الشيخ الدكتور خادم حسين بخش يجيب على اسئلة أعضاء منتدى التوحيد
السؤال الأول: مسألة إنكار السنة التي يغذيها الاستعمار في هذا الزمان .. والتي خرجت علينا تحت مسمى (القرآنيين) ما هو العلاج المناسب في نظركم لهذه المسألة؟
الجواب الأول : لا شك أن السنة هي الشرح العلمي للقرآن الكريم ، ومتى قطعت صلة القرآن عن السنة يصبح القرآن ألغازا يفسرها كل فرد حسب مشتهياته فتحمل كتاب اله ما لم يرده منزله ، وسيبذل الغرب كل جهودهم تغذية هذا الفكر ولا شك أنه أخذ في الانتشار لأنه يخدم أعداء الإسلام في كل ما يريدون ، وقد أدركت خطورة هذا المنهج قبل الآن ببضع وعشرين سنه فقررت آنذاك أن تكون رسالتي في الماجستير بعنوان ( فرقة أهل القرآن بباكستان وموقف الإسلام منها ) وطبعت بعنوان ( القرآنيون وشبهاتهم حول السنة ) ، انصح كل متصفح لصوت الحق بقراءته وسيجد الحل الأمثل في كل ما يثار حول سنة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم من شبهات وتساؤلات .
السؤال الثاني: ما حكم من أنكر شرعًا؟
الجواب الثاني : من القضايا التي سيقوم موقع صوت الحق بطرحها التشريع في الإسلام في القريب العاجل ومن المعلوم بالدين بالضرورة أن الشرع شرع الله وتختلف أحكامه من الواجب إلى المحرم إلى المندوب إلى المكروه إلى المباح ، المنكر للوجوب المعلوم من الدين بالضرورة لا يعد مسلما . كمن يعتقد عدم فرضية الصلاة ومثله المحلل للحرام كمن يعتقد إباحة الزنا وان الشرع لم يمنع عنه وأما إنكار المندوبات والمكروهات والمباحات لا تخرج صاحبها من دائرة التوحيد وإن كان صاحبها على خط .
السؤال الثالث: البعثيون في سوريا والعراق هل ترى أنهم يأخذون نفس حكم الميشيل عفلق وغيره من منظري العبثية الإلحادية أم لا؟ وما صلة هذا الفكر البعثي بالشيوعية من حيث التنظير؟
الجواب الثالث : من أنكر امرأ معلوماً بالضرورة من دين الله فقد خرج من دائرة التوحيد فإن كان البعثيون يتصفون بهذا الوصف فالحكم واضح ، وإن لم يكونوا كذلك فهم على قدر ما معهم من الضلال ، ونصحهم واجب شرعي فلسنا مكلفين بالتكفير وإنما كلفنا ربنا بالتذكير ( ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
السؤال الرابع: ما هو وجه الشبه بين المعتزلة ومسألة العقل عندهم وبين منكري السنة في زماننا؟ وما هو ضابط استخدام العقل شرعًا؟ علمًا بأننا نجد أن القرآن والسنة يحثان على استثمار العقل؟
الجواب الرابع : المعتزلة العقليون القدامى ومنكري السنة الحاليون يتماثلون في تقديم العقل على النصوص الشرعية فحكم العقل عند كليهما قاطع لا يقبل الشك بينما حكم القرآن والسنة مظنون غير جازم ، كلا الطائفتين غالى في تقديس العقل وإعطائه منزلة لم يخلق من أجله .
العقل منحة إلهية أمرنا الله باستعماله لذا نجد القرآن الكريم يحثنا على التفكير واستعمال العقل ( ام قلوب أقفالها ) إلا أن للعقل دائرة لا يصح أن تعدوها ومتى تجاوز تلك الدائرة ضل بصاحبه وغوى .
نعترف جميعا أن العقل مخلوق ودائرة المخلوق ، متى استعمل العقل في هذه الدائرة قدم الخير للبشرية من خدمات ومساكن وطائرات وسيارات ........
ومتى فكر في عالم الغيبيات ضل وهوى بصاحبه .
وذلك هو سبب ضلال المعتزلة إذا كلفوا عقولهم بالتفكير فيما يخلق من اجله فالعقل مخلوق دائرته المخلوقات ، إلا أن المعتزلة كلفوا عقولهم بالتفكير في جانب الله وفي صفاته فغوى بهم فكيف يفكر مخلوق محدود الطاقات في خالق لا تحيط قدرة مخلوق ( وما قدروا الله حق قدره )(لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) وتوسيع المدارك وإعطاء المعلومة صورة اضرب بطلابي وطالباتي المثل .
المثال : لديك مكواة تكوي بها الملابس تعمل على تيار 110 فولت وجئت وشبكتها على 220 فولت فالنتيجة أن المكواة تحترق .
هكذا العقل حين تطلب فيه أن يفكر في غير دائرة المخلوقات فالأصل في إعطاء الحكم الوحي ولا يمكن ان يخالف العقل السليم الوحي لذا يقول احد أعلام الإسلام ( قد يأتي الوحي بما تحتار فيه العقول ولا يأتي بما يناقض العقول )
السؤال الخامس: الإعجاز العددي للقرآن الذي ظهر في الآونة الأخيرة .. فما رأيكم فيه؟ وهل ترونه يصح العمل به؟
الجواب الخامس : الإعجاز العددي لم يقل به احد من سلفنا الصالح ، ومازال في مخاضه تعتريه آلام الولادة ، و لربما مات قبل ولادته ، بحث الحكمة في الأعداد لم يرد به الشرع ، وتحميل القرآن هذا لوجه من الأعجاز غير متفق عليه عند العقلاء ، إذا اختلف عقل كل إنسان عن الآخر وبإثباتنا الإعجاز العددي من حملنا القرآن أمرا لم ينزل من اجله .
ولعلك تعرف أن عطاء القيمة للأعداد أمر دخيل إلى الإسلام فمثلا كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في الهند وباكستان وبنكلادش يستبدل بها بعدد 786 إذ قيمته الحروف الواردة في البسملة هو هذا العدد فهل من كتب العدد قرأ البسملة الوارد الأمر بها ( كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله فهو ابتر ...) ، بل إعطاء الحرف قيمته دخل إلى الإسلام من الثقافة الفارسية القديمة قبلها بعض علماء الإسلام في بداية الأمر ثقة منهم بأن الإسلام سيتخلص من ذلك ، دمع استمر الزمن أصبحت القيمة للعد هي الأصل ، وتًرْك ما جاء به الشرع كما سبق بيانه .
التخلص من الإعجاز العددي اولى من القول به وتفسير القرآن في ضوئه
السؤال السادس: ما هو السبب في نظركم لانتشار الإلحاد والأفكار الشيوعية والليبرالية والعلمانية في الدول الإسلامية؟
الجواب السادس : منذ أواخر القرن الثامن عشر اخذ العالم الإسلامي يضعف لتركه ما أمر الله به ( واعدوا لهم ماستطعتم من قوة ) الأنفال 60 ، وأخذ العدو يغلبهم من كل مناحي الحياة ولا سيما بعد أن ترك المسلمون المنهج التجريبي وتبناه الغربيون وأقاموا المعامل لذلك .
ومن سنة الله في الكون أن المغلوب يتبع أساليب الغالب ويراها سر القوه هكذا تصور المسلمون المستعمرين لهم فأخذوا يقلدونهم في مناهج الحياة ، بل تولدت طبقة من المسلمين البسوا عمامة القيادة همهم تطويع العالم الإسلامي وترويضه للغرب من أعظم هؤلاء السيد أحمد خان صاحب جامعة عليكره في الهند ومحمد عبده في مصر ، إقراء ما شئت من كتب هذين ستخرج بنتيجة مفادها أن المسلمين إذا أرادوا التقدم عليهم تقليد الغرب في كل شيء وقد أدرك الغرب أن أفضل وسيلة للقضاء على المقاومة في العالم الإسلامي هو تعليم أبنائهم في الغرب ولا سيما أبناء الأثرياء وإعادتهم إلى العالم الإسلامي كرؤساء ووزراء .
ومن المعروف ان من شب على شيء شاب عليه ،فالغرب هم الوصاة على هؤلاء الزعماء ، ومهمة هؤلاء الزعماء إخضاع الشعوب الإسلامية لهم وتبنوا في ذلك :-
1- تقديس حضارة الغرب المادية المتحررة من كل القيود إلهية والإنسانية
2- ربط التوظيف بإجادة لغة الغرب
3- حصانة كل من يسيء إلى الإسلام وتشجيع المتحررين والمتحررات في البلدان الإسلامية من أبناء المسلمين ، فما سلمان رشدي وتسليمه نشر من الأجزاء من هذا المخطط .
4- أيهام قادة المسلمين أن عروشهم وكراسيهم لا بقاء لها إلا إذا حولوا قبلة بلدانهم إلى الغرب وحث شعوبهم على تبني كل ما هو مطبق في الغرب .
5- تقديم المعونات الغربية إلى كل فكر أو مفكر يناقض مبادئ الإسلام وثوابته الاجتماعية كأن يتم ذلك في الخفاء قبل عشر سنوات أما اليوم فعلى الملاء والعلن .
6- تفسير مناهج التعليم بأمر وتصفية ما بقى من الإسلام في هذه المناهج كما هو الحال كما هو الحال في مناهج باكستان ومصر والأردن واليمن ........
وأسال الله أن يمنحني وقتاً لإنزال سلسلة مقالات تجاه هذا الموضوع .
السؤال السادس: ما هو الطريق الأمثل للتعامل مع الشباب الضائع على الشبكة والذي يقع فريسة للأفكار الهدامة كالعلمانية والإلحاد وغيرها؟
امثل الطرق لدعوة هؤلاء ، تساؤلهم عن هدفهم في الحياة بشتى الطرق فمتى استطعت إقناعه بأن للحياة هدفا محدداً تكون قد أنقذته من النار
لأن هؤلاء الضائعين لا يعرفون لماذا وجدوا على وجه الأرض ، وعلى أمثال هؤلاء يصدق قول الله تبارك وتعالى ( يأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم )
فمتى أدركوا سر الوجود سهلت مهمة الدعاة وقد نص القرآن الكريم على هذا السر وحصره فيه ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
امثل الطرق أن تكون لينا سهلا مع هؤلاء ولا تغلظ عليهم في القول بالسب والشتم بل يكون قدوتك في ذلك رسول البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ( ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) تأخذه في الدعوة إلى الله من أحب أبواب المعرفة إليه ، فمثلا إن كان يحب مادة الأحياء تسترسل معه في الأحياء كسوائل ومكونات الدم ؟ كم نسبة البلازما فيه ما عمل الكريات الحمراء وما عمل الصفائح البيضاء .
ثم تسأله من الذي أودع النسب المحددة التي لا يتجاوز من إنسان إلى آخر قط من الذي وهب الصفائح البيضاء لتخثر الدم ........ تجده ينقاد لك شيئا فشيئا هذا ما جربته ووجدته مفيداً في باب الدعوة إلى الله في أمثال هؤلاء .
السؤال الثامن: هل اللادينية في بلاد العرب قد نشأت بناء على أمراض سياسية أو اجتماعية؟ أم أنها نشأت بناء على الغزو الفكري وتقصير المسلمين في دعوة وتربية أبناءهم؟
الجواب :-
لذلك أسباب أهمها :-
1- أن المغلوب يتبع الغالب ، حين استعمر العالم الإسلامي ظن حكامه أن سبب قوة الغرب تبنيه منهجا علمانيا ، فأخذوا ينشرون العلمانية بين أبناء المسلمين باسم الإسلام .
2- أرسلت الأسر التربية المسلمة أبنائها لتعليم في الغرب فعمل الغرب لهؤلاء عملية غسيل المخ فرجعوا دعاة إلى العلمانية وزودوهم قوة في ذلك منصبهم الاجتماعي والمادي .
3- جهل المسلمين بأمور دينهم فَسَدُّوا جَهَْلَهُم بالاستيراد من الغرب فاتحفوا بالعلمانية .
السؤال التاسع : ما كيفية التعامل مع العلمانيين والإلحاديين والشيوعيين ببلادنا الإسلامية .. هل من الأفضل مقاطعة أصحاب المذاهب الفكرية المضللة .. وكيف يكون التعامل معهم وهم يعيشون بيننا ويدينون بالإسلام اسما ويروجون لأفكارهم المريضة المضللة بكل مكان يتواجدون به و التي يصرون عليها.. بل وأحيانا تجد بالعائلة الواحدة اتجاهات فكرية متعددة .. هل الأجدى العمل بتلك الآية الكريمة ..
)) لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله إلا إن حزب الله هم المفلحون )) .. هل آن الأوان لالتزام المؤمنين بعضهم بعضا ومقاطعة أعداء الإسلام والمسلمين داخل امتنا حتى لو احدث ذلك انقساما بالمجتمع .. ما رؤية فضيلتكم وحكمه ونصيحته لنا في تلك القضية الهامة جدا .
ترتبط قضية التعامل مع الفئات السابقة بالولاء والبراء ارتباطا دقيقا ولا شك أن إعلان البراء آخر المراحل على الإطلاق ، لا يجوز تعاطي هذه الجرعة إلا في المرحلة الأخيرة ، لذلك ظل الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو عمه أبو طالب حتى آخر حياته ( يا عم قل كلمة اشهد لك بها عند الله )
الدعوة إلى الحق مطلب كل مسلم ( لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم ) لذلك يصعب الحصول على أمثلة واقعية في البغض في الله بل أنصح كل مسلم داعية إلى الله الاستمرار في الدعوة دون تفكير في المقاطعة والإلحاح في الدعاء بالهداية لمن تسعى في هدايته .
السؤال العاشر : كيف يتعامل مع منكر السنة وينشر إسلاما لم يأتي به احد من قبل .
الجواب :- انصح السائل أن يقرأ رسالتي في الماجستير ( القرآنيون وشبهتاهم حول السنة ) وهي مطبوعة ومتداولة في الأسواق وأرجوا الله أن تجيب على كل تساؤلاته ، علما أنها الفريد في الموضوع لذا جعلتها العديد من الجامعات جزء من منهج الفرق ، أرجوا الله أن يجعل ذلك ذخرا إلى يوم الدين .
السؤال الحادي عشر :-
ما الفرق المنتسبة للإسلام ولها أصول يهودية ؟
الجواب : من المعلوم لدى العقلاء أجمعين أن اليهودية مكر وخداع ودهاء يعملون في الظلماء لا في وضح النهار ، لذلك نجد العديد من الفرق لها أصول يهودية وربما بعضها قيادات يهودية .
فمن هؤلاء قديما السبئية أتباع ابن السوداء الحميري والحشاشون في عصر الخلافة العباسية والفاطميون في مصر .......
أما المعاصرون فمنهم البهائيون ومنهم القاديانيون ومنهم المعتزلة الجدد العقلانيون
أما ما يخص وجود دراسات اختصت بذكر الأصول اليهودية في الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة فلا أعرف في ذلك دراسات مستقلة .
أما ما يخص إنكار السنة وتفسير القرآن بالعقل متخذيه هذا التوجه من الغرب ولا سيما في الطلاب المبتعثين للدراسة في جامعاتهم ولهم توجه ديني فيحاولن تحريفه بتوجيه هذا التوجه فيعود بغير الدين الذي ذهب به .
وانصح السائل بقراءة رسالتي ( القرآنيون وشبهتاهم حول السنة ) فإنها كفيلة إن شاء الله ببيان الحق والرد على المجادل والمناقش .
س ) ما هي الأنشطة التنصيريه في الدول الإسلامية ؟ وماذا فعلت شخصياً تجاهها ؟
الجواب : رسالتي في الدكتورة ( أثر الفكر الغربي في انحراف المجتمع المسلم بشبه القارة الهندية ) فيها جزء كبير من هذه الأنشطة وكيفية التعامل معها وما الطرق الحديثة لبث التنصير ......
أما المنظمات العاملة لتنصير في بلاد الإسلام فحدث عنها ولا حرج ويصعب حصرها فإن قلت لك أن اندنوسيا المسلمة فيها أكثر من خمسة آلاف فرع تنصير هذا البلد وأما بنغلاديش يزيد عددهم عن 250 آلف منظمة وفي باكستان يزيد عددهم هن 400 ألف منظمة .
أما أفريقيا فهي أرض خصبة لصالح التنصير لإهمال دعاة الإسلام هذا الجزء من أرض الإسلام أضف إلى ذلك أن الكثير من حكام أفريقيا هم نصارى رغم أغلبية سكان بلدهم مسلمون
أما في ما يختصني شخصيا في مكافحة التنصير فأجعل ذلك بيني وبين لا أريد الإفصاح عنه وكل الذي يمكن القول به أن الشيخ إسماعيل السوداني المبتعث من قبل الإفتاء السعودي في تنزانيا يحتفظ برصيد غير يسير من الإجابة .
وأخيرا أنصح أثرياء المسلمين بإنشاء صندوق لدعوة الإسلامية يشرف عليه البارزون من علماء الإسلام في العالم الإسلامي .
السؤال : ما موقف المنطقة العربية بطوائفها اللبرالية والعلمانية والشيوعية والراسماليه والمسلمين ؟
الجواب : التفاؤل سمة المسلمين ، والعمل الدؤوب منهجهم ، لا يعرفون الكلل والملل ولهم في سيدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة .
وفي ضل الأحداث الجارية النظر إلى المنطقة الإسلامية لا سيما الدول المحيطة بإسرائيل نظرة تفاؤل وإن مؤشر الإسلام ساعد وإن مستقبل الإسلام في قارة آسيا وأفريقيا المسلمة مستقبل مشرق وإن توجه الناس إلى الشرع أخذ في الازدياد ، وأعظم الدلالة على ذلك إملاء المساجد بالشباب وبحثهم على الشيوخ الذين يتفقون في بعد نظرهم إلى الواقع وأعظم من ذلك كله اختفاء العلمانيين والشيوعيين واللبراليين ومن على الشاشات المرتقية التابعة لدولة أو الصحف التي لا تملك حرية التعبير بل تفرض عليها المقالات فرضا .
لذا أقول إن مستقبل لهذا الدين والمتمسكين به . وإن السنة والسنتين والعشر لا تعد شيئا في عمر الأمم فاصبروا بنصر الله عز وجل .
السؤال : هل تقدر الصحوة الإسلامية على مواجهة التيارات المنحرفة من المذاهب الفكرية المعاصرة والغزو الفكري ...... ؟
الجواب : نعم إن الأمة بخير فيها من يستطيع تفنيد الخير من الشر وأنت أحدهم وأنا أحد هؤلاء فلو أخبرتك أن تخصصي نقد المذاهب الفكرية الغربية المعاصرة لن يكون ذلك عجبا لك وقد تخرج على يدي أفواج من الطلاب والطالبات قادرين على نقد فكر الغرب وروافده المختلفة ولكن عدد هؤلاء ليس بالقدر الذي تحتاج إليه الأمة .
ومن علمائنا وهم الغالبية من لا يعرف الفكر الغربي أصلا فلو سألته على النظام الديمقراطي أو العلماني أو القومية والوطنية وأضرارها لما حصلت منه على إجابة ولربما قال لك عرفني بالديمقراطية والعلمانية .
وفي نظري علاج هؤلاء المشايخ سهل ويسير فإن الأرض الصلبة للعلم الشرعي موجودة لديهم ، ولا ينقصهم شيء في ذلك فلو عقد لمدارسهم اجتماع وعرضت عليهم فكرة تدريس مادة غزو فكري أو مذاهب فكرية معاصرة في مناهجهم لما ترددوا في قبولها وإدخالها إلى مناهجهم فهل من مقترح يقترح عليهم ذلك ويجمعهم لهذا الخير ..!!
السؤال : كيف نتعامل مع من يسب ويشتم في المنتديات ولا سيما إذا كان عدونا الملحد يلجئنا إلى ذلك ؟
الجواب : ديننا الحنيف يأمرنا بعفة اللسان وينهانا عن السب والشتم بل يصل نهيه إلى أعظم درجات الكفر فها هو القرآن الكريم ينهانا عن سب إلهة الكفار لكي لا يسب الكافرون إلهنا الحق ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم )
فإن سببت تساويت مع الملحد إذن ما لفرق بينك وبينه تدعي التعفف ولسانك قذرا بالسب والشتم لذلك لن تجد في سلفنا الصالح معاقبة الأساة بالأساة بل يقابلون الأساة بالإحسان ، وما انقادت الأمم لهذا الدين إلا بمثل هذا التعامل السمح .
فإن أجبرتك الظروف على شيء من ذلك أخرج من المنتدى برهة من الوقت حتى تهدأ أعصابك ثم عد إليه وقد بردت أطرافك وعاد تفكيرك ولا تتكلم على الإسلام وأنت غاضب لأن المرض يفقد المرء اتزانه .
السؤال : لماذا لا نجد رموزا بارزين للعلمانية ؟ وما خطط العلمانية في القرن الجديد ؟
الجواب : الحق يعلى ولا يعلى عليه ، فالعلماني على باطل لا يسعه البروز والظهور ، ومن هنا تجده يبحث عن من يسانده من منصب في الدولة أو شفاعة من دولة علمانية ، أضف إلى ذلك أن المجتمع المسلم قد تعدى مرحلة القبول لكل جديد آت من الغرب ومرحلة الانبهار بالحضارات الغربية المادية ومرحلة أن الغرب قد سبق في قوة السلاح الذي لا يقهر ...........
كل ذلك أكل عليه الدهر وشرب الأمة أخذة في النهوض والعلمانية أخذة في الانحصار والله غالب على أمره .
وأما خطط العلمانيين في القرن الجديد تتركز على :-
1- تغير مناهج التعليم
2- إبراز رموز علمانية مقابله الرموز الإسلامية
3- تشويه التاريخ وحقائقه القاطعة .
4- إقامة أقوى الصلات بالغرب للحفاظ على المناصب
5- إخضاع الشعوب المسلمة لقوى السيطرة الاستعمارية
6- غرس الخوف في النفوس المسلمة بجبروت الغرب وسلاحه
7- تضخيم منجزات السلاح الغربي كقولهم إن طائرة التجسس الأمريكية تستطيع رؤية الإبرة على الأرض وقرأه لوحة السيارة
8- بث الفرقة في أمة التوحيد بإقامة النزاعات بين الدول الإسلامية
9- النفخ في قربة الوطنية والقومية النتنة ذات الرائحة الكريهة
10- إشغال علماء المسلمين بالمسائل الخلافية الفقهية والاجتماعية والاقتصادية يخلو لهم الجو من المنافس والمناقش
