أحد طرق ابعاد الناس عن الدين وتحلية العلمانية في قلوبهم وعقولهم
الحروب تستخدم كأداة سياسية احيانا في تغيير الايديولوجيات والعقليات .. فما يعجز عنه الاعلام في توصيله .. أو حتى الغزو الفكري .. تقوم الحرب بتوصيله بطريقة أسرع وربما يكون التغيير بالحروب أسرع وأنجع كثيرا.
في الحالة العربية والشرق اوسطية بالتحديد تحاول العلمانية العالمية أيا كان مسماها .. تحاول تغيير الايديولوجية الموجودة لدى المسلمين من خلال نشر الحروب والصراعات التي يدخل فيها الدين كطرف مرغما رغماً عنه ... ومن خلال اللعب على التجربة التاريخية والاجتماعية للحرب .. يبتعد الاسلام شيئا فيشئاً عن العقلية العربية كأداة للحل .. أو على الاقل كأداة فعالة لحل المشاكل وتحسين الامور والاوضاع ..
في عملية اوتوماتيكية غير محسوسة .. سوف تتحول قلوب الشباب العربي تلقائياً الى تقبل العلمانية كـ ( حل ) للصراعات والمشاكل .. وتبدأ القناعة فى صلاحية ونفعية الاسلام كحل واقعي حقيقي للصراعات تقل أكثر وأكثر حتى تصل لدرجة الصفر.
لا أخفي عليك ألمس في عين وقلب كل شاب مسلم تعظيم وتقدير للاسلام .. ولكن هذا التعظيم يتحول شيئا فيشئا الى تعظيم فكري يقترب من الشعور بأن الاسلام يجب أن يبقى على الرف التاريخي . كأحد الادبيات التي يحترمها الناس لكنها غير مجدية بالفعل في زمننا الحديث ..
بعد اخراج الاسلام من المعادلة مازال السؤال يرن في عقول الشباب .. اذن ما الحل ؟ ما الحل لمشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى الاخلاقية ؟ هل هي فعلا الدين ؟ هل الدين فعال ؟ هل نتعلق بأحلام الماضي وشعارات الماضي في ( الاسلام لديه الحلول لكل شيء ) ؟
ماذا نفعل في مشاكلنا الاقتصادية ؟ ماذا نفعل في مشاكلنا الاجتماعية مثل العنصرية والطبقية ؟ لم يحلها الاسلام منذ عشرات السنين بل مئات السنين ... ما الحل للمشكلة السياسية وطريقة الحكم ؟ ما الحل للمشكلة الاخلاقية ؟ حتى مؤسسات الدين في بلادنا من أزهر وكنيسة ومشايخ وديار الافتاء اصبحت هي بذاتها تحتاج للعلمانية .
مايدور في عقل الشاب هو العلمانية حل .. فعال .. حقيقي .. يوصلنا للغاية حتى وأن كانت الوسيلة غير مقبولة ... فلنتبعه ونخرج مما يسبب لنا المشاكل .. الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح ..
لا يخفى على مسلم عاقل مطلع ان صراعات الشرق الاوسط واستمرارها وتغذيتها كان من أحد اسبابه تكفير الناس بالتجربة الاسلامية بل وبالدين بشكل عام لان الماسونية العالمية ونظام الدولار يحتاج ذلك .. يجب ا ن يخرج الدين تماما من اللعبة كجزء من الحل ويبقى جزء من المشكلة فقط .. فتكون النتيجة مثلما حدث في اوربا بعد الحرب العالمية الثانية وهو رفض الدين بشكل كامل حتى اصبحت اوربا شبه ملحدة بشكل كامل وهاهي امريكا وحلفائها يحاولون تطبيق نفس التجربة في الشرق الاوسط وتجاه الاسلام.