-
15 ـ يقول رحمه الله :
(( إن حكم الإسلام لن يدع الدراويش يتدروشون ، ولا مشايخ الطرق يعيشون على النذور .. إن الإسلام يطلب إلى كل فرد أن يعمل عملا ليأجره عليه أجرا . فلا أجر بلا جهد ، ولا جزاء بلا عمل . والصلوات والدعوات عبادة شخصية وليست عملا اجتماعيا ، أما إقامة الأذكار وتلاوة الأوراد ، فتلك أشياء تعرفها عصور التبطل ، ولا تعرفها عصور الحياة والنشاط . ))
-
16 ـ يقول رحمه الله حول دعاوى الحرية في عصره :
(( وكذلك ليست الحرية هي التي تكشف الأفخاذ والنهود في الحفلات الساهرة اليوم . إنما هي الدعارة الروحية تتزيا بزي الأرستقراطية ، والعبودية للجسد تتزيا بزي الحرية .
فإذا جاء حكم الإسلام ، فسيرد للمرأة حريتها الكريمة التي تنقذها من الرجعية التي لا تزال تسيطر في بعض الأوساط ، والتي تنقذها كذلك من الإباحية التي خرجت من وسط " الأرستقراطية " .
إنه سينقذ روح الإنسان المهينة في " الحريم " وفي " الصالون " سواء . فهي في الأولى معينة بالكبت والظلم ، وهي في الثانية مهينة بالرخص والابتذال . ))
-
17 ـ يقول رحمه الله مبينا السر في المجتمع الغربي الذي يظهر كأنه صاحب عقيدة يدافع عن المسيحية ضد الملل الأخرى .. ثم هو متحرر منحل من أية تعاليم مسيحية .. :
(( وهم إذ يتنادون اليوم باسم حماية الحضارة المسيحية من هجوم الشيوعية عليها كما كانوا يتنادون أيام الفاشية والنازية ، لا يقصدون العقيدة المسيحية كديانة ، بل يقصدون الأمم المسيحية كأوطان وقوميات . والمسيحية ليست إلا ستارا يتخذونه لاستجاشة حمية البلدا المسيحية جميعا ، وهذا ما يفسر الانحالا الخلقي والاجتماعي الذي يتزايد في محيط البلاد المسيحية ـ منافيا لكل تعاليم المسيحية ـ في الوقت الذي ترتفع فيه الدعوة باسم الحضارة المسيحية !
وبهذا الوضع للمسألة لا تبدو هناك غرابة في الجمع بين التحلل من روح المسيحية في أوروبا وأمريكا ، والخصومة والعداء لغير المسيحيين في البلاد الأخرى ! ))
-
18 ـ يقول رحمه الله :
((إن أجهزة الدعاية الأمريكية في الشرق هي التي تتولى الدعاية للهند ، بأموال أمريكية يظهر صداها في صحافة الشرق واضحا ! لماذا ؟ لأن الهند ليست مسلمة ، ولأن بينها وبين أول دولة مسلمة في الشرق نزاعا . والكثرة من الحاكمين في الدولة الأمريكية تخرجوا في المعاهد التبشيرية . وهي حقيقة أفضى إلى بها أحد الأساتذة الإنجليز الذين التقيت بهم في أمريكا ، وعدّ لي عشرات من الأسماء البارزة في وزارة الخارجية الأمريكية وفي السلك السياسي ـ ولم يكن يفضي إليّ بهذه الحقيقة بريئا لوجه الله ! وإنماهو ـ كما عرفت فيما بعد ـ أحد رجال قلم المخابرات البريطاني الذين يهمهم ألا يثق الشرقيون كثيرا في نيات أمريكا ! مما دعاني إلى التشكك في بياناته لي فتحققتها بوسائل أخرى . ))
-
19 ـ يقول رحمه الله :
(( يصعب الفصل بين عداء الصليبية للإسلام وعداء الاستعمار . فكلاهما يغذي الآخر ويسنده ويبرره . والإسلام عقيدة استعلاء تكافح الاستعمار حين تستيقظ في نفوس أصحابها ، ورجعة الحكم إلى الإسلام توقظ هذه الروح بشدة ، فتفسد على الاستعمار خطة الاستغلال والاستذلال .
إن الإسلام يحرم على أصحابه أن يخضعوا لأي حكم أجنبي ، بل لأي تشريع لا يتفق مع شريعة الإسلام . وذلك عقبة في طريقالاستعمار كؤود . والمستعمرون ليسوا في غفلة مثقفينا الفضلاء ، ولا في بلاهة حكامنا النابغين ! إنهم يقيمون استعمارهم على دراسات كاملة متشعبة لكل مقومات الشعوب التي يستعمرونها ، كي يقتلوا بذور المقاومة ، أو يتفادوها أو يداروها . وقد قام الاستشراق على هذا الأساس . قام ليساعد الاستعمار من الوجهة العلمية ، وليمد جذوره في التربة العقلية كذلك . ولكننا نحن هنا نعبد المستشرقين ببلاهة ، ونعتقد في سذاجة أنهم رهبان العلم والمعرفة ، وأنهم بعدوا عن نشأتهم الأولى ، وقطعوا صلتهم بالعلة التي نشأوا منها ! وبخاصة إذا موه علينا بعضهم بكلمة طيبة تقال عن ديننا وعن نبينا ، كي تكون هي الطعم لتستنيم أفكارنا إلى الإيحاء في ناحية أخرى ! ))
-
20 ـ يقول رحمه الله حلو الاحتلال الثقافي :
(( لقد ذهب الانجليز البيض من الدواوين ليحل محلهم " الانجليز السمر " من المصريين المقربين ، المستعمرة أرواحهم وأفكارهم ، المصنوعين على عين الاستعمار ، لأداء أغراض الاستعمار .. وكانت عناية الانجليز البيض شديدة بوزارة المعارف بوصفها المشرفة على تكوين الأجيال ، حتى إذا ما تركوها اليوم للانجليز السمر تركوها مطمئنين ، فما تزال النظم والبرامج والكتب وطرائق التدريس كلها تعمل للاستعمار الروحي والفكري في نفوس الأجيال . وكلها إيحاءات بنبذ العنصر الديني ! وبإقصاء الإسلام لا عن الحكم وحده بل عن الحياة جميعا . ))