كلما ارتفع سقف الحرية، كلما زادت " القمامة" في الشارع!!
كثير من المطالبين بالتحرر عندما تحاوره تفهم جيداً أنه ينادي بالحرية المطلقة الغير منضبطة. ويتصور أن هذه الحرية هي الحرية الموجودة في الغرب. فهو لما راى الغرب ومنجزه الحضاري والثقافي. اعتقد أنَّ هذا المنجز إنما جاء نتيجة لحالة انفلات عام من القيم والدين والاخلاق.
أصحاب مثل هذا التصور هم أغلب المنادين بالحرية.. هذا النوع يعتقد أنّ الحرية هي مفتاح السعادة والخلاص.. عندما نتحرر كلنا من الأدب والدين والمسؤولية الاجتماعية لنصبح "قلال أدب" متبجحين لا أدب لا دين ماديين رخيصين. سنعيش الحلم الأمريكي أو في المدينة الفاضلة أو مملكة الحرية.
هذا التصور البليد لمفهوم الحرية هو ناشئ عن هوى النفس نحو الراحة والغرائز.. وهو نتيجة ربط "غبي" بين المنجز الحضاري الغربي ونمط الحرية الغربية.
فحقيقة المجتمعات الغربية أنها لا تعيش حالة "مطلقة" من الحرية.. فالغرب والمجتمع الغربي قيد القانون والنظام فيه أشد من قيد القانون والنظام في المجتمعات الاسلامية. ومن عاش في أوروبا أو في أمريكا الشمالية. يعلم ذلك جيداً.
الغريب أنَّ دولة مثل أمريكا تعرف كيف تستغل هذا الربط المعرفي الساذج لتحقيق مصالحها وتحقيق دعاية قوية لها.. فقد شاعت مؤخراً مصطلحات مثل مصطلح الفوضى الخلاقة أو الصدفة الخلاقة فانساق العموم خلف هذا السراب حتى أصبحنا دول تملؤ شوارعها القمامة.
ومن باب قول الحقيقة وانصافا للحق. يشيع بين بعض اوساط المتدينين ردة فعل سلبية من المنجز الحضاري والثقافي الغربي وذلك لأنه وقع في ذات الفخ وربط المنجز الحضاري والثقافي الغربي بالحرية الغربية.
فكره عامة الناس الدين حيث أن الدين يشكل حاجز وعائق في وجه تحقيق حلم الحرية المطلقة.. وكرهوا بعض المتدينين لانهم يحولون بينهم وبين هذا المنجز. فاختلط الحابل بالنابل.
ودمتم في صحة وعافية.
