ماذا بعد مجزرة كفر عويد ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا بعد مجزرة كفر عويد ؟
أكثر من مائة وخمسين شهيدا حصدهم النظام في أحد الوديان التي لجأوا إليها فراراً بأرواحهم، مائة وخمسون مدنياً أعزلاً، رووا بدمائهم تراب الوطن وتجندلوا تحت سمائه وعلى ثراه، يشهدون على نظام فاجر سفاح تجاوز في فاشيته كل الفاشيات في العالم القديم والمعاصر، مع فارق وحيد هو أن نظامنا اليوم يقتل ويذبح تحت مرأى العالم وسمعه فما من قطرة دم تسفك إلا ويصل خبرها لكل البشر في هذه المعمورة خلال لحظات .
اليوم النظام يحضر لمجزرة أخرى في باب عمرو وفي غيرها من أحياء حمص الأبية، ويحشد أربعة آلاف عسكري حولها ومئات الدبابات والمدرعات، فهل ننتظر حتى نبدأ العويل والندب مرة أخرى؟ هل سنقف متفرجين مرة أخرى على شبابنا ونسائنا وأطفالنا يذبحون بسكين الجزار على مرأى ومسمع من العالم كله ؟ّ!
يبدو أن النظام عقد صفقات مع نبيل العربي، ومع الإدارة الأمريكية وإسرائيل وذلك بتصعيد عمليات القتل والإبادة لإرهاب الشعب السوري وحسم المعركة لصالحه حتى يتوقف الضغط الدولي عليه، وبذلك يتحقق لأمريكا هدفان : إبقاء الجبهة الوطنية السورية ضعيفة متهالكة وعلى حافة حرب طائفية شاملة، إضعاف النظام وحمله على فك ارتباطه بإيران وتقديم كل التنازلات المطلوبة لإسرائيل والغرب، والنظام لن يبخل في ذلك الآن وعنده الاستعداد لتقديم كل ما يريده الغرب مقابل الصمت عن سياسته القمعية والإجرامية بحق الشعب السوري.
لذلك لم يبق لدينا تعويل على تدويل القضية السورية، لأن قضيتنا أصبحت خاضعة لمساومات شديدة التعقيد بين الدول المختلفة أوربا وأمريكا وروسيا وأتباعهم، لم يبق لنا إلا أن نعتمد بعد الله عز وجل على أنفسنا، وجيشنا الحر وما نستطيع تحصيله من دعم تركي وعربي له .