84- أما لكم في أهل نينوى من عبرة!!
أيقنوا عذاب الله الذي لا راد له سواه.. فانطلقت النساء والرجال والأطفال .. وفارقت الوالدة رضيعها تضرعا قبل أن تفارقه خزيا وعذابا .. وسالت الأعين بالدموع رجاء ورهبة .. قبل أن تسيل بالدم دون نفع حسرة وندما.. ما توقف الدعاء .. وما انهزمت النفوس فاحتاجت إلى ترفيه ببعض الأغنيات والسكيتشات والضحكات .. ما خطب النساء على الرجال .. ولا كبّر الشباب على هتاف الشابات ....ولا حول ولا قوة إلا بالله
فكانت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. وكان رد القضاء!!
فلا يغرنكم نصحي أن فيه تشبيه لكم بقوم كافرين .. لا وحاشا لله إنما التشبيه لكم بعد غسلهم من الذنوب واستجابة المولى لهم رافعا عنهم تحقق ما أتى به النذير..
نريدكم مبتهلين داعين ساجدين .. فهذا جهادكم بحق فدعوا عنكم دعوات الترفيه..
يا أهل مصر أراد الله لكم عزا ورفعة بين الناس فأدوا جهادكم الحق ولا تسلية لكم إلا بعد أن يرفع عنكم هذا الضيم..
فمن كان له ذنب فهذا أجل التوبة..
ومن كان له خطيئة فقد حان لنحل الأمة قطف ثمار العفو..
لا تخلطوا جهادكم باللغو ..إن كنتم لا تقنعون بأنصاف الحلول والإحتكام إلى خرابيط الغرب..
ولا يقولن أحدكم ليس هذا أوان مثل هذا النصح .. فقد بزغ فجر الميز بين الخبيث والطيب بما يقطع غشاوة أعتى الكافرين .. فخلصوا أنفسكم من العوالق قبل أن تعلق بكم في حبال الباطل..
""يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ""