المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرصة الأخيرة
وشكرا لك أيضا.
لكن ألا ترى معي أن من لم يدرس القرآن دراسة صحيحة فهو عاجز عن فهمه فهما صحيحا؟
فمثلا (قنبل) إمام مشهور في القرآآت.. وطريقته معروفة ومشهورة.. فكيف تريد أن تفهم القرآن وتستدل منه كباحث .. وليس كعامي.. وأنت لا تعرف كيف ومتى وأين ومن نقله؟ وما هي طرق نقله؟ إلخ؟
العامي يقلد وكفى... فإن كنت من العامة فأنا أقول لك: السنة وحي من الله عز وجل كالقرآن تماما.. فهيا قلدني وكفاك هذا.
أما إن كنت من الباحثين الجادين.. فكان عليك أن تتعلم أصول الكلام في القرآن الكريم قبل أن تجتهد في البحث فيه أو في السنة النبوية المبينة والمفسرة للقرآن الكريم.
حقيقة أنا آسى حينما يأتي بعض الناس ويناقش ويحاور بغير أرضية علمية.. ثم يضيع وقته وأوقاتنا ووقت القارئ في حوار لا فائدة منه لعدم وجود الحد الأدنى من الأرضية العلمية.
ولذا فسأنتظر منك أن تشرح لي هذه الإشكالية.. كيف تخوضون في مثل هذه الدراسات والأبحاث المهمة في الشريعة بغير علم أو تأهيل أو بغير دراسات مسبقة لعلوم الشريعة وخاصة علوم القرآن الكريم؟ وطرق نقله؟ وكيفية فهمه؟ وأسرار ترتيبه وتدوينه؟ إلى آخر هذه العلوم الجوهرية في الإسلام؟
وإلى أن تشرح لي هذا الأمر سأدعك مع نصين وجدتهما الآن في شرح حديث: (بلغوا عني ولو آية) .. سأضعهما هنا فقط لا للنقاش ولا غيره الآن.. ولكن لأحتفظ بهما في هذا المكان الآن.
النص الأول: من فتح الباري شرح صحيح البخاري للإمام ابن حجر العسقلاني:
قَوْله : ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة ) قَالَ الْمُعَافَيّ النَّهْرَوَانِيّ فِي " كِتَاب الْجَلِيس " لَهُ : الْآيَة فِي اللُّغَة تُطْلَق عَلَى ثَلَاثَة مَعَانٍ : الْعَلَامَة الْفَاصِلَة , وَالْأُعْجُوبَة الْحَاصِلَة , وَالْبَلِيَّة النَّازِلَة . فَمِنْ الْأَوَّل قَوْله تَعَالَى : ( آيَتك أَلَّا تُكَلِّم النَّاس ثَلَاثَة أَيَّام إِلَّا رَمْزًا ) وَمِنْ الثَّانِي ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة ) وَمِنْ الثَّالِث جَعَلَ الْأَمِير فُلَانًا الْيَوْم آيَة . وَيُجْمَع بَيْن هَذِهِ الْمَعَانِي الثَّلَاثَة أَنَّهُ قِيلَ لَهَا آيَة لِدَلَالَتِهَا وَفَصْلهَا وَإِبَانَتهَا . وَقَالَ فِي الْحَدِيث " وَلَوْ آيَة " أَيْ وَاحِدَة لِيُسَارِع كُلّ سَامِع إِلَى تَبْلِيغ مَا وَقَعَ لَهُ مِنْ الْآي وَلَوْ قَلَّ لِيَتَّصِل بِذَلِكَ نَقْل جَمِيع مَا جَاءَ بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ا ه كَلَامه .
النص الثاني: من تحفة الأحوذي بشرح الترمذي للمباركفوري:
( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ) أَيْ وَلَوْ كَانَ الْمُبَلَّغُ آيَةً قَالَ فِي اللُّمَعَاتِ : الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ آيَةُ الْقُرْآنِ أَيْ وَلَوْ كَانَتْ آيَةً قَصِيرَةً مِنْ الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ مُبَلَّغٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ الْجَائِي بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيُفْهَمُ مِنْهُ تَبْلِيغُ الْحَدِيثِ بِالطَّرِيقِ الْأَوْلَى فَإِنَّ الْقُرْآنَ مَعَ اِنْتِشَارِهِ وَكَثْرَةِ حَمَلَتِهِ وَتَكَفُّلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِحِفْظِهِ لَمَا أَمَرَنَا بِتَبْلِيغِهِ . فَالْحَدِيثُ أَوْلَى اِنْتَهَى . وَالْآيَةُ مَا وُزِّعَتْ السُّورَةُ عَلَيْهَا . وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْآيَةِ هُنَا الْكَلَامُ الْمُفِيدُ نَحْوَ مَنْ صَمَتَ نَجَا . وَالدِّينُ النَّصِيحَةُ . أَيْ بَلِّغُوا عَنِّي أَحَادِيثِي لَوْ كَانَتْ قَلِيلَةً . وَقِيلَ الْمُرَادُ مِنْ الْآيَةِ الْحُكْمُ الْمُوحِي إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَعَمُّ مِنْ الْمَتْلُوَّةِ وَغَيْرِهَا بِحُكْمِ عُمُومِ الْوَحْيِ الْجَلِيِّ وَالْخَفِيِّ قُلْت الظَّاهِرُ هُوَ الْأَوَّلُ
ومعذرة لقطع مشاركة أخي الحبيب أبي مارية والأخوة الأحباب