أهلاً بالزميل المحترم ..
لكى تتضح لك الصورة تماماً ..
فها هى الأربعة مذاهب التى يتم تداول النقاش عنها فى عالم اليوم:
المذهب الأول: الألوهية ..
الألوهية مشتقه من (أله) وهو (التعبد) والإله هو المعبود ..
الألوهية تعنى ببساطة أن هناك علاقة بين الخالق والمخلوق ..
الله تعالى هو الخالق وهو السيد ..
والإنسان هو المخلوق وهو عبد لسيده ..
لماذا .. ؟!
ببساطة لأنه خالقك وعليك أن تكون طائعاً له ..
هذا هو المنطق الطبيعى ..
السؤال هنا: هل تنفع هذه العبادة الإله وهل يحتاج إليها .. ؟!
الإجابة هى: لا يحتاج الإله الواحد لأية عبادة لأنه كامل وله الكمال المطلق ..
بل عائد العبادة يعود للإنسان ..
والسؤال الحقيقى هنا تحديداً والذى يجب أن تواجه نفسك به ..
ما الهدف أصلاً بإعتبارك إنسان من روح وجسد من وجودك فى هذا العالم .. ؟!
ما الذى يجعلنا مختلفين عن سائر البهائم .. ؟!
الذى يجعلنا مختلفين أننا نبحث عن شىء يسمى (السعادة) ..
ويمكن أن تستشعر معانيها فى تلك الكلمات (الفرح - السلام - الأمان -الحب) ..
هذه المعانى كلها معانى سامية لا تعرفها المخلوقات البهيمية لأنها تبحث عن شىء آخر يسمى (اللذة) ..
وهى مجرد شهوة عابرة تنقضى سريعاً ..
أما السعادة فغير ذلك ..
فى الإسلام تكمن السعادة فى تأليه أو عبادة خالق هذا الكون الواحد الأحد ..
وكلما كنت إلى الله تعالى أقرب كنت أسعد ..
وأسعد الخلق هو محمد صلى الله عليه وسلم لأنه كان أعبد الناس لله تعالى ..
إذا كان فى قلبك خير سينشرح صدرك للإسلام وستدرك كل خير فى الدنيا والآخرة ..
هذا من وجه ..
من وجه آخر ..
لأن الله تعالى هو الخالق فهو قطعاً الأعلم والأحكم ..
لذلك فهو العليم بالخير والشر الذى لا يعرفهما الإنسان لأنه ببساطة ناقص ..
ولذلك فإن الخير كل الخير فى سلوك الطريق إلى الله تعالى وفقاً لشريعته الغراء ..
والشر كل الشر فيما سوى ذلك ..
وتعمير الأرض من هذا الخير لأنه فيه خير البشرية فى الدنيا ..
وإذا كان وفقاً لشريعة الله تعالى نالت عليه الثواب فى الآخرة ..
المذهب الثانى: الربوبية ..
الربوبية ببساطة مذهب يقر ويعترف أن الكون له خالق بحكم الضرورة ..
ولكنه ينكر أية علاقة بين الله تعالى والإنسان (وهذه هى العلمانية) ..
ويقول أن العقل قادر على التفريق بين الخير والشر ..
وهذه القضية منقوضة ..
لأن العقل أحكامه نسبية وقد يعتبر الخير شراً والشر خير ..
كقضية الشذوذ الجنسى وربطها بالحرية الشخصية ..
بالرغم من أن الشذوذ الجنسى بإختصار = إنهيار الإنسانية عاجلاً أم آجلاً ..
المذهب الثالث: اللاأدرية ..
وأصلها يعود للسفسطائيين الأوائل ..
وهذا المذهب يقرر أنه ليس هناك معرفة يقينية وأن الحياة كلها عبارة عن (شكوك وظنون) ..
المذهب الرابع: الزندقة أو الإلحاد ..
ويقرر أن الحس هو مصدر المعرفة وأن العقل هو المخ وأن الإنسان مجرد تجمع للذرات بالصدفة ..
الإلحاد بإختصار كما يقول عنه برتراند راسل: قنوط راسخ من كل جانب ..
وأن تتصرف فى الحياة مثل البهائم تماماً بلا أدنى قيم أو معايير ..
والخير والشر نسبيين ولا غاية لهذه الحياة سوى (اللذة) وفقط ..