العقل .. بين الكهنوت الدينى وكهنة الالحاد الداروينى
العقل .. بين الكهنوت الدينى وكهنة الالحاد الداروينى
القاضى والقانون والمتحاكمين .. مثلث لا يمكن الاستغناء عن اى ضلع فيه لحل اى قضية فلن تحل القضية بوجود القانون والمتحاكين فقط او بوجود القاضى والمتحاكمين فقط فعلى اى اساس سيحكم القاضى ان لم يكن هناك قانون ؟ اليس من الواجب وجود قانون او مرجع يستند اليه هذا القاضى ليحكم بين المتحاكمين فى قضية ما ؟ وكذلك يكون الحل لجميع القضايا وخصوصا قضية الحياة والاختلاف فيها بين الناس واضح فانت كقاضى على اى اساس ستحكم فى تلك القضية المصيرية بالذات ؟
ان جوهر وجودنا فى تلك الحياة هو الاختيار بل ان حياتنا –معظمها- اختيار ولكننا لن ندرك ذلك الا بادراكنا وجود قضية وقاضى واساس يحكم به القاضى فى القضية فلابد هنا من وجود اساس وهذا الاساس بالطبع هو العقل لان مناط الاختيار يقع حتما بالعقل وعلى العقل فالعقل له اساسياته... ضرورياته ومستحيلاته وممكناته وتلك الاساسيات توجد فينا جميعا –نحن العقلاء -بلا استثناء ... ولان الحياة هى حياة الفرد ولان الاختيار هو اختيار الفرد ولان العقل ايضا هو عقل الفرد وموجود فى كل فرد عاقل فمن غير المنطقى ان يستخدم الانسان عقل غيره ويتبعه كالاعمى لانه حينما يفعل ذلك فسيكون بين امرين اما انه بلا عقل او مجنون واما انه يغيب عقله بارادته وعذره فى الاولى مقبول اما الثانية فلا عذر له ووقتها هو اقل وادنى من المجنون فكونك ايها المسلم الموحد بالله امنت بالله عقلا واتبعت دينه المكون من منهج واضح فهذا يستلزم منك اتباع المنهج بحذافيره ...فقط المنهج... ليس الاشخاص المنتسبين للمنهج لذاتهم فانك ان اتبعتهم لذاتهم دون استلزام ارجاع ارائهم الى المنهج الذي امنت به مسبقا فانت فى حقيقة الامر لست مؤمن بالمنهج ولكنك مؤمن بشخص ما وساعتها انت لا تعبد الله باتباع منهجه بل انك تعبد ذلك الشخص باتباع رايه وهواه .. فحبل الدين واضح واستمساكك بالدين يكون باستمساكك بهذا الحبل مباشرتا لا ان تتعلق ذليلا بقدم شخص اخر مستمسك بهذا الحبل فاذا جائت الفتن – وما اكثرها – وانت على هذا الوضع فان هوي مع الساقطين هويت معه وهنا تتضح حقيقتك ايها المدعى العبادة لله ويظهر للجميع بانك لا تعبد الله بل تعبد غير الله ولهذا جائتك الفتن واصبحت هنا فى درجة ادنى من المجنون الغير مكلف لعدم وجود عقل لديه اما انت فغيبت عقلك بارادتك واستحببت العمى على الهدي وهنا حق عليك القول بانك ادنى من الانعام ...وانت ايها الملحد ان ادعيت انك (لا تتبع الا العلم ) فانك كاذب لان مقولة (لا اتبع غير العلم ) هى فى حقيقة الامر براقة ولها جاذبية ولكنها فى حقيقتها اذا نظرنا لها بامعان سنجدها مفرغة وواهية وكسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء فالرصد العلمى المادى- المجمع عليه-هو فى حقيقة الامر اعمى واصم ويلزمه تفسيرا عقليا لكى يتضح لك ما وراء هذا الرصد وهكذا يكون ...( لكل رصد علمى يوجد تفسيرا عقلى فلسفى بحت ) فاذا رصدنا رصدا علميا يتاتى هنا دور العقل فى استبعاد التفسير والتاويل الاحمق والوصول الى النتيجة الاخيرة وهى ...
<<<<<<< (تفسير عقلى (سليم) للرصد العلمى (السليم) ) >>>>>
فاذا كان لدينا احتمالين عقليين لرصد علمى ما واتضح لدينا عقلا من ذي قبل ان جميع الفلسفات الالحادية ...اللاأدرية منها واللادينية هى من احمق الفلسفات على وجه الارض وجاء شخصا ما منتسب الى العلم وقال لك ان هذا الرصد العلمى لا يمكن ان يفسر الا بكذا وكذا وهو فى حقيقة الامر يحتمل عدة تاويلات فلسفية وانت اتبعت رايه وتاويله اللاهوتى والميتافيزيقى للرصد الفيزيقى فانت فى حقيقة الامر كاذب لا تتبع العلم كما تدعى ولكنك تتبع راى هذا الشخص وحججه الفلسفية والميتافيزيقية واتضح ان مقولتك البراقة (انا اتبع العلم ) هى مجرد عبائة تتستر ورائها من كابوس العقل الذي سيلاحقك دوما ويلاحق هؤلاء الذين تتبعهم باسم العلم فمن المفارقات الغريبة انه جاء احد هؤلاء العلماء يقول فى مقدمة لكتاب له (ان الفلسفة قد ماتت ) تلميحا له لانتهاء دور العقل فى القضية وعندما تقرا كتابه تجده كتاب فلسفى ميتافيزيقى مفسر ومأول لحقائق ورصد علمى يحتمل العديد من التاويلات وهو اختار احمق التاويلات التى تؤدي الى الالحاد !!!
ونحن اليوم بصدد كتاب عن العلم واصل الانسان كتبه ثلاثة من العلماء غير الاكادميين فحسب بل انهم ممارسين للتجربة العلمية ومتخصصين فى البيولوجيا وهم ..
1- آن غوجر:
مختصة في البيولوجيا الجزيئية والنمائية وذات خبرة بحثية من معهد ماساشوستس للتقنية MIT وجامعة واشنطن وجامعة هارفارد.
2- دوغلاس إكس:
مختص بالبيولوجيا الجزيئية وحائز على منصب العالم الباحث من جامعة كامبريدج ومركز كامبريدج الاستشاري للأبحاث الطبية ومؤسسة بابراهام في كامبريدج.
3- كيسي لوسكن:
يحمل إجازة في علوم الأرض من جامعة كاليفورنيا بسان دييغو وأجرى العديد من الأبحاث الجيولوجية في مؤسسة سكريبس لعلوم المحيطات.
لكل من هؤلاء الثلاثة منشورات محكمة في المجلات العلمية. كلهم يمارس العلم التجريبي وليس العلم النظري فقط. وكلهم يعتقد أن نظرية داروين غير ملائمة لتفسير أصل الإنسان وتفرده والشاهد هنا فى هذا الكتاب والظاهر فيه جليا وواضحا ان الرصد العلمى فى حيز نظرية اصل الانسان يحتمل عدة تفسيرات فلسفية ولكن كثير من المنظرين للقضية اخذوا التفسير الالحادي الاحمق وتركوا التفسيرات الفلسفية المنطقية الاخري فاتضح ان الداروينية هى مجرد فلسفة ليس الا تشبه فى اساسها الفلسفة الماركسية لتفسير الكون فالداروينية تعتمد فى اساسها على الانتخاب الطبيعى والعشوائية والماركسية تعتمد على الديالكتيك وملحدو اليوم لا يجيدون الا التقليد الاعمى ..فانت ايها الملحد الان اتبعت عقل غيرك وفلسفته واتضح ان ايمانك اعمى وليس لديك عليه اى دليل .
فى الاخير ..
ايها المسلم ...اذا كنت تتبع المنهج فانت على الحق وهنا انت عبد لله واذا كنت تتبع الاشخاص المنتسبين للدين لذاتهم لا للدين فاذا حللوا لك الحرام او حرموا لك الحلال اتبعتهم فلا فرق بينك وبين الملحد الذي يتستر من عقله وراء عبائة العلم ويتبع التاويلات الفلسفية الغير منطقية والغير عقلية لبعض العلماء وترك التفسير العقلى السليم فكلاكما كاذب وتنطبق عليكم تلك الاية شديدة الوقع فى النفس..
( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ( 166 ) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ( 167 ) )
لتحميل كتاب العلم واصل الانسان مترجم للغة العربية بواسطة مجموعة الترجمة العلمية من الرابط التالى
http://depositfiles.com/files/0u0pp269e
لتحميل الكتاب الاصلى باللغة الانجليزية ..
http://depositfiles.com/files/wtp5856yf
