المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمضان مطاوع
الرحمة المطلقة تقتضي باقي صفات الكمال الإلهي والتي اشتقت منها الأسماء الحسنى .. وجميع صفاته سبحانه كمال إلهي فمثلا .. هو يُذل ليُعز - ويقبض ليبسط - ويخفض ليرفع - وينتقم ليعدل - ويؤخر ليقدم - ويمنع ليعطي - ويضر لينفع - ويُعذب ليقوم - وهكذا لا تعارض بين أي صفة من صفات الكمال الإلهي وبين صفة الرحمة التي وسعت كل شيء بل جميع الصفات تكمل بعضها بعضا هذا هو الكمال المطلق
إذا كان في القانون عقوبة معينة تتناسب مع جريمة معينة مثل عقوبة السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة لمن ارتكب جرم يناسب العقوبة المذكورة , فالعدل في هذه الحالة يقتضي تنفيذ العقوبة , أما إذا رأى القاضي أن يحكم على المجرم بأقل من العقوبة المقررة أو إذا تم العفو عنه نظرا لظروف خاصة يراها القاضي تُبرر تخفيض العقوبة أو إلغائها فهذا لا يتعارض مع العدل ولكنه يسمى رحمة لأن الاعتبارات التي اقتضت تخفيض العقوبة أو إلغائها أكبر وأعظم وأهم من تنفيذ العقوبة وبالتالي فالحكمة تقتضي تنفيذ الأولى والأهم من المهم وهذه الحكمة لا تتعارض مع العدل بل تتفق معه والجميع يصب في الرحمة .
والقاضي العادل يحكم بالعقوبة وأيضا يحكم بالبراءة - إذا فكرنا بنفس المنطق الذي تفكر به أخي الكريم .. فيمكن أن نجزم بالقول أن القاضي الذي يحكم بأي عقوبة على أي مجرم ليس رحيما !!!!