كلمة موجزة لمن يقول: الإلحاد يحمل وزره المتشددون
بين فينة وأخرى يخرج علينا بعض الإخوة بتسطير قناعة مفادها : أن انتشار الإلحاد ونحوه يحمل وزره المتشددون ، ويعني بهم :السلفية.. لا غير ، أي الذين ترشَح في جوانحهم عقيدة السلف الصالح وتُشرح على جوارحهم محاكاة الهدي الأول ، ولو أنهم عابوا التشدد وعابوا معه تمييع دين الله تعالى لحمدنا لهم ذلك ..وهذا تعليق مقتضب ، وإلا فالأمر يتطلب تفنيدًا واسعًا ..
----------------
-حسب كلامهم لابد أن تكون رقعة الإلحاد أكبر في المواطن التي يتكاثر فيها وجود السلفيين في العصر الحديث أو في القديم ، والواقع والتاريخ يبطلان هذا .
-أشهر الدعاة الغربيين الكبار المؤثرين الذين أسلموا : سلفيون :كالشيخ يوسف إستس وبير فوجل وغيرهما كثير ..وأهم المواقع الدعوية التي يفيء إليها الحيارى ويسلمون :مواقع سلفية ..كالجامع ، وحراس العقيدة ، التوحيد ، ... إلخ
-عند سماع مثالات هؤلاء الإخوة على مرادهم بالتشدد يتبين أن المسائل التي عابوها قد جاء فيها آيات بينات أو أحاديث صحيحات ..فلابد لمطلِق هذه الدعاوى أن يحاذر ويخشى الله عز وجل ثم عليه أن يثبت على ضوء الكتاب والسنة معالم الحدود الفاصلة بين التشدد والوسطية ..لا أن يلوذ بعبارات التهويل دون دليل .
-أبرز مثال على التشدد المذموم في التاريخ الإسلامي :الخوارج ، ويقابلهم في التراخي : غلاة المرجئة كالجهمية..وإنما اشتهرت الزندقة في الفريق الثاني.
- نحن نقول :الحق وسط بين الإفراط والتفريط ..بين الغلو والجفاء..بين التشدد والتمييع ، وكلا الطرفين مذموم يؤدي لمفاسد كثيرة..ولكن الحق الوسط إنما يعرف بدلالة الكتاب والسنة لا بالمزاج أو الهوى، والهوى لا رخصة في وجوب مدافعته فكيف يكون هو المعيار ؟!.هناك من يرى أن الامتناع عن مشاهدة الفيديو كليب مثلا أو الأفلام : تشدد..إلخ !
-ويتناسى الإخوة غفر الله لنا ولهم :أن الوسطية يدعيها كل أحد ، ولاسبيل لمعرفة أي الفرق أحق بالحق إلا بدراسة الشريعة على أهل العلم كما انزلت على النبي (ص) في مهدها الأول صافية من غير شوب المحدثات ومعيارها هو الدليل ، والدليل وحده . ومن الوسطية التي جاءت بها الشريعة :احترام التخصص ..والله تعالى يقول "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب " ويقول "ولا تقف ما ليس لك به علم " ويقول "وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" ..فلابد أن يكون القول مؤسسًا على علم لأن الدعاوى كل أحد يستطيعها .
