وسطية أهل السنة والجماعة بين الفرق
وسطية أهل السنة والجماعة بين الفرق
عقيدة أهل السنة والجماعة هي عقيدة وسط بين فرق الضلال فهي وسط بين فريقين آرائهم متضادة إحداهما غلا والآخر قصر إحداهما أفرط والآخر فرط فعقيدة أهل السنة والجماعة هي وسط بين باطلين .
وسأذكر خمسة أصول عقدية كان هل السنة وسطا فيها بين فرق الضلال :
الأصل الأول : باب العبادات .
توسط أهل السنة والجماعة بين الرافضة والصوفية وبين الدروز والنصيريين في باب العبادات .
فالرافضة والصوفية يعبدون الله بما لم يشرعه من أذكار واحتفالات بدعية وبناء على القبور.
والدروز والنصيريين تركوا عبادة الله فلا يصلون ولا يصومون ولا يزكون ولا يحجون .
أما أهل السنة والجماعة فيعبدون الله بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم فلم يتركوا ما أوجب الله عليهم من عبادات ولم يبتدعوا عبادات من عند أنفسهم .
الأصل الثاني : باب أسماء الله وصفاته.
توسط أهل السنة والجماعة بين المعطلة كالجهمية والمعتزلة وبين الممثلة في باب أسماء الله وصفاته.
فالجهمية ينكرون الأسماء والصفات والمعتزلة ينكرون الصفات .
والممثلة يضربون لله الأمثال فيقولون :" سمع الله كسمعي " و " يد الله كيدي "
أما أهل السنة والجماعة آمنوا بجميع أسماء الله وصفاته دون تعطيل ودون تمثيل وآمنوا بأن صفات الله هي صفات تليق بجلال الله .
الأصل الثالث : باب القضاء والقدر .
توسط أهل السنة بين القدرية والجبرية في باب القضاء والقدر.
فالقدرية نفوا القدر فقالوا أن أفعال العباد لا تدخل تحت قضاء الله وقدره وأن الله لا يعلم بوقوعها قبل أن تقع فنسبوا الجهل إلى الله تعالى .
والجبرية غلوا في إثبات القدر فقالوا أنه مجبور في أفعاله فهو كالريشه في الهواء إذا تحرك تحركت لا فعل له ولا قدرة ولا مشيئة فنسبوا الظلم إلى الله تعالى .
أما أهل السنة والجماعة فأثبتوا القدر وأثبتوا أن العباد فاعلون حقيقة وأن فعل العبد واقع بقضاء الله وقدره ومشيئته.
الأصل الرابع : باب الوعد والوعيد .
توسط أهل السنة بين الوعيدية وبين المرجئة في باب الوعد والوعيد .
فالوعيدية كالخوارج يغلبون نصوص الوعيد على نصوص الوعد ويرون أن مرتكب الكبيرة كالزاني وشارب الخمر مخلد في النار .
والمرجئة غلبوا نصوص الرجاء على نصوص الوعيد فزعموا أن الأيمان بالقلب وليس بالعمل فلا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعه فالزاني وشارب الخمر لا يستحق دخول النار .
أما أهل السنة والجماعة فيرون أن المسلم إذا ارتكب كبيرة كالزنى وشرب الخمر لا يخرج من الإسلام وانما هو فاسق بكبيرته وأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه ثم يدخله الجنه ولا يخلد في النار .
الأصل الخامس : باب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
توسط أهل السنة والجماعه بين الرافضة وبين الخوارج والنواصب في باب الصحابة – رضي الله عنهم .فالرافضة غلوا في حق آل البيت علي وأولاده - رضي الله عنهم – فادعوا أن علي معصوم وأنه يعلم الغيب كما أنهم كفروا الصحابة الباقين –رضي الله عنهم -.
والخوارج والنواصب جفوا في حق علي وكفروه وكفروا كل من لم يتبعهم .
أما أهل السنة والجماعة فيحبون جميع أصحاب النبي ويترضون عنهم ويرون أنهم أفضل هذه الأمه ولا يكفرون أحدا منهم ويحبون آل بيت نبي الله صلى الله عليه وسلم .
والحمد لله رب العالمين .
