقين بأنه ما عرف القراءة والكتابة بعده لأن هذا لا دليل عليه ولا يمكن اثباته مطلقاً بأي وجه من الوجوه ..
جزاك الله خيراً أخي عياض ..اقتباس:
كلا...فرق كبير بين قول هؤلاء الذين ذكرهم الأستاذ طارق منينة و افصح عن مقاصدهم ببراعة..فقول الحداثيين انه لم يكن اميا قبل نزول الكتاب و هذا بطلانه معروف بالتواتر يعرف بالضرورة من النقل عن العرب و لهذا لم يقل به احد من العلماء و لو قال به مسلم لكفر لتكذيبه لصريح القرآن..اما قول الشعبي وعون بن عبد الله و يونس بن ميسرة ان صح عنهم و ابي الوليد الباجي و ابي ذر الهروي في جماعة من أئمتنا المالكية و مال اليه القاضي عياض فانما هو ان النبي صلى الله عليه وسلم تعلم القراءة و الكتابة بعد نزول الوحي بمدد كثيرة حتى لم يمت الا و قد تعلمها لأنه بحسب حجتهم الاسلام جعل تعلمهما من الفضيلة و لا يجدر بالنبي صلى الله عليه و سلم ان يقصر عنها..و هي حجة و ان كان فيها نظر الا ان مناطها من النقل ليس كالقول الأول لا ختلاف المقتضى من معرفة الناس جميعا بحال رجل..و هذا يشترك فيه العام و الخاص..اما تحوله عن هذا الحال بالتغلم في آخر حياته فقد يخفى على بعض الناس و بالتالي منطقي ان لا ياتي متواترا بخلاف الأول الذي يستحيل عقلا ان لا يأتي متواترا مع كونه في دائرة الضوء و الناس تعرف من احواله ما دون هذا و فوق ذلك القرآن يتحداهم به ثم لا ينقل متواترا كما نقل ما هو اقل شأنا من هذا؟؟؟
وهناك فعلاً بعض العلماء قال أنه صلى الله عليه وآله قد تعلم القراءة والكتابة بعد نزول الوحي تبعاً لبعض الروايات , ولكن القاضي أبو الوليد الباجي قال أن كتابته يوم الحديبية كانت على وجه الإعجاز وخرق العادة , وقد عورض في هذا ..
لكن نحن لنا سؤال : هل من عقائدنا ضرورة أمية الأنبياء ؟ لا ..
وقد يقال أن معجزاتهم لم تكن كتاباً .. نعم هذا صحيح ..
ولكن يقال مثله : ان معجزة القرآن لا تتوقف على الأمية ! لأمرين :
1- لأن الأمي يمكن أن يقرأ عليه شخص ما يريد سماعه .
2- لأن القرآن قعر بحره عميق ولا يقف عند تعجيز العرب بلاغياً !
هل وصف النبي بهذا الوصف هو طوق النجاة , حتى مع هذين الأمرين ؟ كلا ! ويبقى هذا الوصف ليس إلا مجرد انتقاص للنبي الأكرم ليس إلا مع عدم الحاجة الملجئة إليه ..
الأقرب والأسلم أن يعتقد المسلم مروره صلى الله عليه وآله وسلم بكل الأحوال الإنسانية , وتقلبه في كل المتغيرات المتاحة ليؤدي عبودية كل مقام من تلك المقامات .. فمن فقر إلى غنى , ومن بدر إلى أحد , ومن سياسة الزوجة إلى سياسة الدولة , ومن الأمية إلى القراءة والكتابة .. بل إن تقلبه صلى الله عليه وآله وسلم كان في كمالات لا في النقائص , ولذلك فالأقرب هو اثبات الكمال له صلى الله عليه وآله وسلم .. وإلا فلو كان أمياً وانتشر هذا بين الناس فكيف يعقل أن يقولوا ( أساطير الأولين اكتتبها ) ؟!
الأمر ليس قطعياً .. وتصديق النبي صلى الله عليه وسلم ببعثته برسالة بحجم القرآن لا يتوقف على هذه الجزئية , فمن كذبه لن يساعده معرفته بأميته الآن .. هذا كان زمان .. وأما من صدقه وعرف أبعاد رسالته في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ومطابقة العلم الحديث حذو القذة بالقذة : فسواء أمي / قارئ .. هذا لا مدخل له في الأمر أصلاً ..