الملحد مشرك أعظم شركا من غيره ..
بسم الله الرحمن الرحيم
البعض يفرق بين الملحد والمشرك زاعما أن الملحد ينفي وجود الله عز وجل أصلا أما المشرك فهو يثبت وجود الله لكنه يعبد غيره ..
وهذا الاستدلال خطأ..
فأولا .. بالنسبة للمشرك .. هو قد يثبت وجود الله لكن ليس الله في الحقيقة !
فالمشرك قد يثبت وجود الله .. ولكنه يجهل صفاته عز وجل ولا يعرف ما يليق به عز وجل وما لا يليق .. ويعبد غير الله ويصفه بصفات لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى وحده .. وذلك لأن المشرك لا مصادر لديه للعلم بالحق إلا وحي الله عز وجل الذي يكذب به ..
واختلاف الصفات يستلزم اختلاف الموصوف عند ذلك المشرك .. لأنه لا يمكن أن نفرق بين الصفة والموصوف إلا في الذهن .. أما في الحقيقة فلا توجد أي ذات دون صفاتها ..
وبالتالي فالمشرك في الحقيقة يثبت وجود شيئ مختلف ليس هو الله لاختلاف الصفات .. وحقيقة شركه هي أنه يعبد ويصف غير الله سبحانه وتعالى بصفات لا تكون إلا لله وحده ويصف الله بما لا يليق بذاته المقدسة ..
وثانيا .. بالنسبة للملحد .. هو لا يثبت وجود الله عز وجل في الحقيقة وهو في هذا لا يختلف عن المشرك كما سبق ..
لكن إذا كان المشرك في الحقيقة يثبت وجود شيئ مختلف - ليس هو الله عز وجل لاختلاف الصفات - ليس له صفات الكمال ولا يعبد أو يعبد معه غيره .. فهل الملحد ليس كذلك أي أنه لا يثبت وجود شيئ مختلف عن الله عز وجل ؟!
لا طبعا !
فالملحد أيضا يقول بهذا الشيئ المختلف وهو الطبيعة نفسها أو المادة أو أي شيئ آخر يعتبره كأصل للوجود غير الله .. وقد يصفه الملحد بصفات لا تليق إلا بالله كالأزلية وغيرها فيدعي مثلا أن المادة أزلية ..
الفرق الوحيد بين الملحد والمشرك هو أن الشيئ المختلف الذي يثبته الملحد أسوأ من الشيئ المختلف الذي يثبه المشرك من حيث الصفات وكمالها .. كما أن الملحد يعبد نفسه وهواه .. فيلزم من ذلك أن الملحد مشرك أعظم شركا من غيره ..