رحلة اليقين - د/ إياد قنيبي
https://www.youtube.com/watch?v=Ex1vGpRAC_o
مختصر الحلقة - للمدارسة
6 فوائد للموقن بوجود الله
1- تعميق الجذور - 0:49 : فاليقين - الذي لا يخالطه شك - علي درجات ، الدليل :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) قال ابن عاشور في تفسير الأية: (أي ليثبت و يتحقق علمي و ينتقل من معالجة الفكر و النظر إلي بساطة الضرورة بيقين المشاهدة و أنكشاف المعلوم لا يحتاج إعادة إستدلال و دفع الشبه عن العقل )
فشتان بين الثبات بين درجات ذلك اليقين ، لذا و جب سقياه حتي يزيد و لا ينقطع و من أهم سقياه التفكر الدليل : وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)
2- إحسان الظن بالله - 3:53 : تعميق المحبة لله تعالي و اليقين بعدله و رحمته و عدله ، فكلما نظرت في أدلة وجود الله ثم أدلة صحة دينه ،1- أزددت يقيناً برحمة الله أن أقام لك كل هذه الشواهد ، 2- أزددت يقيناً بعدل الله تعالي حين يعاقب أناساً بعد هذا كله و لا يكون عندك سوء ظن بعدل الله وتعلم حقاً أن لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)
فالإيمان بالله مركب من تصديق و أعمال قلب و أعمال لسان و أعمال الأعضاء فالتصديق ليس علي درجة واحدة و بحاجة إلي تمكين و ترسيخ و سقاء بتأمل أدلة وجود الله ، و أعمال القلوب محبة الله و البقين بعدل الله و حسن الظن بحكمته و رحمته هذه أيضاً تحتاج بتأمل أدلة و وجود الله ، إن كان تصديق و بينما أعمال القوب مشوشة فنور اتصديق سيظل محجوباً ، لذا اليقين الذي الذي
نتكلم عنه يقينان يقين و جود الله و يقين بأن تلك الأدلة كافية شافية واضحة ملزمة تقوم بها الحجة علي الخلق
3- تكوين الدافعية :5:57 فاليقين هو الدافع لكل شيء بعد ذلك ، فكلما أحكمت مسألة اليقين فإنما إلا زيادة العمل ، الدليل : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ .. (3) فجعل أول وصف للمؤمنين الإيمان و اليقين لذا إن وجد أصل في الجذور و جد خللاً في الثمرة
4- الثبات و التثبيت 6:55 : فنحن في زمن فتن فيجب علي المسلم يحصن نفسه و يضرب جذور يقينه في الأرض ليثبت و يُثبت خاصة و نحن في زمن الحرب الفكرية لتي تضرب الأساس و الجذور لتشكك الناس بالله عز و جل ى، قال ابن تيمية : ( فعامة الناس إذا أسلموا بعد كفر أو ولدوا الإسلام و ألتزموا شرائعه و كانوا من أهل الطاعة لله و لرسوله فهم مسلمون و معهم إيمان مجمل ، و لكن دخول حقيقة الإيمان إلي قلوبهم إنما يحصل شيئاً فشيئاً إن أعطاهم الله ذلك، و إلا فكثير من الناس لا يصلون إلي اليقين و إلي الجهاد و لو شككوا لشكوا و لو لأمروا بالجهاد لما جاهدوا و ليسوا كفاراً و لا منافقين بل ليس عندهم من علم القلب و معرفته و يقينه ما يدرأ الريب )
5 - إدراك النعمة :9:24 تدرك الفرق بين المؤمن و المنكر الدليل : ( وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ وَلا الأمْوَاتُ ) ، تدرك بعمق قوله تعالي :أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ (69) تدركه و أنت تري تبعات ذلك في قوله تعالي : وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) فيزيد ذلك تمسكاً بدينك ، قال ابن تيمية في منهاج السنة : قال عمر بن الخطاب : إنما تنقض عري الإسلام عروة عروة من نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية
6- إحياء العزة : 10:34 : مع تأمل أدلة وجود الله تحس بالعزة لأنك تدرك إنك علي الحق المبين ، و أن ما تظهره من شعائر الدين تستند إلي الحقيقة العظمي والتي لا تتردد في صحتها لحظة
الحلقة الثالثة : الفطرة و الكمبيوتر
https://www.youtube.com/watch?v=_g-t9rfiYdg
مختصر الحلقة - للمدارسة
سنبدأ بأصل الأصول ، إثبات وجود الله عز و جل ، لنؤسس القاعدة التي منها ننطلق إلي ما بعدها
ما الذي يدلنا علي وجود الله : الفطرة و العقل ، سنتكلم في البداية علي الأدلة الفطرية
فما هي الفطرة و كيف تدلنا علي وجود الله ؟
الفطرة : هي قوة و أندفاعات مودعة في نفس الإنسان تظهر أثاره أثناء نموه و تفاعله مع بيئته بدئاً من ألتقامه ثدي أمه ليرضع ثم أنجذابه للحقائق و الأخلاق السليمة
تشبيه لها بنظام الكمبيوتر به مكونات تتعاون و تتألف فيما بينها لتعطي إنساناً سوياً
كما قال الله تعالي في القرآن : لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) التين : أي المكونات الفطرية الازمة لتحقيق الغاية من خلق الإنسان و هي تفهم أيضاً من قوله تعالي : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50) طه فكان ممن هَدي الإنسان ، فالله تعالي أحسن تقويم الإنسان و هداه بالفطرة إلي :
1- الإقرار بإن له و للكون خالقاً مدبراً ، الشعور بالحجة إلي هذا الخالق و اللجوء له عند الشدائد
2- المسلمات العقلية التي يفهم به خطاب هذا الخالق و تكليفه إياه
3- السؤال عن الغاية من وجوده و مصيره بعد موته ، مما يكوّن القوة الدافعة للبحث عن أمر خالقه و العمل به
4- النزعة الأخلاقية من محبة فطرية للخير و العدل و الصلاح و كره الشير و الظلم و الفساد ، مما ينسجم مع أوامر الخالق الشرعية فيميل إليها الإنسان و يحبها
5- الشعور بالإرادة الحرة ، بما يجعله مختاراً لأفعاله في طاعة الخالق أو معصينه
6- الغرائز الازمة لمعيشته بشر سوي ، مادام في فترة الإختبار علي هذه الأرض كـ غريزة الأمومة و حب البقاء
-تجده قريباً منه في التحرير و التنوير لإبن عاشور عند تفسير قوله تعالي : لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) التين
حجب الفطرة : قد يحجب الفطرة ما يحجبها أثناء مسير الإنسان ؛ قد يغالبها و يصم أذيه عن ندائها قد يكبتها قد يطمسها فلا يعود يسمع هذا النداء العميق ، لكن هذا كله لا يلغي أنها حقيقة موجودة أصالة و أبتداء فيه قبل هذه المغالبة و تبقي تهجم عليه الفينة بعد الفينة و تنجذب لما بنبش عنها و ينفض الركام المجتمع عليها ؛ ما جعلها تشكل مأزقاً كبيراً للملحدين فتشكل تدخل خارجياً من قوة مريدة علمية متعالية عن التفاعلات البيوكيمائية العشوائية
التفاعلات البيولجية الكميائية المجردة و الطفرات العشوائية و الإنتخاب الطبيعي ، لو تجاوزنا أنها يمكنها خلق إنسان و سلمنا لكم بذلك ، فهل هذا المعاني العمياء كلها من أين لها أن تودع في عقل الإنسان و نفسه هذه الحزمة المتناسقة الموجهة و كيقف تفسرون وجود هذه الحزمة هي هي في كل نفس تولد
- مصدر من الفيلسوف البريطاني الملحد توماس نيجل في كتابه العقل و الكون : لما التصور النيو داروني للطبيعة قد خطئاً قطعاً ؛ فتناول 3 قضايا أساسية موضحاً عجر المادية الداروينية عن تقديم حل لها و هي الإدراك و الوعي و القيم
تعامل عامة المملحدين مع هذه الحقيقة :
- منهم من أنكر فطرية هذه المكونات ؛ أي وجود هذه المكونات أبتدائاً مع ولادته ، و أعتبرها بتأثير التربية و البيئة
- أخرون أقر بوجودها لكن حاولوا تفسيرها تفسيرات مادية لها
و النوعان وقعا في أعاجيب التخبط و التناقض و الا معقول كما سيأتي بيانه إن شاء الله
الحلقة الخامسة - ( جزء ١ من ٢ ) كيف يلغي الإلحاد العقل والعلم ؟
https://www.youtube.com/watch?v=WiZwdtDJBRo&list=PL56IcDjrf3YJr__TEOJ2UOv3 jCzht1_yc&index=56
في الحلقة الماضية : بيننا أن الملحد حين أنكر وجود الخالق فإن ذلك أدي به إلي نزع الموثوقية عن المكونات الفطرية التي يجدها الإنسان من نفسه
و سنري كيف يؤدي هذا إلي سلسلة من الإنكارات إنكار المسلمات العقلية و الأخلاق و سؤال الغاية و الإرادة الحرة
إنكار وجود هذه المكونات بشكل فطري أو أن يكون لها قيمة ، لماذا ؟ اما كان يمكن أن ينكر الخالق و يحافظ علي هذه المسلمات التي يجدها الملحد من نفسه رغماً عنه ، بدل الدخول في سلسة المكابرة و الضياع هذه ؟ لا ، لا يستطيع لماذا ؟ سنري ، وسنبدأ بالضرورات العقلية ؛ سنناقش بهذه الحلقة :
1- دلالة ضرورة الضرورات العقلية علي وجود الله تعالي
2- كيف يسقط الإلحاد المنهج التجريبي
3- هل الإلحاد يحترم العقل أم يسقطه ؟
4- مقولة أن الحقيقة نسبية و ليس هناك حقيقة مطلقة ما أصلها و ما نتائجها
5- هل الأشياء دليل علي الله أم الله هو الدليل علي كل شئ ؟
المنظور الإيماني يوسس كل شئ علي وجود الله تعالي : خلق الله السموات والأرض بالحق و وضع بحكمته سنناً ثابتة و فطر الإنسان علي فطرة تنتج له مسلمات علية ضرورية ينطلق منها عقل الإنسان ليكتشف حقائق الأشياء ، فالملحد لديه مشكلة مع كل عبارة مع هذه العبارات التسعة الملونة ، وسنين هذا بالتفصيل
يقول الله: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [4] التين أي أن اوجد في الإنسان الإنجذاب الفطري و القابلية لمعرفة الحق في المدركات و الأخلاق و البحث عن الغاية الحق من الحياة ، يودع هذه في نفس كل إنسان يخرج للحياة ليبتدأ بها تعلمه ؛ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50) طه و هذا من أشكال الهداية و قلنا هذه الفطرة للإنسان إنه يشبه نظام التشغيل للكمبيوتر
المظور الإلحادي الإنسان جاء وليد الصدفة و العشوائية لا لحكمة و ليس هناك شئ أسمه فطرة ،
لكن كيف تفسرون ايها الملحدون وجود ما يشبه نظام تشغيل للإنسان ؟ ، بداية كيف تفسرون وجود البديهيات العقلية أي المسلمات العقلية و الضرورات العقلية ، مثل : أن البعض أصغر من الكل و أن واحد زائد واحد يساوي أثنين و أن النقيضين لا يجتمعان و أن لكل حدث سبب ؟ هذه قواعد عقلية يبني عليه الإنسان معارفه و لا تبني علي شئ قبله ، فلابد أن هناك من أودعها في نفس الإنسان فطرة تتعرف عليها ،
الشبهة الرئيسية : و هنا تبدأ رحلة التخبط الإلحادية فمن الملحدين من قال أن هذه القواعد العقلية تتكون من المدخلات الحسية مما يشاهده و يسمعه عبر أداة الإستقراء ؛ أي إن الإنسان يري التفاحة تنضم إلي أخري لتصبح تفاحتين و مشاهد كثيرة مشابهة تستقرئه عينه فتتكون لديه من ذلك قواعد عقلية ؛ أن الجزء أصغر من الكل ، و أن الواحد زائد واحد تساوي إثنين ، و أن الطفل يضربه أخوه فيحس بالألم فيعلم أن الضرب سبب للألم ، و يرتطم أمامه جسم بالزجاج فيكسره فيعلم أن الإرتطام سبب للكسر ، و يري كل شئ يحصل بسبب فتتكون لديه قاعدة السببية أن لكل شئ حادث سبب
الرد : لكن الملحد بذلك قد عكس المسألة فجعل المدخلات هي التي تسوغ القواعد العقلية و المعادلات ؛ و هو شبيه أن كثرة البيانات المدخلة إلي جهاز الكمبيوتر تكوّن برامج القادرة علي تحليل المدخلات و الخروج بالنتائج ، تصور لو أننا أدخلنا عمودين علي Excel Sheet عمودين متجاورين تحت كل منها عدد كبير من الأرقام هل سيكون جهاز الكمبيوتر بنفسه بكتابة معادلة الرقم واحد زائد الرقم الثاني يساوي النتيجة حتي لو زدنا عدد الأرقام إلي عدد أكبر ، لو أدخلنا عمودين متجاورين تحت الأول حدث سابق و تحت الثاني حدث لاحق هل سيستنج الكمبيوتر بنفسه أن الاحق سبب للسبابق فيخرج بقاعدة السببية
شبهة : الملحدون أدركوا وجود هذه المشكلة لكنهم أصروا علي التهرب من فكرة أن هناك برمجة يمكن وصفها أنها حق تحلل المدخلات الحسية من جهة و تعمل العقل من جهة لتصل إلي نتائج حقة إذ هذه البرمجة تحتاج من يودعها في نفس الإنسان فأصروا أن البرمجة وليدة الحواس
الرد : بغض النظر عن مصدر هذه البرمجة فلنفترض أنها حواسكم المهم أنها وصلت إلي إستتنتجات علي رأسها مبدأ السببية أن لكل حادث سبب إذن فلابد أن لهذا الكون سبباً
شبهة : هنا أضطر بعض الملحدين أن إستنتجات هذه البرمجة لا تشترط أن تكون حقاً فإنما نتيجة الإستقراءات و الإستقراءات قد تكون ناقصة بمعني أن ضمن دائرة مشاهدتهم فلكل شئ سبب و لكن ليس هناك من يمنع أن يحدث في زاوية من زاويا الكون شئ بلا سبب نحن كمومنين نقل أن لكل شي سبب هذه حقيقة مطلقة يقينية تدل كل المشاهدات علي صدقها و هم يقولون بل قصاري ما يمكننا قوله أن الأحداث التي نراها لها أسباب طيب نقول لهم وجود الكون من أساسه ألا يجب أن يكون له سبب فيكون هناك من أوجده يقولون لا فنحن لا نري قاعدة السببية قاعدة حقيقة مطلقة نلتزم أثارها في كل شئ
الرد : أدرك هؤلاء مدي تناقضهم و هم يلتزمون بالسببية في حياتهم اليومية و الإستكشاف و بناء النظريات العلمية و في كل شئ بينما عندما تأتي المسألة إلي الحقيقة الكبري و هي سبب كل هذه الأشياء كلها و مصدر الكون
فماذا فعلوا للخروج من التناقض أنكروا الضرورات العقلية بالكلية من الأصل و منها حقيقة أن لكل حادث سبب و قالوا الأشياء التي نظن أنها أسباب إنما حدثت أقتران مع ما نظنه نتائج بل إن قصاري الأمر إنهما حدثان تعاقبان و لا علاقة لأحدهم بالأخر و علي ذلك أعتقدوا أنهم خرجوا من مأزق وجود الكون فقالوا ممكن أن يوجد بدون سبب أصلاً و أو أن يوجد نفسه بنفسه و ممن قال بذلك الفليسوف براتراند راسل و ستفين هوكينج و لوريس كروس و قالوا أنه لا يمكن تعويله أبداً علي مبادئ عقلية ضرورية و ذلك في سياق التسويق لفكرة لكتابه (كون من لا شئ) التي تقوم علي أن الكون و إن كان ناشئ من العدم إلا أنه من الإمكان أن يكون أحدث نفسه بنفسه! و تبعه علي هذا الكلام مجموعة من علماء الطبيعة و أحتفوا بكتابه ، خرجوا من التناقض فوقعوا في الجنون ! و حقيقة أيها الأخوة و إن كان نوعاً من الجنون إلا إنك من يفاخر به و يتغني بأسماء العلماء الذين ينظرون له و هي ضريبة من ضرائب الإلحاد و نتيجة طبيعية له
كيف يهدم الإلحاد العلم التجريبي :
هؤلاء و إن كانوا ينطلقون من تقديس العلم التجريبي و يقولون لا نؤمن بما اوراء الطبيعة لأن لا يمكن تجربته إلا أن كلامهم ينتهي بهدم العلم التجريبي من أساسه ، فالإستكشاف كله قائم علي رصد العلاقات السببية و أشتقاق الإستنتجات العلمية المطلقة أما حسب مبدأ هؤلاء فإن كان مليون مجرب لتفاعل الحمض مع القاعدة نتج منه ملح و ماء فإنهم يمنعون أنفسهم من أن يشتقان من ذلك تعميم وحقيقة علمية مطلقة بل لا مانع وفق مبدئهم من أن ينتج في المرة المليون و واحد شئ غير الملح و الماء لأنهم إن أشتقوا قاعدة علمية و أصبحت هذه القاعدة حقيقة مطلقة فإنهم يكونون قد بنوا هذه القاعدة علي ضرورات عقلية ؛ كإعتبار أن للكون سنن ثابتة و أن تفاعل هاتان المادين سبب لتكون الملح و الماء هذه السنن من وضعها و هذه التسبيب من جعله حقيقة راسخة ثابتة العشوائية و الصدفة لا يضعان سنناً و لا يوجدان حقائق مطلقة لذلك أنكروا المسلمات العقلية وعلي هذا العلم التجريبي يصبح عبثاً بل تطبيق نتائجه ؛ ففيروس الإيدز ليس سبباً في الإيدز ، و الأمراض ليس لها أسباب ، و العلاج ليسس سبباً للشفاء ، و لو أن مرضاً جديداً ظهر فمن العبث و مضيعة الوقت أن تنفق مليارات علي معرفة سببه فقد نكتشف في النهاية أن هذا المرض ،كالكون بلا سبب!
تناقض الملحدين : و الملحدين الذين هربوا من التناقض بإنكار السببية لا يجدون بداً أن يتنقادوا عملياً مع ما يدعونها ؛ فالملحدين أن ضربت سيارة بسيارته ، فقال له صاحب السيارة ضرب السيارة للسيارة ليس سبب في التلف الذي أصاب السيارة إنما شيئان وقعان بإقتران دون علاقة سببية فلا تطالبني بتعويض ، هل يقبل ؟ الملحد إن طعنه أحد بالسكين ، ثم قال سيلان دمك ليس سببه طعنتي فهل يقبل ؟ لا طبعاً فالملحدون يمارسون الإعتراف بالمبادئ العقلية الضرورية رغماً عنهم في حياتهم و علومهم ، لكن عندما تأتي المسألة للحقيقة الكبري و هي وجود الخالق عز وجل فإنهم يتنكرون لهذه المفاهيم.