يتضمن هذا الموضوع تسارلات حول نبي الإسلام سؤال سؤالا حينما يتم الإجابة عن سؤال أنتقل إلى غيره. ما رأيكم؟
السؤال الأول: هل هناك معجزات أيد الله بها نبيه محمدا؟
عرض للطباعة
يتضمن هذا الموضوع تسارلات حول نبي الإسلام سؤال سؤالا حينما يتم الإجابة عن سؤال أنتقل إلى غيره. ما رأيكم؟
السؤال الأول: هل هناك معجزات أيد الله بها نبيه محمدا؟
نعم, أيد الله نبيه بمعجزات كثيرة, أعظمها القرآن الكريم, كلام الله المحفوظ بحفظ الله, وهو الآية العظمى التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم.
نعم, لو رجعت لكتب السير والشمائل لوجدت كثيرا منها, مثل كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله.
ومن أعظمها الإسراء والمعراج, وانشقاق القمر, وإخباره بالمغيبات التي وقعت كما أخبر بها صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: سأل أهل مكة أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر.
فهم لم يطلبوا آية على التعيين, وهذا هو الفرق بين هذا وبين الآيات التي طلبوها من باب التحدي: (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) [الإسراء:59]
فمثل هذه الآيات التي كان المشركون يطلبونها, من جنس طلب قوم صالح معجزة الناقة, فإنهم سيهلكون إن كفروا بعد رؤيتهم لمثل هذه الآيات.
هذا وجه من وجوه الجمع بين النصين, فالتعارض بينهما متوهم, ولو شئت الإستزادة, فيمكنك الرجوع إلى كتاب دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب للشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
هل تعد نحو قولهم كما في القرآن (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها) وقولهم (وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى) وقولهم (فليأتنا بآية كما أرسل الأولون) من قبيل التعنت وطلب آيات معينة أم أنك تريد أن تقول إن الله ينزل الآيات بدون طلب من المشركين حتى لا يهلكوا إن جاءت بناء على طلبهم وكذبوا بها؟
نعم هي آيات طلبها المشركون تعنتا, وقد نقل إلينا العلماء بعض ذلك, قال محمد بن كعب القرظي : إن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : تخبرنا أن موسى ضرب الحجر بالعصا فانفجر الماء ، وأن عيسى أحيا الميت ، وأن صالحا أخرج الناقة من الجبل ، فأتنا أيضا أنت بآية لنصدقك ؛ فقال عليه الصلاة والسلام : ما الذي تحبون فقالوا : أن تجعل لنا الصفا ذهبا ، وحلفوا لئن فعل ليتبعونه أجمعون ، فقام عليه الصلاة والسلام يدعو ، فجاءه جبريل عليه السلام فقال : إن شئت كان ذلك ، ولئن كان فلم يصدقوا عنده ليعذبنهم ، وإن تركوا تاب على بعضهم ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : بل يتوب على بعضهم فأنزل الله تعالى هذه الآية
( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ) الأنعام: 109
أليس ورود آية بالتنكير معناه أنهم يطلبون أي آية وليس آية معينة؟
السنة مبينة لمجمل القرآن, والحديث المذكور يبين ما أجمل من أمر الآية التي سألها المشركون, فهي في الآية بصيغة التنكير, لكن السنة بينت الآية التي طلبوها, وقد روى البيهقي في دلائل النبوة: ( قال الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو جئتنا بآية كما جاء بها صالح والنبيون فقال رسول الله إن شئتم دعوت الله فأنزلها عليكم فإن عصيتم هلكتم يقول ينزل العذاب فقالوا لا نريدها)! فلا بد من السنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كلف ببيان القرآن.
لكن حتى الحديثين التي أوردتهما ليس فيهما طلب آية معينة وإنما آية من جنس ما جاء به الأنبياء قبله.
ألم يطلبوا مثلا:
ما الذي تحبون فقالوا : أن تجعل لنا الصفا ذهبا ، وحلفوا لئن فعل ليتبعونه أجمعون.
ألم يسألوا في الحديث الثاني آية مثل آية صالح؟ إنها الآية التي لو كفروا بعدها هلكوا, وهذا ما لم يرده النبي صلى الله عليه وسلم رحمة بهم, وهذا معنى قول سبحانه وتعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين, وقوله: وما كان الله معذبهم وأنت فيهم.
قل لي فقط أين تريد أن تصل؟ فهذا أيسر.
أريد أن أقول إنهم لم يطلبوا آية بعينها وإنما طلبوا أي آية تدل على أن محمدا رسول من عند الله حتى يؤمنوا به وأقسموا بالله جهد أيمانهم على ذلك ولكن لم تأتهم أي آية وإنما عنفهم الله بأن القرآن طالما يحتوي على بينة ما في الصحف الأولى فهذا في حد ذاته أعظم آية.
لماذا لا تريد أن تقبل أن السبب في عدم إجابة طلبهم الآيات على وجه التعيين, أو آيات من قبيل آيات الأنبياء السابقين, والتي يطلبونها تعنتا, لماذا لا تقبل أن سبب ذلك هو رحمة الله بهم ألا يهلكوا إن هم كفروا كما كفر من قبلهم رغم رؤية الآيات؟ هل ترى هذا مخالفا للعقل أم ماذا؟
السبب في ذلك ببساطة أنه ليس هناك دليل على ذلك لا من القرآن ولا من السنة بل على العكس فيهما ما يؤكد أنهم طلبوا أي آية حتى يؤمنوا وهذا ليس عيبا فالفارق بين الرسول ومدعي النبوة كما في عقيدة المسلمين هو المعجزة وقد ورد في القرآن آيات صريحة في تأييد أنبيائه بالمعجزات الحسية إلا نبيه محمدا قال في شأن قومه (أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى).