المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noor
كان ذلك فى عصر الملك فؤاد والملك فاروق كان عصر الأصلاح فقد كان نظام الحكم ديموقراطى
فيه نشأت الأحزاب السياسية مثل حزب الوفد وغيره مثل الأحرار ومثل حزب مصر الفتاة وهو حزب مصطفى كامل ومحمد فريد وكان أعضاء البرلمان يحصلون على لقب "بك" مثل لقب "سينتور" فى أمريكا و"لورد"فى بريطانيا
وكان يمر الشخص بعده إختبارات ليحصل على اللقب منها الوطنيه والأخلاق ولابد أن يظهر له نشاط بناء وأعمال فاضلة عندئذ يحصل على اللقب كما كان لقب "باشا" معناه أنه إنتقل الى مرحله الصفوة وله من الأعمال الكبرى
وكان الحكم الديموقراطى يتبادل السلطة عندما يصدر أخطاء فيطاح بالحكومه ويحل محلها المعارضه
تحت سلطة الإحتلال الإنجليزى وانتشار المدارس الأجنبية الإنجليزية والفرنسية بمصر نجح المحتل فى خطوات شديدة الأهمية والأثر منها :
1) الغزو الفكرى لعقول أعداد كبيرة من المتعلمين فى مدارس الغرب داخل مصر
2) إرسال بعض من ضمن المحتل ولاءه للفكر الغربى فى بعثات إلى أوروبا
3) استكمال غسيل المخ لبعض أعضاء البعثات التعليمية إلى أوروبا وعرض النموذج الغربى عليهم هناك بصورة مبهرة لضمان انتماءهم إلى هذا الفكر المتعارض مع المنهج الإسلامى
4) إبعاد الدين عن الأمور السياسية والمجتمعية فى بناء فكر المتعلمين الجدد للفكر الغربى لعدم مناقشة الفكر الإسلامى والفكر الغربى فى مقارنة تجمع بين الفكرين حتى لا يرتد بعض هؤلاء إلى الفكر الإسلامى عند المقارنة
5) اختيار العناصر الشديدة التحمس للفكر الغربى وإعدادها لقيادة المجتمع المصرى واستبعاد المنتمين للمنهجالإسلامى فى سياسة أمور الدولة
6) تسليم هؤلاء المتغربون أمور السياسة والتعليم والصحة والإقتصاد وكافة مجالات النشاط الحياتى تدريجيا حتى تم صبغ المجتمع بالصبغة الغربية أى تغريب المجتمع المصرى من خلال تطوير التعليم حتى الجامعة فى مختلف التخصصات بعيدا عن الفكر الدينى
7) خلال كل ذلك تم تهميش التعليم الدينى وتهميش القيادات الدينية وتكليف المنتمين إلى التغريب بالهجوم على أصحاب الفكر الإسلامى والتقليل التدريجى لأثر التعليم الدينى فى قيادة المجتمع
واستخدمت الإذاعة والمسرح والسينما والصحف وبنك مصر وكوادره فى الجانب الإقتصادى فى تغريب المجتمع المصرى
تحت سيطرة سياسية منتمية للنموذج الغربى لسياسة المجتمعات
8) النموذج الديموقراطى من النماذج الغربية النشأة المتعارضة مع الشورى كبديل إسلامى
وسمح للمصريين من خلال العناصر المنتمية للفكر الغربى بتكريس النظام الديموقراطى وساعد فى نجاح ذلك
أ - الحاجة للحد من سلطات النظام الملكى المتعارض مع منهج الشورى فى الإسلام فكان استبدال نظام مخالف للشرع بنظام آخر مخالف للشرع أمر فيه سهولة لم ينتبه إليها المسلمون فى ذلك الوقت
ب) تهميش التعليم الدينى وحصول المتعلمين تعليما غربيا على معظم المراكز القيادية فى كافة المجالات وأهمها الإعلام والسياسة
ج) غزو التعليم الغربى للأزهر فخرج منه من أطلقوا على أنفسهم المجددين وأهل التنوير أمام إهمال متعمد مسبق لفترة طويلة للتعليم الدينى الذى أصابه الجمود
9) هكذا بدأ الغزو الفكرى يا أخى نور فى مجال سياسة المجتمع المصرى والمجتمعات الإسلامية التى كانت محتلة بدون استثناء فى هذه الفترة وفى كافة مجالات الحياة وليس فى السياسة فقط
10 ) كان السماح بقيام نظام ديموقراطى جيد شكلا لضمان نجاح التجربة الديموقراطية ولفترة محدودة حتى لا يرفض المجتمع المسلم فكرة الديموقراطية وسادت من خلالها ممارسات البوليس السياسى الذى يسيطر عليه كوادر تعلمت تعليما غربيا
11) كما أوضح الأخ الخراشى أعلاه لم يكن حزب الوفد منتميا للفكر الدينى الإسلامى ولم يكن ذلك ضمن سياسته أو أهدافه
فقد استثمر سعد زغلول ورفاقه حاجة المجتمع للتخلص من الإستعمار الإنجليزى فى تكوين انتماء شعبى لهم تم من خلاله تكريس النظام الديموقراطى الغربى
12) كان حزب الوفد فى معظم مواقفه حربا على أى فرصة لقيام الإسلاميين بدور فى قيادة المجتمع ومن أهم العلامات على دوره المعارض لقيام الإسلاميين بدور دعوة هذا الحزب منذ نشأته وإلى اليوم بإسمه الجديد وتبنيه لفكرة أنه لا دين فى السياسة وضربه المتكرر لجماعة الإخوان المسلمين التى وصلت لاغتيال زعيمها حسن البنا
13) تبنى الديموقراطيين دائما مقولة لا دين فى السياسة وكانوا دائما حربا على محاولات تدخل المتدينين فى سياسة المجتمع
14 ) تبنت ثورة 23 يوليوا الفكر الديموقراطى فى ظاهره وكانت ديكتاتورية فى جوهر سياستها للمجتمع كما كانت منذ بدايتها مقاومة للتدخل الدينى فى سياسة المجتمع
وكان لهذا أثره فى الأصلاح وضمان مراقبه السلطة وضمان نزاهة العمل
كل فكر يسعى للإصلاح من منطلقاته العقائدية والمجتمعات تتطور دائما وفق ضوابط سياستها الداخلية وإلا فقدت مصداقيتها أمام شعوبها
ولكن هل الديموقراطية نظام إسلامى
الجواب لا
فالبديل الإسلامى هو الشورى
والشورى فى الإسلام تكون شورى للصفوة من العلماء وليست شورى للعامة
وواقع الممارسات الديموقراطية فى بلادنا فإنها شورى للصفوة وهى ما يطلق عليها الحرس القديم وليست شورى للعامة ولكنها صفوة من أثرت عليهم عمليات تغريب المجتمعات المسلمة
ويتم التدخل الأوتوقراطى لحماية هذه النظم على حساب الفكرة الديموقراطية كلما دعت الحاجة وتستخدم قوانين للطوارىء ويستخدم القمع عند كل احتياج فى مقبلة أى مد إسلامى
لأنه معرض للأنتقاد من المعارضين فى هذه الفترة كان الرأى للوطنيين ويسمع صوت الحق ويوجه اللوم لكل مخطىء
وخلال هذا العهد أنشأت الجامعات المصريه
إبتدءها الملك فؤاد فكان إسمها جامعه فؤاد الأول ثم اتبعها الملك فاروق بجامعه فاروق وجلب أساتذه عالميين للتدريس فتخرج أجيال من العلماء المصريين العالميين فى كل المجالات
أخبرتك كيف نشأ التعليم الغربى فى مصر وغيرها من بلاد المسلمين
وكانت البلاد فى أوج الحضارة والمعرفه فكانت الأماكن للمنتديات من شعر وأدب وقد ظهر أمير الشعراء أحمد شوقى وحافظ إبراهيم كما ظهر فطاحل الأدب توفيق الحكيم وطه حسين
أين تعلم طه حسين وتوفيق الحكيم ؟ فى فرنسا أليس كذلك ؟
هؤلاء برعوا فى الأدب والفنون ولكن إلى أى مدرسة ينتمون ؟
مدرسة سياسة المجتمع بالشورى أو بالديموقراطية
وظهر فطاحل الصحفيين مصطفى أمين وعلى أمين وغيرهم
أيضا تعرفهم من انتماءاتهم الفكرية
وظهر قمة رواد الفنون وقمة الأقتصاديين طلعت حرب وغيره
هل أنشأ طلعت حرب بنكا يتفق وتجنب الربا ؟
وقمة التأليف والترجمة وكانت المدن عامرة
وكل شىء فى وضعه السليم من النظافه والمتاجر عامرة
لماذا قامت ثورة 23 يوليوا وفق أهدافها الستة المعلنة ؟
هل كان ذلك بسبب وجود مجتمع صالح أو للقضاء على الفساد
ماذا تعرف عن حريق القاهرة ؟
وماذا تعرف عن ضياع فلسطين فى هذه الفترة والأسباب المؤدية إليه
والغنى يساعد الفقير
أليست هذه طبيعة المجتمع المسلم
وكان الأقتصاد المصرى فى منتهى القوة فقيمه الجنيه المصري أعلى من قيمه الجنيه الأنجليزى الذهب ومصر تدين بريطانيا
كان الإقتصاد المصرى قويا فلم يكن قد تم استنزافه بحروب متكررة بعد قيام إسرائيل
ثم حدثت حرب فلسطين فطلب الملك فاروق من عزام باشا تكوين الجامعه العربيه لتجميع العرب وبعد المعارك كان الأنجليز يحتلون مصر فمنعوا الذخيرة عن الجيش المصرى
واضطر الملك الى اللجوء الى أيطاليا للحصول على إمداد للذخيرة الأيطاليه وكانت مقاساتها بالمليمتر والتى لم تتفق مع السلاح البريطانىه والتى مقاساتها بالبوصة ونشأ مشاكل بسبب هذا الأختلاف
هل علمت كيف دعم الغربيون قيام إسرائيل وهل هناك قائد مسئول ينفق أموال بلاده فى حالة حرب فى سراء ذخيرة دون تجربتها أو سلاح يكتشف أنه فاسد عند استعماله دون تجربته أو التأكد من مطابقته للمواصفات
فطلب الملك فاروق من النحاس باشا إنشاء مصانع حربيه مصريه وأنشأ المهندس مصطفى نصرت حوالى 40 مصنعا حربيا مصريا لصناعه الأسلحة والذخائر
حدث ذلك متأخرا عن وقت الحاجة إليه
وصناعه الطائرات الحربيه وصناعه الصواريخ
أليست هذه واسعة بعض الشيء
وقبل أن نرى أنتاج هذه المصانع حدثت الثورة فاطاحت بالنظام وبعدها حولت المصانع الحربيه الى الأنتاج المدنى
بعد الثورة كانت هناك محاولات جادة للإنتاج الحربى ولتصنيع الطائرات بالتعاون مع الهند وتصنيع الصواريخ بالتعاون مع بعض العلماء الألمان ولدخول بعض أبواب عصر الذرة
وأجهضت هذه المحاولات بتنسيق غربى يهودى
وليس لنا أن ننكر محاولة جادة فى أمر طيب
وقيدت الحريات ومنعوا الأحزاب والغوا الألقاب وعملوا الحزب الواحد والغوا الديموقراطية وكمموا الأفواه
وأصبح كل شىء هزيلا لاعلماء ولا رجال أقوياء يتنافسون بأحزاب معارضه بل نظام الفرد الديكتاتورى
أتفق معك حول هذه السلبيات ولكننى أرجع الأمور إلى أسبابها الأصلية من خلال رؤية شخصية للتاريخ على أرض الواقع
فإذا عرف المرض أمكن التفكير فى العلاج