أبدأ بالإجابة على حديث أدم و أعيد ما قلته لك على الفايسبوك
آدم لم يحتج بالقضاء والقدر على الذنب، وهو كان أعلم بربه وذنبه؛ وآحاد بنيه من المؤمنين لا يحتج بالقدر، فإنه باطل، وموسى عليه السلام كان أعلم بأبيه وبذنبه من أن يلومه على ذنب قد تاب منه، وتاب الله عليه، واجتباه، وهداه، وإنما وقع اللوم على المصيبة التي أخرجت أولاده من الجنة، فاحتج آدم بالقدر على المصيبة لا على الخطيئة؛ فإن القدر يحتج به عند المصائب لا عند المعايب
أما سؤالك عن فائدة العقاب فقد نقلت لك شيئا من كتاب خواطر حول الإلحاد و أعيده هنا
أما فائدة الثواب و العقاب فإن ثبت عندك أن الإنسان مخير فالحكمة من الثواب و العقاب إقامة العدل فليس من العدل في شيئ أن يجازى المحسن و المسيئ نفس الجزاء فالثواب للمحسن و العقاب للمسيئ من مظاهر الحكمة من خلق النار حفظ العباد و صلاح حالهم؟ خلق النار دليل على الرحمة ! وقد قال سفيان بن عيينة ( أن الله عز وجل خلقها رحمة يخوف بها عباده ) ولعل ساخراً سيسخر بهذا الكلام غير أن كثيراً من البشر لا ينتهون عن الشر إلا بوجود عقوبات شديدة وصارمة ولهذا القوانين الحديثة لا تخلو من العقوبات فإن قيل : لماذا لا يكون هذا العقاب تهديداً فقط ولماذا لا يكون مؤقتاً ؟ فيقال : الإله لا يكذب والكذب لا يناسب الألوهية وإذا كذب في العقاب كان يمكن أن يكذب في الثواب أيضاً ، وأما كونه مؤقتاً فهذا لا يفي بغرض الترهيب لبعض النفوس الطاغية ولهذا اليهود لما قالوا ( لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات ) كانت سمتهم الغدر والخيانة وغيرها من الصفات السيئة من كتاب خواطر حول الإلحاد
مع ملاحظة أن الإسلام أيضا أتى بتشريعات للقصاص من الظلمة (الحدود) و هذا من كمال الإسلام
بالنسبة لسؤالك الأول فقد أجبتك بقاعدة منطقية أن العلم لا يعني أبدا الجبر على الإختيار و علم الله المطلق بما فعلناه و ما نفعله و ما سنفعله لا يلزم منه إطلاقا أن نكون مسيرين بما ينفي عنا حرية الإختيار الموجبة للحساب إطلاقا مع التأكيد على أننا سنحاسب فقط على ما إخترناه بكامل حريتنا و إلا فحتى الكفر تحت الإكراه مع إطمئنان القلب بالإيمان قد أجازه الله لنا
راجع الرابط
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=35959
ثم إحتجاجك بأننا يظهر لنا أننا مخيرين و لكن في الحقيقة نحن مسيرين بدعوى أن هناك عدة أسباب و متغيرات تتدخل في إختياراتنا مردود عليك و كمثال بسيط أبو لهب فقد رأى من المعجزات و أتقن العربية بما يمكنه من فهم الوحي و لكنه إختار لنفسه الكفر مصرا و هو يعلم و بيير فوجل أو يوسف أستس كمثال أوروبيين ينطقون العرربية بصعوبة عاشوا في بيئة لا يعلم مقدار صعوبة الإيمان فيها إلا من عاينها عن قرب و هم ما شاء الله من الدعاة حتى أن بيير فوجل مثلا قد أتقن العربية بعد إسلامه و له محاضرات بالعربية موجودة على اليوتيوب لمن أراد و لا أدري بالنسبة ليوسف أستس
بالنسبة للسؤال الرابع نعم من العدل إن ثبت أن الإنسان قد إختار بكامل حريته و هو ما تم إثباته
ثم الرجاء مراجعة ردي الأول نقلا عن الأخ أبو الفداء